بمناسبة الذكرى الخامسة للمحرقة
(الموقع بوست) يسرد قصص شهداء محرقة ساحة الحرية بتعز الذين سقطوا بنيران قوات المخلوع (1)
- وئام الصوفي - تعز - خاص الأحد, 29 مايو, 2016 - 06:26 مساءً
(الموقع بوست) يسرد قصص شهداء محرقة ساحة الحرية بتعز الذين سقطوا بنيران قوات المخلوع (1)

[ صورة من محرقة تعز في العام 2011 - إرشيف ]

خمسة أعوام مرت على محرقة ساحة الحرية بتعز، تلك المجزرة التي أبكت المدينة، وغيمت سماءها بأدخنة الحقد الأسود، حتى أنها أصبحت أحد أبرز الأحداث في الثورة الشبابية السلمية، التي اندلعت في فبراير 2011.
 
ففي التاسع والعشرين من مايو 2011م كان الموت يُعد أصابعه، ويحصي كماً من الأرواح، التي استطاع أن يحصدها خلال ساعات من اقتحام ساحة الحرية بمحافظة تعز.
 
كانت أدوات الشيطان على مداخل ساحة الحرية، تستعد لإحراقها، وفي سطح مبنى مديرية القاهرة بلاطجة يضعون أصابعهم على زناد أسلحتهم، تمهيدا لمباشرة هواية القتل، حاملة معها شرا مستطيرا.
 
وفي ساعات متأخرة من الليل، جاء الموت، من فوهات البندقية، وعلى متن الجرافات، حيث تمت مداهمة ساحة الحرية، من قبل قوات الأمن والجيش التابعة لنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وسرعان ما تصاعدت الأدخنة السوداء، ومعها أرواح عشرات الشهداء، ممن كانوا مرابطين يحلمون بالدولة المدنية الحديثة، التي تضمن المساواة في الحقوق والحريات، إلا أن آلة القتل التابعة للمخلوع، حصدت أرواحهم وأحلامهم معا.
 
سقط في ذلك اليوم، قرابة 57 شهيدا، ومئات الجرحى، أحرق بعضهم داخل الخيام، بعد أن سطروا أروع الملاحم البطولية، في سبيل التحرر من الكهنوتية البغيضة، في مدينة انتفضت بشبابها في وقت مبكر، ضد نظام المخلوع.
 
وبمناسبة حلول ذكرى، محرقة ساحة الحرية بتعز، يفرد "الموقع بوست"، مساحة كبيرة لهذه المحرقة، من خلال نشر حلقات حول الرموز الطاهرة التي سقت بدمائها تلك الساحة، حينما قرر زبانية المخلوع، مداهمتها وفضّ ذلك الاعتصام السلمي.
 
وسنقوم بنشر حلقات عدة، تتضمن كل حلقة، قصة شهيد من شهداء ساحة الحرية بتعز.
 
الشهيد فؤاد عبده غانم
 
كان من أول من فاضت أرواحهم، برصاص قناصة المخلوع، أثناء اقتحام ساحة الحرية، إنه الشهيد فؤاد عبده غانم، البالغ من العمر سبعة وثلاثون عاما، والذي لم يذق في وطنه طعم الحرية، منذ عرف نفسه، في ظل حكم المخلوع.
 
كان الشهيد فؤاد غانم، صاحب قيمة ومنفعة لأهله ومن حوله، إذ كان يسعى لمساعدة الناس ببساطته وشحة حياته.
 
حالت الظروف بينه وبين إكمال تعليمة درس الأساسية ولم يكمل الثانوية عمل في البناء، وبانطلاقة الثورة خرج فؤاد متأملا بمستقبل مشرقا يلوح في الأفق ليبني وطنا لطالما كان يعمل في البناء لبنائه، وودع انطوائيته ليخرج إلى عالم فسيح تشكلت ملامحه في تلك الساحة التي عشقها ونام على زمهرير أسفلتها حيث نصب خيمته الثورية مع فتية جمعهم حب الوطن وعشقه والخروج من منعطف الظلم والقهر.
 
غادر فؤاد منزله، تاركا، وراءه 5 أبناء وزوجه، ذهب إلى ساحة الحرية، بحثا عن وطن يعيش فيه حرا كريما، وفي يوم 29 مايو 2011 بدأ العدوان على ساحة الحرية، رأى فؤاد الرصاص يقتل إخوانه ورفاق نضاله، عند مبنى مديرية القاهرة، فانطلق أسرع من الصوت والرصاصة لإنقاذهم.
 
وهناك اصطادته همجية الغدر والخيانة، برصاصة قناصة غادرة سكنت عنقه بجوار مديرية القاهرة، حيث كان فؤاد يبحث عن وطنه، حتى لو اقتضى الأمر أن يدفع الثمن وطنا بدم، وحرية وبروح غالية، إذ يولد الوطن من وتد خيمة وقبر شهيد، كان ذلك السادسة من مساء الاحد 29 مايو 2011م، حيث انطلقت روح فؤاد إلى بارئها محلقة في سماء الخلود لتسكن في نعيم أبدي في الجنة.
 
يقول المحامي جميل حميد غانم أحد أقرباء الشهيد فواد، بمناسبة ذكرى محرقة ساحة الحرية: "لا أزال أتذكر أسلوب المخلوع صالح ونظامه الهمج الذي أراد إحراق سلمية الثورة، ونحن أسر الشهداء في هذا اليوم نطالب بمحاسبة الجناة، والقبض على صالح من أجل تحقيق أهداف ومبادئ الثورة التي سقط من أجلها الشهداء".
 


التعليقات