ما وراء إرسال إيران سفنا حربية إلى خليج عدن؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 01 يونيو, 2016 - 09:29 مساءً
ما وراء إرسال إيران سفنا حربية إلى خليج عدن؟ (تقرير خاص)

[ سفينة حربية إيرانية - إرشيف ]

بالتزامن مع استمرارها في التصعيد الإعلامي تجاه التحالف العربي، والحكومة الشرعية، أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، عن إرسالها قطعا عسكرية بحرية إلى خليج عدن.
 
وذكرت وسائل إعلام طهران أنها أرسلت إلى خليج عدن المجموعة 41، والمكونة من فرقاطة لوجستية، ومدمرة، بذريعة، حماية السفن التجارية الإيرانية، وكذا تأمين خطوط الملاحة البحرية، وفقا للقوانين الدولية.
 
ويرى محللون استطلع (الموقع بوست) آرائهم، أن إيران تحاول استغلال القانون الدولي، للتغطية على تحركاتها في المياه الإقليمية اليمنية، والحيلولة دون اعتراض التحالف العربي، أو الحكومة اليمنية على ذلك التواجد، كما لم يستبعدوا إمكانية استخدام تلك السفن لتهريب الأسلحة للانقلابيين في اليمن.
 
رابع مجموعة
 
وتعد هذه رابع مجموعة بحرية تصل إلى خليج عدن منذ بدء عاصفة الحزم في مارس/ آذار 2015، وقد عادتا مجموعتين في مايو الماضي إلى إيران، في عملية استبدال للقوات.
 
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت قبل أيام، عن ضبط سبع سفن إيرانية، كانت تقوم بالاصطياد العشوائي في المياه اليمنية.
 
ويعيد هذا التحرك الى الأذهان إرسال طهران للسفينتين " جيهان 1" و" جيهان 2" عام 2013، واللتان كانتا محملتين بكم كبير من الأسلحة، ضبطتها الحكومة وقتذاك، وأفرج الانقلابيون عن طاقمهما عقب سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر 2014.
 
وينص القرار الأممي 2216 الصادر في العام 2015م، على ضرورة تفتيش السفن المتجهة إلى اليمن، من قبل الأمم المتحدة ودول التحالف العربي.
 
تهريب السلاح
 
في السياق قال الباحث في الشأن الإيراني عدنان هاشم أن:" إيران تمتلك في خليج عدن (المياه الدولية) 40 مجموعة بحرية، منها فرقاطات، وبوارج حربية تشارك في مكافحة القرصنة، إلى جانب قوات دولية أخرى، وهذه القوات-على الأقل حسب الإيرانيين- تأتي في هذا الشأن".
 
وأوضح لـ(الموقع بوست) أن:" إيران تقوم بإرسال واستبدال مجموعات بحرية تصل إلى خليج عدن منذ 2008، وهي تمتلك مصالح في أفريقيا، بقدر ما تمتلك من مصالح في اليمن، وتواجد قواتها في البحر العربي هو وفق قرار دولي، ستستمر القوات الدولية في التواجد في خليج عدن إلى جانب إيران، حيث لا تواجد في تلك المياه لقوات خليجية (البحر العربي)، إذ تتواجد معظم قوات الخليج على البحر الأحمر".
 
واستطرد:" لا يمكن الجزم إن كانت إيران تنوي استخدام السفن الحربية التي ترسلها في تهريب السلاح"، لكنه أشار إلى" إمكانية أن تتخذ تلك السفن كمقر لتزويد قوارب صيد صغيرة بالسلاح لتصل إلى البلاد".
 
ويصف" هاشم" توقيت إرسال إيران للسفن بالاستفزازي، مضيفا: "لكنه لا يعني أنها تخطط من أجل استخدامها، فتكلفة ذلك باهظة، كون المياه الإيرانية تبعد كثيرا".
 
نشاط استعراضي
 
من جهته قال المحلل العسكري علي الذهب:" أن نشاط أي سفن بحرية فهو حق مكفول للجميع، إذ أتاحت قرارات مجلس الأمن بشأن القرصنة البحرية، ومنها القرار 1851 لعام 2008، لجميع الدول إرسال سفنها الحربية لقمع القرصنة والسطو المسلح، اللذين يستهدفان السفن قبالة السواحل الصومالية وفي خليج عدن، وبقصد حماية ومرافقة السفن التجارية، بموجب الفصل السابع الذي طالت أحكامه الصومال، وقد اتاح ذلك القرار للجميع بمن فيها إسرائيل، الوجود بسفنها الحربية، والقيام بأنشطة مضرة بسيادة دول المنطقة".
 
و يعتقد الذهب في تصريحه لـ(الموقع بوست) أن:" إيران تستخدم هذا الحق لنفس النشاط العدائي، وإثارة التهديدات على بلد كاليمن يمر بظروف حرب، لكن الأمر استعراضي يستهدف التأثير النفسي على خصومها، إذ لا طاقة لها اليوم أن تكون طرفا في معركة مباشرة، على غير سياستها التي اعتادت فيها دفع أذرعها لإثارة مثل هكذا جلبة وضجيج".
 
تعويض الخسارة
 
بالنسبة للكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي فقد أكد أن:" إيران تشعر بمرارة انسحابها المذل من المشهد اليمني، وتحاول تعويضه بهذا النوع من التحركات والاستعراضات الدعائية".
 
وأفاد في تصريحه لـ(الموقع بوست):" إيران جربت هذا النوع من الاستعراض في السابق، ولكنها تدرك قبل غيرها أنها تتصرف ضدا على الشرعية الدولية، التي تحظر أي شكل من أشكال الدعم العسكري للانقلابيين في اليمن".
 
كما لم يستبعد" التميمي" أن يكون تحرك قطعتين بحريتين إيرانيتين إلى خليج عدن، وإلى مقربة من منطقة مشتعلة، الغرض منه تسهيل تهريب الأسلحة للمتمردين في اليمن، وإن كان هذا يبدو صعبا في منطقة تتعرض لرقابة شديدة من قبل الأساطير الغربية".
 
ونوّه الكاتب التميمي إلى أن "إيران تريد إيران أن تقول إنها قوة إقليمية ودولية، وبوسعها أن تسجل حضورا في المياه الدولية، وفي أعالي البحار مثلها مثل أي قوة في العالم، لكنها في الواقع تحاول بهذا السلوك أن تغطي عن عجز حقيقي في التعاطي مع مجريات الأحداث في اليمن، على نحو يبقيها صاحبة النفوذ الأقوى في العاصمة العربية الرابعة، التي كان الانقلابيون الحوثيون قد وضعوها تحت نفوذ طهران، ولم تعد كذلك اليوم بعد تدخل التحالف العربي بقيادة الرياض".

 


التعليقات