انتقاد للفنان اليمني أيوب طارش يُثير جدلاً واسعاً.. وكتاب يردون: هو روح كل يمني وهويته
- تعز - خاص السبت, 20 مايو, 2023 - 06:03 مساءً
انتقاد للفنان اليمني أيوب طارش يُثير جدلاً واسعاً.. وكتاب يردون: هو روح كل يمني وهويته

[ الفنان اليمني الكبير أيوب طارش ]

أشعل انتقاد أحد الناقدين الفنان اليمني الكبير أيوب طارش عبسي، جدلا واسعا وسجالا بين أوساط اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وكتب الناقد اليمني قائد غيلان مقالا على فيسبوك يزعم أن الفنان أيوب يفتقر إلى الثقافة الأدبية وينظر إلى الأغنية بسذاجة القروي البسيط، الأمر الذي أشعل موجة غضب بين اليمنيين، الذي يعتبرون أيوب فنانهم الذي غنى لكل اليمنيين " للوطن للثورة للريف للحب للزراعة".

 

 

والخميس، أطلق الفنان اليمني الكبير، أيوب طارش، أغنيته الوطنية الجديدة، عن الوحدة اليمنية ملهبًا حماس اليمنيين في طول البلاد وعرضها، بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة والثلاثين، لإعادة تحقيق الوحدة بين شطري البلاد.

 

وحملت الأغنية الجديدة التي هي من كلمات الشاعر الراحل، عبدالحميد الشايف، عنوان "الوحدة المشوار الأعظم"، وفيها تغنى الفنان بأهم منجز حققه اليمنيون في تاريخهم الحديث.


 

 

وأثار انتقاد غيلان غضب اليمنيين الذين وصفوا انتقاده بأنه خارج عن سياق النقد والأدب وتجاوز لأخلاقيات الأكاديمي والناقد الفني منه إلى البذاءة والشتم.

 

في السياق قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان "أستاذ جامعي يشتم الفنان الكبير أيوب طارش في منشور لأنه غنى للوحدة، كل هذا الغضب يا دكتور قائد بسبب أغنية جديدة للفنان أيوب في ذكرى عيد الوحدة 22 مايو التي تحل بعد يومين!".

 

واستدرك: "كان الدكتور عبدالعزيز المقالح يقول لي على الإماميين "والله إننا أشمّهم من مسافة كيلو".

 

واستطرد: "رائحة حقد رهيبة تملأ جوف غيلان على الفنان أيوب بسبب أغنية جديدة على الوحدة وعلى الجمهورية، هذه هي القضية! دكتور في النقد الأدبي يزعم أن أيوب طارش بلا ثقافة وبلا ذائقة! .. ويقول عن بعض أغانيه أقبح .. الخ! هل هذه لغة نقد .. أقبح!".

 

وتابع: "لا تعرف أيوب يا غيلان حتى تحكم على ثقافته وذائقته! أزعم أنك لن تستطيع أن تقرأ قصائده الفصيحة التي غناها دون أن تلْحَن وأنت دكتور في النقد الأدبي! ".

 

وقال الرويشان: "القراءة والنُّطق السليم دلالةٌ على ثقافة وقراءة وحفظ للشعر ولا أحد من مطربي اليمن ينطق الشعر الفصيح مثل أبوبكر سالم وأيوب طارش والمرشدي! ولن تكون رابعهم يا دكتور قائد!".

 

واستمر مخاطبًا غيلان، بالقول: "قبل أن تعرفك الدنيا يا دكتور قائد غنّى ايوب طارش عبسي قبل نصف قرن أغنية الفنان المصري محمد عبدالوهاب " عندما يأتي المساء " وهي قصيدة فصيحة من شعر محمود أبو الوفا الذي أجزم أنك تسمع اسمه الآن لأول مرة في حياتك!".

 

الكاتب الصحافي أحمد الشلفي اعتبر انتقاد أيوب طارش بالمخجل، وقال "مخجل ومعيب ما قاله البعض عن الفنان الكبير أيوب طارش لا يدل على فهم موسيقي  ولاوعي ولا إحساس ولا ذوق".

 

وأضاف "كل ما قيل مما تابعته اليوم وأمس عن الأستاذ أيوب وخاصة ممن يعدون أنفسهم نقادا لا علاقة له بالنقد الموسيقي ولا الشعري". متابعا "لن أتحدث عن تاريخ أيوب فالحديث عن تاريخه تقليل من جلال وجمال صوته وايقونيته ولكن سأقول إن جميع من قللوا من صوته وثقافته وفهمه للكلمة لا يفهمون شيئا عن الموسيقى".

 

 

وأردف الشلفي "أيوب الذي عزفنا ولحننا وكتبنا في أغانيه هو ثقافة اليمني الوحيدة اليوم في كل مجال ولن تجد أحدا مثله قدم اليمن المتنوع وشاهد حولك وسترى ذلك".

 

واستدرك "كان أيوب كما هو واضح يفعل ذلك بوعي شديد، أما مسألة أن صوته لم يعد جميلا فهذه سخافات استعراضية تافهة"، وقال "نحن لا ندافع عن أيوب، أيوب يدافع عن نفسه بفنه بصوته الممتد في كل شبر وفي كل عرق وفي كل نبضة، نحن الآن ندافع عن أنفسنا عن آخر ما تبقى من قلاع الروح الذي يمثلها فن أيوب العظيم.

 

وأكد أن من يعي ماذا تعني الروح يعرف لماذا نغضب عندما يمس أيا كان أجمل أوتارنا.

 

في حين علق الكاتب الصحافي صدام أبو عاصم بالقول "استمعت لأغنية أيوب الجديدة وليس فيها ما يثير السخرية أو النقد اللاذع أو حتى الإعجاب، حتى الصوت رغم وضوح تقادم السنين فيه إلا أنه في النهاية صوت أيوب الذي ألفناه وأحببناه".

 

وقال "قد تكون الكلمات عادية واللحن والتوزيع الموسيقي متواضع، لكنها في النهاية ممهورة بإسم وبحة صوت أيوب، إذ لا يمكن لكل فنان أن تكون كل أعماله في أعلى مستوى. بما في ذلك كبار الموسيقيين والمغنين العرب والعجم".

 

 

وتابع أبو عاصم "ذلك أن الرجل الذي تشكل اليمن من صوته قبل أن يتشكل جغرافياً، حري بأن نكون معه وملتزمون في تقديره بكل حالاته وكل مراحل عمره".

 

الكاتب شاكر أحمد خالد يرى أن هناك من يريد الإساءة للفنان أيوب ونسف مشواره الفني أو جزء كبير منه، وبلغة غير مهذبة، ليس تعبير عن نقد ولا حتى تذوق ولا يحزنون. مجرد استعراض فاشل على منصات التواصل الاجتماعي، وكم فتحت هذه التقنية المجال والباب واسعا لكثير من المفصعين.

 

وقال إن "الأغنية الأخيرة "المشوار الاعظم"، بالنسبة لي استمعت لها وكأني اسمع نشيد في طابور صباح مدرسي. هكذا تذوقتها أنا، وربما غيري ليس كذلك. مشيرا إلى أن هناك الكثير منها. على سبيل مثال آخر. أغنية قديمة للفنان أيوب ، يقول فيها "هيا بنا نرتاح نضحك مع الأفراح ونقطف التفاح من غصنك الريان".

 

 

وتابع "كلمات ولحن وأداء عادي جدا. ما الذي يدفعني، وربما كثير غيري، إلى سماعها، إثارتها لشجون الطفولة، وزمن مضى.. هذا ما يميز أيوب".

 

وزاد "فنان كبر معنا ورافق مسيرة حياتنا منذ الطفولة. مسيرة تزيد عن أكثر من نصف قرن، ليس من اللائق أن اجتزئ من هذه السيرة الفنية، باقة أغاني لكي أنسف هذا المشوار الحافل بكل تفاصيل الحياة اليمنية والوطنية منها بالذات".

 

الكاتب الصحفي سامي غالب هو الآخر قال إن أيوب طارش من الثوابت في اليمن وهو فنان الشعب، مشيرا إلى أيوب ارتبط بأحبة كل يمني.

 

وأضاف "هناك أسماء تستعصي على التصنيف، وأيوب طارش من هؤلاء، تماما مثل المرشدي وأبوبكر سالم بلفقيه ومحمد سعد عبدالله احمد السنيدار وفيصل علوي  وعلي الآنسي وعلي السمةً والحارثي، وقبل هؤلاء جميعا يحل ابراهيم الماس وقاسم الاحفش وعلي ابوبكر باشراحيل (شيخ الاغنية الصنعانية) والمسلمي والعنتري … الخ.

 

وطبقا لغالب فإن هؤلاء فنانين صاغوا وجدان اليمنيين والخليجيين على مدى قرن من الزمان. وبعيدا عن الحساسيات القطرية فالمؤكد أن هؤلاء الرواد (بدءا من العشرينات) هم الإرث المشترك، الى جانب طلال مداح ومحمد عبده وعبدالكريم عبدالقادر وغيرهم من رواد الغناء في المنطقة، لمجتمعات الجزيرة والخليج العربي.

 

 

وأردف "لا يمكن قراءة أيوب طارش خارج هذا السياق حتى وهو يخط له مسارا خاصا يعبر عن أصالته كفنان لا يشبه أحدًا. كذلك صار أيوب لصيقا بالأغلبية الساحقة من اليمنيين (وهم من الريف أو من أصول ريفية). ومن المدهش ان جمهور أيوب ليس محصورا على سكان المرتفعات الزراعية من صعدة الى الضالع ولحج، ومن جيزان وعسير الى أبين وشبوه وحضرموت وصولا الى المهرة وسقطرى.

 

 وتابع "أيوب طارش هو فنان الشعب أو -إن شئتم- فنان المجتمع اليمني الزراعي وبالتالي فنان الشعب. هو صوت اليمني الفصيح إذ يتطلع الى الحرية والتعاون والعمل … والوحدة! وهو الابن النجيب لرواد الغناء اليمني من قاسم الأخفش وباشراحيل الى محمد جمعة خان".

 


التعليقات