ما دلالات حضور الجماعات الإرهابية في المحافظات المحررة وغيابها عن مناطق سيطرة الإنقلابيين؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك الخميس, 30 يونيو, 2016 - 10:00 مساءً
ما دلالات حضور الجماعات الإرهابية في المحافظات المحررة وغيابها عن مناطق سيطرة الإنقلابيين؟ (تقرير خاص)

[ أثار انفجار عنيف هز شرق المكلا (ارشيف) ]

تشهد بعض المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، نشاطا للجماعات الإرهابية، بينما تكاد تخلو المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، من تلك الجماعات.
 
 ويؤكد خبراء للموقع بوست حرص المليشيا الانقلابية على إفشال الحكومة الشرعية، و تقديم نفسها كحليف مهم، في قتال التنظيمات الإرهابية، التي لم يسبق لها أن خاضت حربا مع تلك التنظيمات على الرغم من العداء المعلن بينهما.
 
و وواصلت مجاميع مسلحة تابعة لتنظيمي القاعدة والدولة تنفيذها لسلسلة عمليات إرهابية داخل اليمن استهدفت المؤسسة الأمنية والعسكرية في عدة مدن خاصة بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وتحديدا مدينة المكلا عاصمة المحافظة، والتي سقطت في أبريل/نيسان 2015 بيد" أنصار  الشريعة"، جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
وتزايدت الهجمات والتفجيرات في" المكلا" مع بدء مشاورات الكويت، وغالبا ما كانت تلك الهجمات، هي إحدى الأدوات التي استخدمها الانقلابيون والداعمين لهم، للتحكم بمسار المشاورات، وفرض واقع آخر يشرعن للانقلابيين.
 
ويرى باحثون أن تزامن سقوط المحافظة بيد التنظيم، مع بدء عاصفة الحزم، يؤكد اختراق التنظيم من قبل المناوئين للشرعية والتحالف العربي، وهذا ما أكده تزايد نشاط الإرهابيين في المحافظة، خاصة بعد إعلان الجيش الوطني والتحالف العربي سيطرتهم على" المكلا"، وتحريرها من قبضة التنظيم في أبريل/ نيسان الماضي.
 
خلط الاوراق
 
في السياق يقول رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث عبدالسلام محمد، إن ما يحصل الآن في حضرموت، هو محاولة خلط الأوراق في المناطق المحررة، بالتوازي مع تقدم قوات الشرعية والمقاومة الشعبية إلى صنعاء".
 
مؤكدا في حديثه لـ" الموقع بوست" أن من يقف وراء تلك العمليات، هي جهات استخباراتية محلية وإقليمية ودولية، تريد إرباك التحالف العربي والمقاومة الشعبية، عن أي تفكير بفرض واقع عسكري جديد، يضم محافظات جديدة"، مستدركا حديثه بالقول:" يتم استغلال شباب مجندين في إطار الجماعات الإرهابية، لتنفيذ هذه العمليات في هذا التوقيت".
 
وتأتي هذه الحادثة- كما يشير الكاتب عبدالسلام- بالتزامن مع حدوث اغتيالات في أبين جنوب اليمن، وفوضى في العاصمة المؤقتة عدن، واشتباكات في مأرب شرق البلاد، لتصوير أن الشرعية غير قادرة على التحكم في المناطق المحررة، لافتا أن من  ينفذ ويمول تلك العمليات هي مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
 
اختراق القاعدة
 
من جهته قال المحلل السياسي محمد الغابري:" كان هناك ظاهرة ملحوظة، تمثلت بتمركز تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية، ثم ظهور الحوثية في الشمال، وشهدت ثلاث محافظات أبين وشبوة وحضر( الحدودية مع السعودية)، تواجدا مكثفا للقاعدة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، مع وجود محدود في مأرب، وفي البيضاء ظهر فجأة بعد نقل السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي".
 
مستطردا لـ" الموقع بوست":" قابلية القاعدة للاختراق من قبل جهات مخابرات وحكومات، مكن من استخدام ذلك التنظيم من قبل الرئيس المخلوع علي صالح"، لافتا أن ذلك الاختراق ما يزال حتى الآن، فمعظم مجموعات القاعدة مخترقة من صالح وجهات أُخرى، وقال إن:" نشاط القاعدة في حضرموت، غير مستغرب، فالرئيس المخلوع حرص على عدم وجود القاعدة، في مناطق له فيها قاعدة جماهيرية".
 
مؤكدا أن:" القاعدة حركتها مبرمجة وفقا لرغبات صالح، وهي من أدواته الخطرة، لإفشال السلطة الشرعية، وذلك يتطلب من السلطة التعامل بجدية مع ملف القاعدة".
 
مشيرا إلى أن:" الشرعية لم تتخذ قرارا حاسما بمكافحة القاعدة، بل خاضت معها حروبا تكتيكية، تدفع مجموعاتها للانتقال من محافظة إلى أٌخرى".
 
ولا يستبعد آخرون إمكانية استخدام كرت" الإرهاب" لتصفية العشرات من المناوئين للمليشيا، وكذا قادة الجيش الوطني في حضرموت.
 
إرباك الحكومة
 
وكان ما يسمى" تنظيم الدولة" أعلن تبنيه للتفجيرات الأخيرة التي استهدفت المكلا، وهو ما طرح عدة أسئلة حول ظهور" تنظيم الدولة"، وخفوت صوت تنظيم" القاعدة" اللاعب الأبرز في المدينة.
 
عن ذلك يقول المحلل السياسي فؤاد مسعد، يظهر جليا أن تنظيم" الدولة" يحاول إثبات وجوده من خلال تبنيه لمثل تلك الأعمال، التي تطال أبرياء ومدنيين، سواء في عدن أو حضرموت، وذلك بهدف إرباك الحكومة الشرعية، وإضعاف موقفها بالتزامن مع مشاورات الكويت، وهو الهدف الذي يتوافق مع أهداف مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، فيما يتعلق بتنظيم الدولة" داعش".
 
 وأضاف لـ( الموقع بوست):" لاشك أن وجوده وعملياته في اليمن، تثير الجدل بسبب توقيتها، خاصة وأن أول ظهور للتنظيم، كان متزامنا مع دعوة عبدالملك الحوثي لغزو تعز والمحافظات الجنوبية، تحت لافتة الحرب على داعش والقاعدة".
 
مختتما حديثه بالقول:" تتابع عمليات" داعش"، وأكثرها استهدف المناطق والمحافظات المحررة، والنصيب الأكبر كان لمحافظة عدن العاصمة المؤقتة، وأول محافظة تم تحريرها من مليشيات الحوثيين".
 


التعليقات