معركة جن شبوة وإنس الصبيحة.. ما قصة محاكمة جندي بالعمالقة في محكمة الجن باليمن؟ (فيديو)
- خاص الإثنين, 19 فبراير, 2024 - 07:52 مساءً
معركة جن شبوة وإنس الصبيحة.. ما قصة محاكمة جندي بالعمالقة في محكمة الجن باليمن؟ (فيديو)

[ الجندي أحمد ياسين العنتري الذي يقال إنه يتعرض لمحاكمة في محكمة الجن باليمن ]

"بين الخرافة والتصديق".. لاقت قصة محاكمة جندي بأحد ألوية العمالقة جنوب اليمن، في محكمة "الجن" على خلفية قتله جني بأحد الموقع العسكرية المرابط فيها بمحافظة شبوة، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

وتداول يمنيون بشكل مكثف مؤخرا تفاصيل محاكمة للجن مع شاب يمني بتهمة قتله جني آخر، وانتشرت القصة كالنار في الهشيم، متسببة بموجة من الردود.

 

وبحسب ما يشاع فإن الجندي "أحمد ياسين العنتري" والذي ينتمي إلى قبائل الصبيحة في لحج كان مرابطا بأحد المواقع العسكرية في شبوة ليلا وهاجمه "الجني" على هيئة وحش لكن الجندي صوب بندقيته فأرداه قتيلا.

 

وأثارت الواقعة الكثير من الجدل عقب انتشار تسجيلات صوتية لأحد الدعاة يؤكد فيها استعداد الجن لإصدار حكم بحق شاب قتل أحدهم.

 

وطبقا للمتداول فإن الخميس موعد النطق بحكم محكمة الجن الابتدائية بشبوه في قضية مقتل أحد جن قبيلة آل الشيخ بشبوه على يد أحد جنود الصبيحة بقوات العمالقة بعد تعهد والدي الجني وولده بمغادرة جسد الصبيحي مؤقتا حتى يتمكن القاضي من الحكم بكل عدالة وشفافية بعيدا عن أي ضغوط قاهرة وعقب موافقة انس الصبيحة ع ذلك

 

وتقول الرسالة التي تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي إن شيخ الجن رفع دعوى قضائية على الجندي العنتري الذي يعيش في حالة إغماء (موت سريري) منذ الحادثة في محكمة الجن.

 

 

وبحسب المتداول فإن الجندي اكتشف عقب قتله للجني أن الأخير كان متلبس بصورة مخلوق غريب، وعند عودته إلى لحج عرضته أسرته على معالج من معالجي الجن الذي أكد لأسرته أن ابنهم قتل جنيا وأن والد الجني تلبس في جسد ابنهم.

 

وبحسب التسجيل الصوتي للشيخ المعالج فإن الجن عقدوا عدة جلسات لمحاكمة الشاب الذي تلبس به والد الجني القتيل والذي أخبرهم أن عليهم الانتظار حتى صدور الحكم القضائي.

 

وبحسب تصريحات للشيخ المعالج الذي أكد نقلا عن والد الجني القتيل أن الحكم سيصدر خلال يومين وأنه قد يتضمن عفوا أو سلبا لسلاح الجندي بحسب قول المقرئ.

 

الرواية بلسان الشيخ المقرئ

 

كما وانتشر مقطع صوتي للشيخ المعالج وكان يقرأ القرآن حيث تحدث عن الواقعة وقال "تلبس جني بأحد أفراد قوات العمالقة المرابطة في شبوة على ذمة قيام الجندي بقتل شاب من الجن في أحد المواقع العسكرية الجبلية، وينتمي الجندي بحسب حديث القارئ إلى قبيلة الصبيحة والذي أوضح أنه عند وقوع الحادثة كانت أم الجني المقتول تريد قتله، غير أن شيخ الجن تدخل في إنقاذ الموقف وأحال القضية إلى المحكمة.

 

يضيف الشيخ القارئ "وصل إلينا جندي ينتسب إلى أحد ألوية العمالقة المرابط في محافظة شبوة من أبناء الصبيحة وعليه آثار "مس" فيه جني متلبس بجسده، وبدأت أقرأ عليه إلى أن خرج الجني من جسده ومن ثم بدأ الجندي الصبيحي يحدثني وقال لي كنتُ في موقع عسكري في محافظة شبوة وجاني شخص جسده كله مظلم وخافني وافعني وافرغت علية عدد من الرصاص في جسده ومات على الفور واتضح أنه جني ينتمي إلى قبيلة آل الشيخ من محافظة شبوة وهم جن مسلمين.

 

يتابع أن "الشاب الصبيحي أخبره بعد الحادثة بأخذه من قبل الجن (أهالي المقتول) وقيدوه وكبلوه بالسلاسل ومنعوه من النوم ومن الصلاة والأكل، وادخلوه إلى أماكنهم ووجد معهم الذهب والكثير من الأموال، وكادوا أن يقتلوه خاصة ام الجني المقتول، وقام أحد مشايخ الجن المسلمين وحكم أن تدخل القضية إلى المحكمة، ولكن والد الجني المقتول لا يزال متلبس فيه" -حسب مزاعم الشيخ القارئ.

 

وفقا للتسجيل الصوتي للشيخ القارئ فإنه طلب الحديث مع الجني والد القتيل والذي حدثه أن الشاب الصبيحي قتل ابنه وهو يريد قتله لأنه قتله عمداً وعدواناً - ويضيف الشيخ وبينت له خلال الحوار الذي دار بيني وبينه ان الجني تصور للشاب بشكل مخيف وبشكل ابن ادام وخاف الرجل ان يقتله ويعتبر أنه هو المعتدي على الجندي الصبيحي ، ولكن والد الجني رفض يقتنع برأيي وطلب تقديم راس اي الأخذ بالثأر، أو تسليم ديه وتسليم سلاح الجندي الصبيحي الذي قتل به الجني ، وهذا ما تم رفضه وتم الاتفاق أن يترك الجني حال الجندي الصبيحي لأجل أن ينام ويأكل الطعام وأن تأخذ القضية مجراها لدى القضاء الخاص في محكمة الجن لاسيما وقد عُقدت عدة جلسات لمحاكمة الشاب الصبيحي.

 

وجهة نظر أخصائي اجتماعي

 

من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين في اليمن، قال الدكتور عبدالكريم غانم، الباحث في علم الاجتماع إن ما حدث لهذا الشخص يمكن تفسيره، بأنه تعرض لما يسمى بـ "شلل النوم" وهو عبارة عن كوابيس ناجمة عن تعرضه لضغط نفسي شديد جراء مشاهد عنف تفوق قدرته حدثت له في الواقع وافقدته الحركة، أو حدت منها".

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يضيف غانم قائلا: "لكي يتغلب على الواقع أو المواقف التي تعرض لها وفاقة قدرته على الاحتمال، يقوم عقله الباطن بتصوير ما حدث له بشكل صراع مع الجن".

 

وتابع الباحث في علم الاجتماع "هذا شيء خارق للعادة ليمكن المصاب بهذا النوع من الشلل أو الهلوسة من استعادة بعض التوازن الذي فقده أو كاد أن يفقده في الواقع".

 

وأشار غانم إلى أن المجتمعات التي تعاني من الحروب والأزمات تنتشر الخرافات والشعوذة نتيجة تدهور الظروف المعيشية وارتفاع مستويات القلق بين الناس وإصابتهم بالكثير من العلل، مما يجعلهم يلجؤون إلى مثل هذه التقاليد الدينية القديمة والشعوذة للحصول على الرعاية والحماية النفسية".

 

وقال "في ظل الصراع والفوضى تعاني كثير من الحالات من أمراض نفسية وعصبية يتم الذهاب بها إلى المشعوذين أو ما يسمى بالفقيه بدواعي إصابتهم بالسحر أو الجن".

 

ويؤكد الباحث في علم الاجتماع غانم أن هذا ينافي المنطق والعلم والحقائق في العصر الحديث.

 

من جانبه علق الصحفي عبدالرحمن أنيس، بالقول "آخر ما نقوله في مسخرة محكمة الجن، اشتروا للمقرئ سلاح أو اعطوه هدية سلاح الصبيحي واموركم طيبة".

 

وأضاف "أما الجن ماشي حولهم لا يشتو سلاح ولا دية ولا يستفيدوا شيء من نقود الدية".

 

 

من جانبه قال الصحفي ماجد الداعري كتب "معركة جن شبوة وإنس الصبيحة الخرافية، تكشف مدى قوة تأثير الدعاية الدينية السلفية بالعقليات الجنوبية وسرعة انتشارها كالنار في الهشيم"، حد زعمه.

 

 

وقال إن "ضحالة العقلية الشعبية وسرعة تأثرها بخرافات قد تجاوزتها العقليات الإنسانية منذ قرون غابرة وبغض النظر عن وجود من يدفع بها لمحاولة تسفيه العقول".

 

 


التعليقات