كيف تفاعلت النخب اليمنية مع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ؟
- خاص - طلال الشبيبي السبت, 16 يوليو, 2016 - 10:06 مساءً
كيف تفاعلت النخب اليمنية مع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ؟

[ لحظة استسلام أفراد من الجيش التركي المشارك في الانقلاب لقوات الأمن ]

لاقت محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها مجموعة من الضباط والأفراد داخل الجيش التركي، على الحكومة المنتخبة، صدىً واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية اليمنية، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا واسعا واكب محاولة الانقلاب منذ ساعتها الأولى، وحتى إعلان السلطات إحباطها.
 
وأعلنت الحكومة التركية، استعادة السيطرة على مقاليد الأمور، بعد ساعات من إعلان مجموعة من الضباط والأفراد في الجيش التركي، تمردهم على السلطة الشرعية، مستخدين القوة لفرض الانقلاب، إلا أنهم فشلوا بفعل التفاعل الشعبي الضخم الذي تمثل في خروج الملايين إلى الشوارع رفضا للانقلاب، وتأييدا للسلطة المنتخبة من قبل الشعب.
 
سيئ للغاية
 
وفي سياق ردود الأفعال حول محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، قال الكاتب الصحفي، "نبيل سبيع"، إن انقلاب الجيش التركي على حكومة أردوغان خبر سيء للغاية.
 
وأضاف سبيع في صفحته على موقع "فيسبوك": "قد علمتنا السنوات القليلة الأخيرة على الأقل في هذه المنطقة التعيسة من العالم أن آخر شيء يمكننا المراهنة عليه هو الإنقلابات العسكرية على أي سلطة شرعية وصلت إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع مهما كانت ملاحظاتنا ومواقفنا من هذه السلطة".
 
وتابع: "أتمنى ألا تلتحق تركيا ببلدان هذه المنطقة التي تنحرها الحرب، ولا أظنها ستفعل لخصوصيات كثيرة تتميز بها عن بقية هذه البلدان".
 
بدورها قالت الإعلامية "أسوان شاهر" بصفحتها على "فيسبوك"، إن رجال الدولة والقادة الحزبيين والعسكريين والبرلمانيين ظهروا في أحلك الظروف عبر الاسكايب، وعبر الهواتف ليطمئنوا الشعب التركي ويرفعوا معنوياتهم ويتحملوا مسؤولياتهم".
 
جريمة
 
من جانبه قال الباحث اليمني، رئيس مركز الجزيرة للدراسات "نجيب غلاب"، انقلاب العسكر في تركيا، سيفشل، منوها إلى أن الشعب التركي وقف باتجاه واحد رغم التناقضات.
 
وأضاف الباحث اليمني في سلسة تغريدات على موقع "تويتر": "الانقلاب العسكري التركي جريمة، وضد الليبرالية التركية التي حجمت من علمنة أتاتورك المتطرفة".
 
وأشار إلى أن الانقلاب العسكري يعكس الماضوية الأتاتوركية الأكثر بلادة ومقاومة، لافتا إلى أن هذا الانقلاب ضرورة إنسانية وحرب من أجل الحرية.
 
وتابع قائلا: "انقلب جزء من الجيش، تكوينات عمياء وماضوية علمانوية وأدوات وظيفية ضد وطنهم، مضيفا تركيا تقاوم ككيان موحد، اتذكر انقلاب الحوثة وأَلْعَن ثوار فبراير!".
 
تعزيز للديموقراطية أم استغلال؟
 
من جهته علق الكاتب المحلل السياسي "حسين الوادعي" على ردود فعل الأوساط العربية على الانقلاب الفاشل في تركيا، بالإشارة إلى أن وعي الحرية والديمقراطية لا زال متدنيا في الضمير العربي.
 
وقال الوادعي في صفحته على "فيسبوك": "تتجه الأنظار نحو تركيا منذ سنوات باعتبارها نموذجا للنهوض الاقتصادي والديمقراطية والعلمانية في سياق إسلامي"، مشيرا إلى أن أحزاب المعارضة التركية وقفت ضد الإنقلاب رغم اختلافها مع أردوغان.
 
وأضاف قائلا: "شاهدنا العلمانيين يدافعون عن الديمقراطية إلا إذا أوصلت الإسلاميين للسلطة ويؤيدون الانقلاب لمجرد انه يرفع شعار العلمانية، ويتحدثون باسم الشعب في نفس الوقت الذي يرون فيه أن الشعب لا يستحق الديمقراطية لأنه سيسيئ استخدامها".
 
وتساءل "الوادعي" عن ما بعد الإنقلاب عن ما إذا كان أردوغان سيستغل الحدث من أجل تعزيز الديمقراطية، أم من أجل تصفية الحسابات مع خصومه وتعزيز نزعته التسلطية وتقييد حرية الصحافة وتعزيز اختراقه لمؤسسات الدولة؟.
 
ولفت إلى أن أمام تركيا معركة مصيرية للحفاظ على الديمقراطية والعلمانية وتعزيز الاقتصاد والاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع العالم، مضيفا أن الديمقراطية نظام وليس أشخاصا.
 
وأشار إلى أن هناك فرق بين حماية الديمقراطية والحياة المدنية، وبين التعصب لشخص أو لحزب. مؤكدا أن هذا ما فهمه الأتراك جيدا ولا زال العرب عاجزين عن استيعابه.
 
جمهورية الموز
 
أما الكاتب والروائي "مروان الغفوري" فعلق قائلا على الانقلاب الفاشل، قائلا إن تركيا ليست جمهورية موز، مشيرا إلى أن الشعب التركي سيخرج التجربة الديمقراطية التركية من هذا المأزق.
 
وقال الكاتب والروائي على صفحته بموقع "فيسبوك": "كان الشعب التركي شعباً تركياً، لا واحداً من شعوب الموز"، مشيرا إلى أن الديموقراطية مسألة لا ينبغي المساس بها أياً كان الموقف من أردوغان.
 
وأضاف الغفوري: "لا يمكن علاج الديموقراطية وتصحيحها بالقوة القاهرة، أو بأجهزة لا علاقة لها بها، فالانقلاب العسكري، أو الاجتياحات البربرية للمدن، تأتي لجرف المجال السياسي وخنق الحياة كلها"، لافتا إلى أن الشعب التركي خرج قبل الفجر وسيطر بالقمصان على الدبابات واعتقل الجيش.
 
ونوه إلى أن الشعب التركي خرج بكل تنويعاته في تركيا ووضع حداً للعنة العسكرتاريا ، ولم يكن بحاجة لمزيد من البيانات والمعلومات ليعرف.
 
وأردف "الغفوري": "التجربة التركية، كما التجربة التونسية، تتقدمها قوى أكثر تقدما، حتى القوى الاسلامية، ويسندها شعب متنوع وخلاق" حسب قوله.
 
خسارة كبيرة
 
من جانب آخر قال الكاتب والسياسي اليساري، معن دماج، إنه في حال نجح الانقلاب في تركيا بغض النظر عن النتائج، فإنه لا شك أن تركيا كانت تتعرض لخسارة كبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وستدفع غاليا ثمن ذلك.
 
كائنات غير ديمقراطية
 
بدوره قال الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري، إن من فوائد الإنقلاب التركي، أنه كشف لنا أن معظم المثقفين العرب كائنات غير ديمقراطية، لافتا إلى أنهم أقرب لـ"بيادات" عسكرية، منها إلى أي شيء آخر.
 
 الكاتب والمفكر اليمني عصام القيسي، علق بالقول: "لا أناقش العربي الذي يحقد على أردوغان وحزبه، لأنه حسب قوله، ليس حالة معرفية بل حالة مرضية.
 
وأضاف القيسي قائلا: " ما الذي ستفعله لمريض سوى أن تتركه يهذي أو تذهب به إلى المستشفى؟!".
 


التعليقات