إيران والسعودية من تحت الطاولة
الاربعاء, 19 أكتوبر, 2016 - 06:52 مساءً

صرح آية الله الكعبي عضو رابطة خبراء القيادة الإيرانية ورابطة مُدرسي الحوزة العلمية في قم " أن اليمن تُمثل الآن الخندق الأول للمقاومة ضد أمريكا والصهيونية وعميلهما الأكبر في المنطقة نظام آل سعود.
 
أمة الفرس لهم أجندتهم ومن حقهم أن يطمعوا بالنفوذ والتمدد حتى إلى فيتنام أو السيطرة على "واغادوغو" عاصمة بوركينافاسو هذا مشروعهم وتلك طموحاتهم.
 
وليس كمشاريع الأخوة العرب التي ما خرجت عن إطار الحدود بينهم والنزاعات الشخصية التي لا تثمر إلا المزيد من الفرقة والانقسام الذي بدوره يؤدي إلى الضعف والانهزام، كانت أهمية اليمن وموقعها الاستراتيجي منذ أن اكتُشف طريق رأس الرجاء الصالح، محط أنظار المستعمرين بدايةً بالبرتغال ومروراً ببريطانيا وانتهاءً بقوى العالم الجديد.
 
 وتضاعفت تلك الأهمية بعد افتتاح مصر لقناة السويس أضعاف، وشكل مضيق باب المندب جزاءً من صراع الغرب مع جمال عبد الناصر الذي دعم ثورة 26 من سبتمبر الرئيس العربي الاستراتيجي الوحيد الذي كان يطمح إلى تأمين البحر الأحمر وتأمين باب المندب لأهميته المتمثلة في ارتباطه الأمني والاستراتيجي الوثيق بقناة السويس.
 
ولم يأت بعده من يحمل همه ويدرك أهميته الاستراتيجية حتى سقط نظام الشاه وصعد نظام الخميني التوسعي على حساب الدول المجاورة والإقليم برمته، التواق لإعادة إمبراطورية فارس ومملكة المضايق والبحار، بيمنا كان جيران اليمن عن ذلك غافلين ومتساهلين.
 
 تركوه وحيداً أرضاً وشعباً وتاريخاً وجغرافيا، وتركوه يغوص في أوحاله وشتات روحه كي يكون النموذج السيئ للأنظمة الجمهورية والديمقراطية أمام شعوبها، بعد ثورة النفط الذي أُشبِعَ الغرب منه وحُرم من فيضه جيرانهم.
 
اليمن هو الأصل والمدد والعمق الاستراتيجي للجزيرة العربية عبر التاريخ وحتى يومنا هذا ومن السذاجة المضحكة  والجنون أن يُفرَّط الإنسان بعمقه وجذوره وسنده الذي إن تخلى عنه سقط واعتل بأمراضٍ لا دواء لها إلا الكي بالنار والاكتواء بنيران الطامعين القريبين منهم والبعيدين.
 
انطلقت إيران تبحث عن أيادٍ وملفات طائفية وعرقية تدخل من خلالها إلى اليمن وغيرها من الدول تحديداً بعد سقوط نظام صدام حسين، الذي كان الحارس الواعي لعراقهم وأعراقهم وبواباته الشرقيات،  وأشقاءنا في سباتهم غاطين وفي سدرهم غاوون حتى وقعت الكارثة ودخلت اليمن إلى المنحنى الذي أُنهِكَ فيه وأَنهَكَ معه جيرانه، ودخلت إيران اليمن ودول أخرى بقضها وقضيضها مستغلةً الانقسام السياسي عقب ثورات الربيع العربي الحزين.
 
اليمن الذي كان بإمكانه أن يكون درعاً لهم وللجزيرة كلها باعتباره الخزان البشري السخي والإنسان المقاتل الجسور والصابر الذي لا ينكسر أمام العاتيات، والذي كان بمقدورهم احتواؤه وتشكيل جيش منه يشاركهم في حفظ أمنه، وأمنهم وسيادتهم ويخفف من البطالة التي يعاني منها اليمن ويعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع اليمني.
 
اليمن الذي لو أدركوا حقيقة أهميته مبكراً وأنهم أهله وأنه أصلهم وأخذوا بيده وأعانوه على تخطي الصعاب وتركوه يستخرج ويستثمر ثرواته المتعددة كغيره من الشعوب، لما كان مزرعةً واسعةً للصراع والفرق الدينية المتشددة والأطماع الخارجية والدعوات الطائفية التي أضحت تشكل خطراً على نسيجه الاجتماعي ونسيجهم ومستقبله وأمنهم ولما أضحى مطمعاً وفريسة للذئاب، ولما "مثل الخندق الأول كما تدعي إيران للمقاومة ضد أمريكا والصهيونية التي تتماهى معها سراً ومن تحت الطاولة " خلافاً لما كما صرح به "آية الله الكعبي" بدايةً في المقال.
 
 

التعليقات