كيري سعيم السياسة الأمريكية الانتهازية جاء يطوي خطاه على طائرته التي حطت في عمان
وبعد أن صلى على النبي وآله، أخرج من سرواله مسودة صلح بلون رعاة البقر وبرائحة قاهري سود البشر، تحمل حلاً نازل من سماه وحده في اليمن وكأنه القاتل والمقتول والذابح والمذبوح في اليمن، وكأنه هو وحده الذي آلمه عمق الجراح ودوام النزيف ومتجاهلاً اليمن حكومة وشعباً وقيادة كما جاء على لسان عراب السياسة اليمنية نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاستاذ عبد الملك المخلافي، والذي أكد بانا صناعاً للسلام ولسنا دعاة للحرب وما خوضنا للحرب إلا دفاعاً أو لإيقافها.
كيري: يبدوا أنه إما جاهل أو متجاهل بأن الشعب اليمني هو من تعنيه حصرياً الحرب ومن دفع كل ما يملك من رجال ودماء في معركته الوطنية وهو المعني الأول والأخير بالحل وتحديد مسارات السلام أو الانتصار، وتغيير الصورة النمطية التي رسمت في أذهانهم وأننا لسنا فقط رقعة للشطرنج يتسلى الرعاة بها عند شعورهم بالفراغ.
لو اهتم كيري وصعاليكه بالعراق وأوقفوا طاحونة القتل الطائفي والتصفيات العرقية المذهبية وساندوا الشعب السوري ضد حكامه الحاقدين لكان ذلك مؤشراً يجعلنا نثق بهم كوسطاء لإيقاف شلال دمانا في اليمن.
إننا لسنا حقول فئران عليها تجرى التجارب لأسلحتهم ومهاراتهم في القبح السياسي وفتح ملفات ملغومة، تفرخ فيها بذور الصراع دون توقف، الشعب اليمني الأصيل صاحب الأرض والحق التاريخي ولن يفرط العرب بأصولهم ومهدهم حتى يدمر لصالح الفرس أو غيرهم.
كيري لا يأبه في ما يدور على مسارح الحرب من انتهاكات انسانية وحقوقية لليمنيين وتدمير هويتهم العربية ونسيجهم الإجتماعي الأصيل، لا يدرك ما الذي جرى للوحدة الوطنية جراء ذلك الصراع الساعي لتسيد البعض على الكل وفقاً لدعاوى كنستها رياح الزمان وتجاوزها العلم وصارت أنغاماً لا تطرب وموسيقى لا تتجاوز حد الكهوف.
ولو كان لديهم بقايا عقول لأدركوا ما قاله ملك الأردن عبدالله الثاني الهاشمي الذي تجاوز العرقية والمذهبية بفضل نشأته النيرة في مقابلة له على إحدى القنوات الأمريكية الثلاث " إن الأمريكيون يتصرفون وكأنهم يعرفوننا أكثر مما نعرف بعضنا البعض في المنطقة، ولذلك تمضي الأمور على الطريق الخطأ ونحو التأزم والإحتراب" في إشارة منه إلى دعم الأمريكيين لشيعة العراق على حساب باقي مذاهبه وأعراقه الأمر الذي أدى إلى ظهور الإرهاب الشيعي الذي بدوره كان مكنةً قوية لصناعة تنظيم داعش والذي انخرط فيه كل مَقصِيِّ ومطارد ومظلوم على أراضي العراق، كردة فعل زعزعت أمن المنطقة برمتها وجعلت من بلداننا مسرحاً واسعاً للموت والإحتراب.
وعليه لن يقرر أحد مصائر الشعب اليمني ومستقبله غير أبنائه الصامدين في كل مرتفع أو منحنى وفي كل سهل وجبل، ولن يمنحهم أحد الحرية غير نضالاتهم ولن يصون أرضهم وأعراضهم غير صمودهم وصبرهم المعهود على النائبات، ولن يكونوا يوما مجرد أداةٍ بيد حاقد أو خؤون في أرضهم لتهدم وتقتل، بل تبني وتصنع أمجادها من جديد.