حبك ايها الشعب اليمني المتصارع في ذواتنا والمتخاصم في تفاصيل أرواحنا أرضاً وتاريخاً وإنسانا والمجتمع في هوانا حباً وأنيناً وشوقاً عاصفاً لك وحدك.. جعلني اسكب حبر قلبي بين حنايا هذا المقال كي أعبر عن مدى الهيام التائه داخل هذا الفراغ ضيق المساحة والمدى، نحبك انت الوطن وانت الذي تستحق الحب والتضحيات.
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني
فلم أجد لك إلا قلبي الدامي
نكتب لنا ولك ولأنفسنا أيها الوطن الغالي كي نستريح وللحاقدين كي يستريحوا ايضا .. نكتب كي تطمئن الروح ويرتاح الضمير فمن شاء بعدها غنى ومن اراد بكى، ومن اراد خاصم فينا ومن اراد صالح، قلبي يعادل الف قلب وسعته كذلك كي يتسع لك وللمجانين المحبين والمبدعين فيك الهائمين على جبالك وسواحلك تلالاً والهضاب.
صباح الخير يا قمماً إليك الشمس تهدي القُبُلة الأولى
وأنت الخير يا من في كتاب الله ذكرك آية تتلى
وأنت الخير .. يا بلدي .. يابلدي
ترابك طهر من صلى وماؤك من دمي اغلى
وحبك هدي من ظل .. حماك الخالق المولى
نسيمات الهوى فيكَ تسري في أرواحنا وحفيف اشجارك تعزف على أوتار القلوب، شمسك يا وطني دواء للروح ومشافي للجسد، الكون سواك قليل ولا تُشفي علة حبنا بسواك نحن عشقناك أرضاً كي تسافر مع أرواحنا وتحط رحالها حيث ما حطت رحالنا أحبك يا وطني وفيك أذوب في السهل والتل والمنحنى والحول والهوب ورفوف الزرع في صدر الجبال نحبك رملك الحار وشاطئك الهادئ.
وأحب بحرك الصافي وموجه الهادئ وطيشه المجنون حمال السفن ومصدر الخير ومرفاء قوارب الزينوب والجحش والديرك وصدفات أحياءك شِعَبها والزلال.
وطن النهار ومعبد الزمن*** انا عائدٌ لأراك يا وطني
قد تقفل المعاناة فينا أبواب القلوب وتكسر الخواطر وقد يقتل ضيق العيش الحياة ويكدر المشاعر إلا أن الوطن يبقى الروح والجسد ولا يحس بذلك إلا من تاهت به السفن وأوهنته الحقائب في مواني العبور ومنافذ حدود البلاد البعيدة، التي تصدنا وأنت تنادينا وتمنحنا الحنان إذا عدنا وحطت بنا الرحال على سهولك وأفيائك والشعاب.
يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن*** جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن
قد يشعر الانسان بالغربة في وطنه لكنها تبقى ألذ وأخف من الغربة في البلدان الغريبة، تشاجرت نفس أحمد شوقي معه ونازعته في جنة الخلد الخيالية طالبته بالعودة إلى الوطن فأطاعها ثم قال:
"وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي" وأنا منه وروحي فدى للوطن ولو خُيرت بالدنيا عنه بديل.