الف باء السياسة الامريكية في المنطقة
الجمعة, 12 فبراير, 2016 - 03:22 مساءً

تعتمد سياسة الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة على خلق صراع طائفي تستخدم فيه الاذرع الايرانية كحزب الله وبشار والحوثيين وقوات الحشد الشعبي وايضا استخدام الوجه الاخر للطائفية وهم داعش مع الاعلان صراحة ان الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا الا بشكل غير مباشر من دعم لوجستي وضربات طيران اغلبها طائرات بدون طيار وتدريبات عسكريه.
 
هذه سياسة ثابته وتشكلت على مدى اعوام طويلة وليس من السهل ان تتغير الا في حالة وصول رئيس جمهوري للسلطة ومع هذا سيواجه هذا الرئيس الكثير من التحديات لتغيير سياسة الحياد السلبي تجاه الاحداث في المنطقة. غرض الولايات المتحدة من هذا ان تعيد تشكيل المنطقة على اسس طائفية وقوميه متناحرة واستنزاف جميع القوى الاقليمية وحتى بعض القوى العالمية مثل روسيا ثم يأتي دورها وترث المنطقة بعد استنزاف الجميع.
 
كل هذا كان من الممكن ان يحدث لو كانت المنطقة مجرد خرائط مرسومة باليد وجميع القوى او على الاقل جلها في يد امريكا وتستطيع تحريكها كبيادق لا حول لها ولا قوة ولكن نهوض السعودية من تحت رماد المحرقة ومواجهة هذا المشروع بكل قوة وتحدي في اليمن وسوريا وقريبا العراق ولبنان غير المعادلة بشكل كبير. فلا الولايات المتحدة تستطيع تغيير سياستها ولا انها تستطيع ان تمنع السعودية من الحفاظ على مصالحها ولا تستطيع السكوت فلهذا لجاءت لتكتيكات من قبيل السماح لروسيا للقيام بدور اكبر في سوريا استباقا لدور السعودية وتركيا.
 
هنالك سنة كونية لا تتغير منذ خلق الله الكون وهي ان اي فراغ في السلطة سيمتلىء بقوة اخرى وهذا مايحدث الان فرهان الولايات المتحدة للانعزال واستنزاف الجميع اثبتت فشلها وظهرت قوى اخرى لملء هذا الفراغ فظهرت السعودية وتركيا وروسيا وايران وفشلت خطة الولايات المتحدة حتى الان في اعطاء هذا الفراغ لايران وايران فقط.
 
كانت خطة الولايات المتحدة لاعطاء ايران هذا الدور ترتكز على عدة محاور واهمها كان تقوية الادرع العسكرية الايرانيه المحيطة بالسعودية ثم اعطاء ايران فسحة اقتصادية من خلال الاتفاق النووي يليها الضغط علي السعودية للقبول بالامر الواقع وان تعترف بالدور الايراني كأمر واقع والجلوس معها على طاولة واحدة كند ومنافس لتقسيم النفوذ وهذا مارفضته السعودية بشده فاطلقت عاصفة الحسم وصعدت بطريقة ذكية ومحسوبة الى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ولا يستطيع لومها اي دولة على هذا التصرف بسبب رعونة ايران.
 
اظن ان السعودية قد استوعبت تماما تخلى الولايات المتحدة عن ضمان مصالح السعودية الاستراتيجية التي تعمقت بسبب ظروف الحرب الباردة ولهذا ستتوجه السعودية لتكوين تحالفاتها الاقليمية والعالمية ومنها روسيا بعيدا عن الولايات المتحدة بدون ان تقطع شعرة معاوية معها على الاطلاق.
 
المنطقة تغلي على صفيح ساخن وسيكون على الجميع ان يترك المنطقة الرمادية والالتحاق باحد هذه المشاريع على الساحة وبالنسبة لنا في اليمن فالخيار بين المشروع الصفوي الفارسي الشيعي او المشروع العربي السني وقد اختارت اليمن المشروع الثاني كما اختارت العراق المشروع الاول كما هو الخيار ايضا بالنسبة لجميع الدول في المنطقة.


من صفحة الكاتب بالفيسبوك
 

التعليقات