السبتمبري القومي إسماعيل بن إسحاق
الاربعاء, 13 سبتمبر, 2017 - 04:12 مساءً

تتداعى الى ذهني قصيدة ( سبتمبر التغيير ) للشاعر الفذ الراحل إسماعيل إسحاق واعتقد انها افضل ما نظم في  وصف الثورة السبتمبرية الخالدة من شاعر همام  لم يبرز في صدارة المشهد الاعلامي كما هو حاصل مع كثير من ادباء اليمن ..

وللعلم فأن قصيدة اسماعيل اسحاق هي ملحمة تأريخية عظمى بحد ذاتها اختزلت كل صور ومشاهد الثورة الخالدة في احرف وقعها كالزلزال ولغة جزلة بأسلوب فني آسر في الابداع والتمكن الادبي من شاعر ثوري و وطني فذ وبطل خالد بحجم الفقيد اسماعيل بن اسحاق ، فضلا عن ان القصيدة سردت بشكل متسلسل ومقتضب مشاهد واحداث واقعية للمارسات الإمامية البشعة ضد الشعب اليمني ..وهي سجل وثائقي وتصويري مدهش وعجيب في ان واحد لمظلومية الشعب اليمني و ثورته وانتصاره على الطغاة ..

لم يكن توجه ابن اسحاق حكرا لنصرة الثورة اليمنية فحسب بل كان ايضا من كبار انصار القومية العربية والعروبة والمتشددون لها و اشتهرت له قصائد كثر في هذا الاتجاه الى جانب كونه سبتمبري وحدوي لايتزحزح ، وهو الامر الذي لم يجعله شاعرا محليا فحسب وانما بات شاعرا قوميا يقرأ له المثقف العربي في أرجاء الوطن العربي الكبير، ولعل الكثير قرأ او سمع عن المرثية الشهيرة في وفاة الزعيم الراحل عبدالناصر للشاعر اسحاق جاء مطلعها : ( اثبتي ايها الجبال الرواسي ..أن مأساة مصر ام المآسي ) ..

و يحق لمحافظة إب الابية  ان تفخر انها انجبت هذا الاديب المخظرم والشاعر المغوار الذي لا يشق له غبار في نتاجاته وابداعاته الادبية في وقت لم ينل من الاهتمام الحكومي ما ينبغي كغيره من المبدعين اليمنيين شعرا وفنا حتى غادر الحياة مريضا منهكا لم يورث لنا واهله سوى تركة ضخمه ولكن من الكلمات التي ستتناقلها الاجيال وتكتب عنها صفحات التاريخ الناصعة بنضالات ابطال اليمن ..

 قصيدة : سبتمبر التغيير // كتاب الديوان // الشاعر اسماعيل اسحاق

غيرت مجرى الدهر يا سبتمبر  ....  والدهر عن مجراه لا يتغير

وثللت عرشا ضاربا اطنابه     ....  وعليه كسراه العنيد وقيصر

وحملت في فك السلام هامه    ...  ليلج في طوفانك المتجبر

وثأرت للمستضعفين وفيهم     ....  من شده الالام من لا يثأر

ادمي فؤادك ما يعاني شعبنا   ...  حتى انطلقت قنابلا تتفجر

واثارك المحن التي يشقى بها   ....  قطر شهير بالسعادة مثمر

تركته افات المظالم بلقعا     ...    واباده المستعبدون ودمروا

أوضاعهم سلبيه ونظامهم    ....   فوضى واعمال الدوائر منكر

ما كان يوجد من بريء عندهم ....  فينا ولا منهم فتى لا يأمر

الجهل كان سلاحهم في غزونا  ... والعلم كان جريمة لا تغفر

والشعب منقسم على ابنائه   ....    ما ثم الا حاكمون وعسكر

هدف الجميع النهب حتى انه  ...  لو لم يكن في البيت الا مأبر

صنعوا بأيديهم نهاية حكمهم  ...   فلهم بمنطلق البشائر منذر

فأخذتهم كل يقاد بذنبه   .....     فكأنما هو في يديك مصور

عاشت لياليك التي امست بها  .... منا اسود في المكامن تزأر

وغداتها انطلقوا وفي وثباتهم  .... حتف على الباغي وموت احمر

عد ثائرا ان الصفوف تنسقت  ....  واندس فيها اللص والمتذمر

وتقمص النفعي اثواب الوفا   ....  وهو المخادع والخسيس الاقذر

الف العصا زمنا فعاش بظلها   ....  عبد العصا والعبد لا يتحرر

يأبى العدالة وهي اقدس مظهر  ....  يسمو بها الحر الكريم ويفخر

ويزاحم الثوار في ازيائه     ......      وبقلبه مرض وفيه   توتر

يبدي ويضمر عالة وعمالة   ......   فالشر ما يبدي اللئيم ويضمر

عد ثائرا ان البلاد تحررت   ......    ورواسب الماضي بها تتكرر

وجنوبنا المحتل في اوحاله   .....   يهوى وفي خطواته يتعثر

وهناك اجزاء تؤمن كئيبة   .....    في الشرق أثقل وضهرها المستعمر

وغزا فلسطين اليهود وشردوا .....  ابنائها وتحكموا وتسيطروا

وسل الذين تنكروا لبلادهم  ....  ومناهج التحرير كيف تنكروا؟

غنموا المشاكل واستغلوا عهدها    ....  واستنزفوا خيراتها واستثمروا

ايسوؤهم ان نستنير ونرتقي    ....    حتى يرانا العالم المتطور

كبتوا كما كبت الاولى من قبلهم   .....  لما علوا في ارضنا وتكبروا

وليحي قادات العروبة دائما    ......    وليهلك العملاء والمستعمر.
 

التعليقات