لم يتعظ البعض من كل الأحداث التي يمر بها الوطن ولم يدركوا بأن التمادي في الفساد له حدود وقيود، حدوده وعي الناس واطلاعهم على ممارسات كل الأصابع التي لازالت تنخر في جسم السلطات الشرعية المتكئة على النظام الجمهوري ومبادئ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وتتخفى عن أعياده ومناسباته وراء الستار في الخفاء، عناصر لا زالت تحن إلى عهد الفوضى والاحتيال ونهب المال العام واستغلال الوظيفة العامة لتحقيق المكاسب المادية وبناء والعلاقات الشخصية التي تضمن لهم الاستمرارية في الغي والفساد دون قيود.
ولا زالت منهجية التمترس وراء هوامير النظام السابق الذين ركبوا سفينة ثورة الشباب السلمية وانطلقوا من وراء الحدود لهدم آمال وطموحات الشعب اليمني الذي أراق دمائه وخسر أمواله وتجشم عناء الغربة والعيش وراء الحدود في البلدان البعيدة، ضيقاً من ممارسات قوى الرجعية والتخلف والانقلاب، عناصر كحيتان البحر لا يعنيها الا ما تلتهمة من كائنات البحر ويستقر في جوفها دون مراعاة لإنسان يمني مستحق لحق، أو وطن أكلوه لحماً والقَوا به على قارعة الطريق عظماً يستحق التقدير والاحترام.
السفارة اليمنية في ماليزيا صنعت مالم يصنعه الأوائل في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد حيث انها واقعة بين مطرقة انقطاع المستحقات المالية و سندان ضغوط الطلاب عليها و مطالباتهم بمستحقاتهم المالية المشروعة و كذا اتخاذهم جزاءً من مبنى السفارة مكاناً للعيش والاضراب الدائم و الذي خصصتة لهم السفارة وفق اتفاق و تنسيق مع ابنائنا الطلاب و بما يحافظ على هيبة و مكانة "سفارة الجمهورية اليمنية" اولاً كونها تمثل أمة و الحفاظ على ممتلكات الشعب فيها و بما يسمح للطلاب ايضاً بممارسة احتجاجهم المشروع بإسلوب راق و حضاري .
و لكن و برغم كل الجراحات والآلام والأحداث العاصفة التي يمر بها الوطن لم يحس أولئك النفر و الذين لا يزالون في معظم هياكل الحكومة الشريعة وبعض الملحقيات الثقافية حول العالم ولا يزالون يتخاطبون بسبعة ألسن وسبعة وجوه وسبعة نوايا وضمير، الرقم الذي له معنى في العربية تعددت به السبع السماوات والسبع الاراضين والسبعة الأيام والسابع جار رقماً جعلوه لالسنتهم وأرواحهم قبلة نهب ومنهج حياة.
لم تمر قيادات السفارات اليمنية حول العالم بالظروف التي تمر بها السفارة اليمنية في ماليزيا جراء ضخامة الجالية اليمنية والتي فتحت لها السلطات الماليزية أبوابها ومنحتهم استثناء الإقامة سنين بفضل جهود قيادة السفارة وكل من تعاون معها دون باقي الجاليات العربية والأجنبية و هي جهود تُبذل من قبل السفير دافعها إرضاء الله و خدمة الوطن وراحة الضمير والوفاء للأهل والأحبة المغتربين من كل ربوع الوطن.
فلماذا صار التنكر والجحود سلوكاً عند البعض ونكران الجهود الذي تبذله الدبلوماسية اليمنية الوطنية النزيهة؟ والتي صارت حقيقة كالشمس في كبد السماء لا تحجبه مناخل بائعي المبادئ و تجار الكلام، شهادة أردنا بها الاعتراف بالحق ودعم كل من كان ولازال لهم يدٌ في مسح دمعة حزين أو تفريج هم مهموم وفك كربة مغترب ضاق به الحال وأُوصدت الأبواب امامه وتقطعت به سبل العودة للوطن.
العناصر التي صنعها هشام شرف المنزلاوي الموزعة في كل اتجاه، مزمار الشياطن وقارع طبول الزفة في كل شارع وزقاق، تمكن إدمان الفساد من دمائه ودمائهم فباتت تفتح خطوط التواصل مع كل الفرقاء والأضداد في الداخل والخارج ليس لشيء سوى الحفاظ على شرايين العبث بالمخرجات التعليمية للوطن وارسال الشباب نواة بناء مستقبل الوطن إلى الجامعات التي تعمل بمنهجية العلم لمن أراد والشهادة للجميع، مقابل العمولات والمقاعد المجانية التي يتم بيعها لصالح ارباب الفساد.
شهادة أطلقناها في هذه الأسطر وفاءاً للوطن ومحبيه والعاملين من أجله في الميادين العسكرية والمدنية والدبلوماسية لا نتوخى منها مصلحة ولا نترجى منها تهليلٌ أو فائدةً من أحد في زمن صار الكُتّاب كالحُجّاب يتمسحون على أبواب السلطان تحثهم المصالح والهبات.
أخيراً نقول للمنزلاويين إن الشعب اليمني لن ينسى والتاريخ لن يرحم..
قفوا مع شعبكم المنهك وارفعوا معاول الهدم التي أنهكت مهندسي البناء وقادة التغير، و أعلموا انه مهما وتآمرتم وهدمتم لن تستطيعوا إعاقة عاصفة الثورة وعجلة التغير التي دارت و لن تقف عند حد حتى تبلغ مداها مادامت الشمس تشرق والأرض تدور والانسان اليمني على قيد الحياة شاهراً سيفه متأبطاً شره في وجوه الطغاة واذنابهم أينما كانوا وحلوا.