تضامن وإدانة.. إلى أين أيها اليمانيون؟
الأحد, 15 أكتوبر, 2017 - 10:00 صباحاً

أقامت نقابة الصحافيين اليمنيين لقاء تضامنياً مع الصحافيين المختفين والمعتقلين منذ ما يزيد على عامين من دون محاكمة. جريمة هؤلاء مهنة الصحافة التي أصبحت تهمة بل جريمة. لا تدمر الحرب في اليمن وعلى اليمن، فقط المنجزات والمكاسب البسيطة والمتواضعة، وإنما قتلت الإنسان وتفتك بالإنسان والعمران، وطاولت الأطفال الذين يشترك الجميع في تقتيلهم. وتشهد تقارير المنظمات الدولية والأمم المتحدة أن تحالف الحرب العشري بقيادة السعودية "قتلة أطفال". دول تحالف الحرب على اليمن، والأطراف الداخلية كلها: علي عبدالله صالح، وأنصار الله (الحوثيون)، وعبد ربه منصور هادي وحلفاؤه، قتلة أطفال حسب اللائحة السوداء (لائحة العار) الدولية!
 
في الزمن التعيس الذي تُدمر فيه مقدرات الوطن العربي الكبير، وتمزق كياناته، ويقتل أهله، ويفرض الكبت، وتُصادر الحريات العامة والديمقراطية، يكون نصيب اليمن وافراً حد الكارثة. في عدن، يُغلق مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح المنخرط في الحرب، بل الطرف الرئيس فيها، ويجرّم أعضاؤه، ويتعرضون للقمع والإساءة، في حين يقوم حكام الإصلاح في مأرب بممارسة الأسلوب نفسه مع الخصم السياسي الواقع في أيديهم. وفي تعز المحاصرة، يتغول الإصلاح والسلفيون ضد الآخرين، وضد بعضهم بعضا.
 
أنصار الله (الحوثيون) وعلي عبدالله صالح يقومون، في مناطق سلطة الأمر الواقع، بالاختطاف والإخفاء القسري للصحافيين وأصحاب الرأي، ويصادرون الحريات والديمقراطية. ويصدر وزير الإعلام لائحة، وبغض النظر عن مشروعية إصدارها من عدمها، فإن الأهم أن هذه اللائحة "تشرعن" المزيد من قمع حرية الرأي والتعبير، ومصادرة الحق في الحصول على المعلومة، ومحاولة لإغلاق الفضاءات المفتوحة أمام السيل الجارف من المعلومات، وسبل وسائل التواصل الاجتماعي. أطراف الحرب كلهم وتجار الحروب أعداء للحياة السياسية وللديمقراطية، وأكثر عداوة لحرية الرأي والتعبير.
 
خطر أطراف الحرب وتجارها يعم البلاد والعباد، وقد يمتد حريقها ليصيب الأطراف المتورطين فيها. استبدادهم (وجلهم شركاء في حكم علي عبدالله صالح اليمن) وإن كان موجهاً ضد الشعب والثورة الشعبية السلمية – إلا أنه أيضا يرتد إلى نحورهم، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. (وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضُهم على بعض). (سورة ص: الآية 24).
 
المحنة التي يعيشها حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن من أطراف في الشرعية (الحراك المسلح) الموالي لدولة الإمارات، يقوم هو نفسه بممارستها عن طريق القمع في تعز ضد حلفائه والمواطنين المحاصرين.
 
علينا التضامن مع الإصلاح في عدن، وندافع عن رفاقه المعتقلين والمختطفين في صنعاء، وندين قمعه حلفاءه والمحاصرين في تعز. وبدون تشفٍ أو مزايدة، فإن الحرب الإجرامية في اليمن، وعلى اليمن، هي الجريمة الكبرى، المشتركون فيها يدمرون البلد، ويدمرون أنفسهم. بدون التوجه الجدي إلى السلام، والقبول بالمرجعيات الأساسية المتوافق عليها، والقرارات الدولية؛ فإن الحرب كارثة الكوارث؛ سيكتوي الجميع بنارها، وقد تلد الأخطر على الجميع.. الجميع.

التعليقات