المشادة الكلامية التي جرت بين وزير الصحة الانقلابي المؤتمري محمد بن حفيظ ووكيله المقال من الوزارة عبدالعزيز الديلمي قبل فترة والتي سأل فيها بن حفيظ الديلمي بأي صفة دخلت الاجتماع؟ وأين القرار الجمهوري الذي تم تعيينك بموجبه، كما تدّعي؟ مختتماً الوزير قوله للديلمي " بَطِّل مِرفالة..!"
نعم هي المرفالة بكل ما تعنيه الكلمة يا بن حفيظ!! مرفالة سياسية وإدارية وأخلاقية ولو لم تكن كذلك لما تعينت انت وزيراً ولما قبلت بهكذا منصب، في هكذا ظروف! أنت تعلم يقيناً إنها مرفالة، ليست من اليوم بل منذ ساهم عفاش في إغتيال الرئيس الحمدي وتولى السلطة بعدها التي كان يحرسها مشايخ لا يفقهون شيء في بناء الدولة واستراتيجيات الحكم والسلطه لأنه ضحك عليهم وعلى ذقونهم، أبو الروافل أوهمهم أنه تولّاها فقط لمحاربة الاشتراكية والمد الشيوعي في جنوب الوطن حينها، كما ضحك بنفس الحجة والسبب على دول الجوار الذين تبنوه ودعموه، معافاً وعليل، وهو على قمة السلطة وخارجها. تمرد عليهم لأنها مرفالة وليس له هدف ينم عن أخلاق أو يهدي إلى رشد.
ما يمُارس ضد الشعب اليمني الطيب الصابر المحتسب هي ايضاً مرفالة ومن الدرجة الأولى من قِبلْ مجانين السلطة وحميرهم حملة السلاح، مرفالة لأنها بدأت من أبناء اليمن العصاة فقَلَّدَهُم الروافل من الخارج، فَسُفكتْ الدماء و كُسرت العظام و لكنها لم و لن تكسر إرادة و شكيمة هذا الشعب الصابر الصامد في كل الجبهات ضد الظلم والمرفالة.
رفلت فلول عفاش في صفوف الشرعية بخيرات الشعب اليمني وعطايا الجيران، شحنوا الأرصدة ، تقاسموا المناصب، استمتعوا بالسفريات على الدرجة الأولى وأقاموا في الفنادق الباذخة أكبرها وأرقاها، والمقاتلين على سفوح الجبال وبطون الأودية يفترشون الرملاء ويلتحفون السماء، حُفاةً عراةً جوعى وجرحى لا يملكون ثمن العلاج، بدون مرتبات يقاتلون يقتاتون وطنيتهم وعشقهم للوطن ويتداوون بورق الشجر المغروسة على الأرض والممتدة إلى شغاف قلوبهم وأرواحهم.
مرفالة أسسها عفاش وحملها معهم معظم من خرجوا عن طوعه كخيوط للشرعية بأيدي الباحثين عن أمنهم في ذارة دماء اليمنيين وعقولهم لم يجدوا طريقاً إلا نحن كي نكون لهم دروع و تروس كي نكون لهم حصون كما كنا لهم قبل أن تلفض الأرض أوساخها وتصير لهم ثروات وأسلحة وأيادي وأدوات تنخر في كل جميل في الدين والتاريخ والجغرافيا العربية عموماً واليمنية على وجه الخصوص.
ترفلون بالحرير أيها الحمقى منذ أن كان عفاش ناسجه وحائكه ومُفصّله عليكم عباءات وضلل مذ أن كان الشعب رابطاً أمعائه، يقتات الألم قبل أن يصرخ في وجوهكم دون استثناء، ارحلوا، دعونا أيها الحمقى، لا تملكون القدرة على الحكم والوفاء بما أقسمتم عليه زوراً وظلماً وأنكم ستحافظون على مصالح الشعب والنظام الجمهوري ودماء شهداء ثورات اليمن ضد الظلم والكهنوت والاستعمار، غدرتم بهم وبدماء شهدائهم وبمبادئ ثوراتهم وما ذاك إلا قلة دين وافتقار إلى الحياء وابجديات الأخلاق.
تلبسون الحرير يا أذيال العفشنة فكراً وسلوكاً، وغيركم يلبسون لامات الحرب، ألبسة لا تستحقونها ولا يرتديها الوطني الغيور أثناء المعارك والحروب، هل تتذكرون طاقم حكم صدام حسين ومحمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي؟ وهم يرتدون البذلات العسكرية ويدورون على كل الجبهات هل تتذكر يا وزير إعلام الشرعية لسان الصحاف في كل جبهة ومع كل قناة ووسيلة أعلامية مشكلاً جبهة موازية لمعركة الجيش العراقي حينها، إلى آخر لحظة قبل سقوط بغداد وأنه كان آخر صوت خفت قبل السقوط؟
هل تعلم يا وزير إعلام الشرعية واجبات الاعلام أثناء الحروب وماهو دوره؟ هل سمعت بوزير الاعلام الألماني يوزيف غوبلز أثناء الحرب العالمية الثانية؟ كيف كان يعيش وما ذا كان يأكل ويلبس وأين كان ينام وما هو برنامجه اليومي أثناء الحرب؟ هل قرأتم شيئاً عن ذلك وعن أهمية الاعلام ورفع الروح المعنوية للمقاتلين؟ وماهي النسبة التي يشكلها الاعلام لتحقيق النصر أثناء المعارك هل تعلمون أنكم توليتم أعمالكم في وقت التقاسم الأرعن للحكومة أثناء السلم وانكم انتقلتم إلى حالة الحرب التي تغيرت على إثرها حياة الانسان والمجتمع اليمني برمته 360 درجة من الصبر والتقشف والتضحية بالغالي والرخيص وهجران النوم والتفكير المضاعف عنه أثناء السلم، في كيفية أداء المهمام وتحقيق هدف الوظيفة والادراك بأنها واجب ومغرم وليست مغنم لجلب الأموال وشحن الأرصدة وأنها ليست مرفالة كما أسسها عفاش في عهده ولن تزول إلا بزوال حكمه وكل الطواقم التي درست في مدرسته وشربت من سوائله والبرك المحيطة بقصوره.
إنها الحرب يا وزير الاعلام وليست عزف على البيانوا أو مسيرات جماهيرية للترويج لنظام عفاش أو "متش كورة" في مونديال خليجي عشرين، إنها الحرب الإعلامية والسياسية والعسكرية والفكرية، إنها الحرب التي تنشد النصر انها الحرب التي تعتبر وامتداد للسياسة بطريقةٍ أخرى فماهي منهجيتكم السياسية وأهدافكم الوطنية؟ وأين الشعب اليمني في حياتكم اليومية ومعاناتكم الوجدانية والنفسية؟ وأين همة القادة وعشق الحرية الذي يرى المذلة كفراً وأين واين وأين؟