عندما دخل خفافيش الظلام المدينة ، خرجت راكضة لا ألوي على شئ .. كان الضوء قد قارب على النفاذ وأنا اجلس في دكة أحد الأزقة في المدينة القديمه .. وكان الناس يروحون ويجيئون كأنما لا يعون!!
هل هم مصدومون؟ سألت نفسي حيث لم يكن هناك أحد لأسأله.. وقفت وانا اصرخ:
-اسمعوا لقد احتلت خفافيش الظلام المدينة.. كانوا لا يسمعونني!! هل كان صوتي عدما؟ ! أم أنه كان يتلاشى بمجرد خروجه من فمي !!
- هي .. وقفت أمام أحدهم. .
- اسمع .. دخل خفافيش الظلام المدينة.. هل تعي معنى ذلك؟!
نظر الي ثم تركني ومضى..
قلت لأخرى إحذري الخفافيش تمتص دماء الناس وتنهب كل شئ..
اصلحت برقعها الصنعاني ورمقتني بقلة اكتراث ومضت..
لا أحد يسمع صوتي .. أو أنهم يسمعون ولا يفهمون لغتي .. ولربما لا يدركون كم أن ما حدث مريع ..
نظرت إلى الأحجار المتآكلة والازقة الملتوية الأضواء الصفراء التي بدأت تتلمس طريقها في الظلام..
صرخت :-
- اسمعوا خفافيش الظلام تستل الحياه تدمر الحاضر والمستقبل وتسطوا على آدميتنا وحريتنا. .
لم يكن أحد ليعبأ بي وكانت الخفافيش تنتشر كالكارثه ..تتعلق بالاسطح والجدران وأعمدة النور وتغطي أرضية الطرقات.. تكسر النوافذ وتقتحم البيوت وتلتصق بأجساد المارة وتخترق ادمغتهم..
وشيئا فشيئا بدأت أضواء القناديل المعلقة تخبو. . لم يعد هناك ضوء.. ولم يطل قمر ..تكومت في الزاوية وبكيت كطفلة تركها والداها وحيدة .. غادرها وطن ..