نجلاء العمري

نجلاء العمري

كاتبة وأديبة يمنية.

كل الكتابات
لا شيء .. قصة قصيرة
السبت, 29 سبتمبر, 2018 - 05:45 مساءً

عدت إلى هناك لكنها لم تعد هي هناك .. كانت قد رحلت .. ولا يتبقى من الراحلين إلا رائحة الذكريات التي تخنق الأنفاس كلما عبقت في أنوفنا ..
 
أنحنيت على صدري أحاول تخفيف ألم سكاكين الشوق التي لا تتوقف عن شحذ أسنانها على أوتار قلبي فينبعث ذلك الصوت المفجع لعاشق لم يعد قادرا على رؤية من يحب .. وتحول المكان إلى مقبرة لجسدي المسجى كجثة.. الدموع التي تستجيب للأحياء لم تعد تستجيب لي .. أردت أن أبكي أو أصرخ أو أتلوى كأفعى لكننى جمدت مكاني بلا حراك ..
 
هي لم تعد هنا ولن تكون هنا مطلقا .. هي غادرت ككل اللذين يرحلون فجأة دون وداع .. دون إخطار مسبق .. دون أن تصرخ في وجهي أو تشتمني أو حتى تلعن الأيام التي جمعتها بي .. لم تفعل .. صمتت فحسب .. وغادرت .. وأنا سقطت في التيه ولا منقذ لي .. عيناها فقط تطاردنني كلعنه .. وانا اتذلل لنظرة غافرة وحنونه لكنها لا تفعل .. تصمت وتضربني بتلك السهام السامة من عينين طالما فتنت بهما ..
 
لا تصمتي ياحبيبتي .. قلت لها مرارا .. لكنها كانت فقط تصمت .. وتترك أشياءا اخرى تتكلم .. عيناها .. أنفاسها البطيئة المترويه .. وصمتها ذاته الصاخب الجارح ..
 
لا تصمتى ياحبيبتي .. لا اطيق صمتك الذي يفيض بكل هذا الالم .. لا اطيق وجعك المتدفق كحمم ناريه .. اقطعيني نصفين ياغاليتي لكن لا تصمتي ..
 
ومنذ متى كان كبرياؤها الهائل ينحني ويتكلم .. منذ متى كانت تسمح لجراحها المفتوحة ان تنكشف للآخرين ..
 
كنت تنكفئين على قلبك وتبتسمين فيتوغل نصل ابتسامتك في قلبي ..
 
ياويلتي منك ياايقونتي ..جراحك تمد جذورها في قلبي فتفطره .. وابتسامتك تنحرني على مهل ..
 
والان غادرتي مضرجة بكل تلك الدماء وأنا شارد منك مشرد عنك .. غبت عنك طويلا لأعود متهيئا للضربة القاضيه ..
كنت مستعدا لها يا قبلتي .. قلت دعها تغمد كل جراحها في صدرك دفعة واحده عل ألمها يهدأ وأشواقي تسكن ..
 
أتيتك مفتوح الصدر .. شاسع الروح لألملم وجعك وغضبك وجبروتك ..
 
كنت سأنحني ياصغيرتي .. كنت سأنحني ياحبيبتي فيجرفني طوفانك الى حيث يشاء ..
 
لكن أنت .. لم تجودي علي بكل ذلك .. أغمضت عينيك ودخلت عالم الصمت اللا نهائي .. قتلتني بضربة واحده لكن ألمها لا ينتهي ولا يتوقف ..
 
أتكوم على ارضية الحجرة .. ثم لا شئ .. لا شئ..

التعليقات