فبراير بين الأزمة والثورة
الإثنين, 12 فبراير, 2018 - 12:49 صباحاً


ظل النظام السابق منذ انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية يحاول إقناع الداخل والخارج أن ما حدث مجرد أزمة سياسية بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام, وأحزاب اللقاء المشترك والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ما حدث في العام 2001م كان أزمة أم ثورة؟ وما الفرق بين الأزمة والثورة؟ ولماذا تعامل البعض معها على أنها أزمة؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عليها فيما يلي:
في البدء: كانت الأزمة.

الأزمة هي حالة من عدم الاستقرار تبدأ من مشكلة صغيرة وتنتهي بمشاكل كبيرة وإذا تعقدت الأزمة ووصلت إلى طريق مسدود فقد تقود إلى ثورة وهو ما حدث في اليمن، فقد هناك أزمة سياسية ظلت تتصاعد لسنوات وحينما بدأت شرارة الثورة، حاول النظام التغطية عليها عبر الإدعاء بأنها مجرد أزمة بينه و بين احزاب المشترك مستنداً إلى قوة وظهور المشترك في الثورة ومطالبه في الإصلاح السياسي وهو ما يصب في خانة تعريف الأزمة، التي تبدأ من المطالبة بحل المشكلة وتنتهي بالمطالبة بإصلاح نظام الحكم أو أحد مؤسساته كما أن نطاقها الجغرافي لا يتجاوز مدينة أو أكثر قد تكون العاصمة على خلاف الثورة التي هي عبارة عن" تغيير جذري وشامل يقوم بها الشعب بصورة مباشرة باعتباره مالك السلطة ومصدرها".

والحقيقة أن ما حدث منذ فبراير 2011م كان ينطبق عليه مسمى الثورة لا الأزمة، إذ لم يعد المشاركين فيها هم أحزاب المشترك، وإنما سبقهم ولحقهم معظم فئات ومكونات المجتمع اليمني السياسية والاجتماعية والدينية, حيث انتظم في سلك الثورة الشعبية السلمية: الشباب باختلاف انتماءاتهم القبلية والسياسية والمناطقية، ورجال القبائل والذين انخرطوا في الاعتصامات والمظاهرات في ميادين التغيير والحرية في معظم محافظات الجمهورية، والعلماء على اختلاف مرجعياتهم المذهبية, الزيدية والسلفية والإخوانية, والأحرار من القوات المسلحة والأمن، الذين أعلنوا تأييدهم السلمي للثورة وحمايتهم لها، هذا بالإضافة إلى الأحزاب, والمكونات السياسية الأخرى، الحراك الجنوبي، معارضة الخارج، بالإضافة إلى جزء كبير من المؤتمر الشعبي العام(قيادات وقواعد) وعدد كبير من مسؤولي الجهاز المدني في الدولة والسلك الدبلوماسي الذي انشقوا عن النظام وأعلنوا تأييدهم للثورة.

أما من حيث المطالب، فلم يعد مطلب إصلاح النظام الانتخابي والأخذ بالقائمة النسبية ولا حتى إصلاح النظام السياسي والأخذ بالنظام البرلماني هو مطلب الجماهير، كما كان مطلب الأحزاب قبل اندلاع الثورة، وإنما كان على رأس أهداف الثورة، إسقاط النظام الفردي الأسري الاستبدادي، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية...الخ، وهذه أهداف ثورة شعبية شاملة تقوم على أساس هدم وبناء, هدم النظام القائم وهو ما ينص عليه الهدف الأول للثورة وشعارها الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام" وبناء دولة مدنية ديمقراطية على انقاضه وهو ما ينص عليه الهدف الثاني من أهداف الثورة وشعارها أيضاً (الشعب يريد بناء يمن جديد).
 

التعليقات