الإمارات وحربها على فبراير..
الاربعاء, 21 فبراير, 2018 - 10:28 مساءً

لم تدخل الإمارات حربها في اليمن مع التحالف العربي بقيادة السعودية لهدف "استعادة الشرعية" كما زعمت وتزعم، بل لأجل استعادة النظام السابق بشخصياته كلها..
 
وهذا ما انتبهنا اليه بعد أن وقع الفأس في الرأس اليمني.
 
استخدمت وتستخدم الإمارات غطاء الشرعية لوأد ثورة فبراير، وطمس كل ما يمت لها بصلة، او جاء كنتاج لها، ولو كان محسوبا على النظام السابق كالرئيس هادي وشخصيات كثيرة في حكومته.
 
لم تكن خصومة الإمارات يوما سوى مع الإخوان، ومع غيرهم هي على استعداد تام للتعامل مع الشيطان.
 
هذا العداء هو السر وراء نفورها من موجة الربيع العربي، وتعاملها بغطرسة مقيتة مع كل الدول التي قامت فيها ثورات 2011، تلك الثورات التي كانت أعظم عمل قامت به الشعوب العربية في كل تأريخا الحديث المنحني تحت بيادات العسكر..
 
ما تفعله الإمارات في بلادنا يتطابق تماما مع ما تفعله في ليبيا وسبق وفعلته في مصر حتى قضت تماما على ثورة 25 يناير وحلم المصريين بالدولة المدنية الحديثة، التي بكل حال لن توافق على وجودها الإمارات ولو أذعنت وطلبت رضاهاـ حتى أوجدت "السيسي" وبقيت معه بكل قوة حتى، وكل من يحاول قول شيء باسم ثورة يناير فالتهمة جاهزة له "اخواني"، كما حدث مع رئيس حزب مصر القوية عبدالمنعم ابو الفتوح.
 
ذات الشيء حاولت بكل ما أوتيت من مال أن تفعله بتونس قبل مصر، لكن يقظة النخب التونسية لم تتلقف ما أرادت كما كانت تحلم، لذا لم تستطع انجاح الثورة المضادة هناك كما استطاعت في مصر، وتسعى لتحقيقه في ليبيا واليمن.
 
نحن أمام دولة تسعى بكل امكانياتها تطويع إرادة شعوب ناضلت وقدمت آلاف مؤلفة من الشهداء في سبيل الانعتاق والتحرر؛ لإرادة عائلة ترى في شعبها مجرد قطيع يسوقهم الإبن الأكبر فالأكبر !!
 
ترى ابو ظبي بأنها قادرة بأموالها وقوتها وصمت العالم المنافق عن ممارساتها الإرهابية في اليمن أنها ستتمكن من طمس نور ثورة فبراير كما فعلت في مصر، يغريها وهن الشرعية اليمنية ممثلة بهادي، وتواطؤ الجارة الكبرى التي ليس من مصلحتها ما تقوم به الإمارات لكنها غير قادرة على اعتراضها او ايقافها او ادانتها بلهجة صريحة.
 
مع كل هذا التآمر والتخاذل والهوان يبدو الجو مغريا لأولاد زائد في مواصلة تدوير نفايات "علي صالح"، تلك النفايات التي بصق عليها الشعب اليمني بكله ذات فبراير..
 
ستتخطى إن استمرت كل الحواجز، ولن يتصدى لها أحد، وستصل في نهاية المطاف الى الإصطدام بشباب فبراير، من ركلوا كل النخب الهرمة في 2011، ويركلونها الان، وسيركلونها ومعها كل ملياراتها ومرتزقتها في الداخل..
 
لن تسطيع ترميم وإعادة نظام أكل الدهر عليه وشرب، ولو استطاعت فعل هذا وتمرير مشروعها على الجميع بما فيهم شباب فبراير، عندها يلزمها جلب شعب من خارج التأريخ يسكن إمارة ثامنة، لا تمت بكل تأكيد لما قتل شعب بأكمله وهو يرنوا اليه.
 
لنا الغد  يا اولاد زائد، نحن حراسه الشجعان،
 
وعلى صخرتنا ستنكسر كل غطرستكم.
 
وإن غد لناظره قريب.
 

التعليقات