ثلاث ثورات مضادة
الجمعة, 06 أبريل, 2018 - 01:53 صباحاً

بمقابل ثلاث محطات ثورية أصبح لدينا ثلاثة أشكال للثورة المضادة.

الأول: جماعة الحوثي بما تمثله من جماعة عصبوية وطائفية تريد فرض تصوراتها للدولة والمجتمع بالعنف والقوة.

الثاني: بقايا نظام واجهزة وشبكة صالح وجماعات دينية ومناطقية, هدفها الاساسي العبث باللحظة اليمنية الراهنة ودفعها نحو مسارات أشد قتامة، بدوافع انتقامية وارتزاق في الغالب.

الثالث: جهاز بيروقراطي رث وفاسد واحزاب انتهازية ذات طبيعة اصلاحية.

بالمقابل لدينا قوى ثورية لا تزال مشتتة ويمكن التعرف عليها من خلال التعرف على ثلاث محطات ثورية امتلكت فيها هذه القوى صوتها لكنها لم تنتظم بعد, ليس فقط لأن قوى الثورة المضادة مهيمنة على المجال العام، ولكن أيضا لأن القوى الجديدة مطالبة بابداع شيء جديد وليس الحفاظ على الوضع القائم, واساسا بسبب غياب الروابط بين سلسلة النضالات هذه وعدم وجود برنامج موحد: أهداف دقيقة ومهام واضح.

هذه المحطات هي:

الحراك الجنوبي 2007

ثورة فبراير 2011

المقاومة الشعبية 2015

الملاحظ في كل شكل من أشكال الثورة المضادة السائدة هناك دائما محاولة يائسة لارتداء معطف الثورة. ما يعني أن المستقبل لمشروع الثورة باعتراف خصومها, من يناصبونها العداء ولا يتوقفون عن التحايل.

اذا اردنا توزيع المهام بين هذه الثلاث المحطات الثورية كمدخل للاستنهاض الشعبي الواسع وايضا خلق الروابط الضرورية وايجاد لغة مشتركة لكل هذه النضالات التي هي في الاساس تتويج لنضالات الحركة الوطنية على مدى عقود طويلة.

سيكون المهام بحسب الآتي:

على قوى الحراك الجنوبي ان تستعيد قدرتها على الفعل والانتماء لقيم الثورة والمستقبل. وهذا لن يتحقق سوى من خلال تصفية الحساب مع بقايا نظام صالح التي تحاول ان تتخذ من الجنوب منصة للعودة والعبث بحاضر اليمنيين ومستقبلهم. الى جانب تصفية الحساب مع الخطاب المناطقي والجماعات الدينية المتطرفة بكل انواعها.

ثم على قوى ثورة فبراير, ان تصفي حسابها مع الجهاز البيروقراطي الرث والأحزاب التي تحايلت على الثورة وأوصلتها الى المأزق الماثل ثم ظلت تقيم استثماراتها الخاصة على دماء اليمنيين أو انسحبت الى أوهامها ولم تقم بأبسط واجباتها.

وعلى قوى المقاومة شمالا وجنوبا تصفية الحساب مع الجماعة الحوثية وانهاء أوهامها السلالية.

هناك عناصر قوة متوفرة ومتجذرة داخل كل بنية نضالية في المحطات الثلاث، وكل شيء سلاح إذا ما أتقن استخدامه، على حد تعبير احدهم، اما طبيعة المهام القائمة فلا تزال نفس تلك المهام التي طرحت ابتداء.

*نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك.

التعليقات