التحالف.. ومعارك الوهم
الثلاثاء, 29 مايو, 2018 - 02:47 صباحاً

استهلكنا كل ما لدينا من دهشة تجاه معركة استعادة الشرعية اليمنية وخط سيرها الذي سلك كل الطرق الا الطريق الصحيح، بفعل الانحرافات الكثيرة لدول التحالف والتي لم تعد تخفى على البسطاء وعامة الناس..
 
لم نعد نرى ذاك الكم الهائل من المصفقين المصدقين لبربوجاندا الإمارات ووسائلها الإعلامية وهي تزف للشعب اليمني أخبار تقدمات عسكرية لا تمت لمعركة الشعب المغلوب على أمره الواقع بين مطرقة الحوثي وسندان التحالف بصلة.
 
تغلق قوات تابعة للإمارات مبنى البنك المركزي بعدن.. تعتقل من تشاء أمام مرأى ومسمع من العالم كله ودول التحالف في مقدمتها السعودية.. ترعى عمليات اغتيالات في الجنوب وتعز.. يصف مسؤوليها مسؤولي الحكومة الشرعية بأقذر الألفاظ؛ ثم تطالبنا بالالتفات والتصفيق لما تحرزه "زورا" قوات "حراس الجمهورية" المشكلة إماراتيا خارج نطاق الدولة الشرعية في الساحل الغربي للحديدة، والتي لا مهمة لها سوى السيطرة على ما سيطرت عليه قوات العمالقة والمقاومة الجنوبية التي لا ترى فيها الإمارات حارسا أمينا لما تريد تنفيذه!!.
 
بهذا الغباء يريدوننا أن نكون، ولكي نخلص للقضية لا بد أن نغض الطرف عن كل ممارسات التحالف -بشكل عام، والإمارات بشكل خاص- في الجنوب وتعز وسقطرى؛ وإن لم نفعل فنحن مدفوعون من تنظيم الحمدين وتركيا وعملاء للحوثي، بحسب توصيف إعلامها ومرتزقتها في الداخل.
 
في خضم كل هذا،، يقف المنتمي للوطن دون سواه أمام امتحان أخلاقي صعب للغاية، يرى نفسه مذهولا أمام واقع غبي، لا وجود فيه لحليف محترم، ولا لخصم شريف.. فإما أن تكون حوثيا وتواجه التحالف ومشاريعه التي أثبتت الأيام أنها لا تقود البلاد إلا الى مزيد من الفوضى، وإما أن تواجه الحوثي ومشروعه الذي لم يكن له أن يستمر سنة واحدة لولا غباء من جاؤوا لقتاله..
 
وما بين الإثنين شرعية لا حول لها ولا قوة،، مهزومة تحتمي من لظى الإمارات بلظى السعودية، مكتفية بهز الذيل بين الحين والآخر لتقول لنا بأنها حية ترزق!!.
 
إنه لمنحدر سحيق لم يخطر على البال ذات ابتهاج عاطفي،،
 
منحدر لن تنتشلنا منه إلا انتفاضة شعبية تبدو ملامحها جلية في الغضب التي سطعت ملامحه في سقطرى وها هي تسطع في عدن والذي تجلى على شاكلة عبارات في الحيطان خلال الأسابيع الأخيرة ضد الوجود الإماراتي، هذا الغضب يجب أن لا ينتهي كآخر سلاح بيد من لا قوة لهم ولا كيانات سياسية أثبتت هشاشتها؛ أولئك الذين لم يسخروا من أنفسهم أبواقا تسبح بحمد الغازي الجديد أو سلاحا بيده يضرب به حيث أراد.
 

التعليقات