بعد أربع سنوات من الحرب المتواصلة في اليمن، يحاول النظام الإماراتي الحالي إطالة أمد هذه الحرب حتى يُمعن في نهب ثروات اليمن العزيز الذي لم ينتفض حتى ال?ن ضد الصلف الإماراتي، رغم التجاوزات السافرة التي يمارسها نظام أولاد زايد ضد اليمن أرضًا وإنسانًا وسيادة.
تقتل الإمارات الشعب اليمني بدم بارد، ففي عدن تعمل الأيادي الاستخباراتية للنظام الإماراتي على اختطاف أرواح البسطاء بطرق بشعة ودخيلة على المجتمع اليمني، حيث كانت آخر هذه الأعمال الإجرامية هي محاولة اغتيال الدكتور عارف أحمد وإصابة نجله أحمد، ولم تصل الجهات الأمنية التابعة للإمارات في عدن لأي شخص أو جهة تقف وراء هذه العمليات في عدن الحبيبة، ولاستغلال هذه الحادثة من كافة الجهات، فقد أعلن موالون للاحتلال الإماراتي أن قطر تقف وراء هذا الاستهداف، في حين أن آخرين اتهموا حزب الإصلاح بأنه حاول اغتيال أحد قاداته، أما المخجل والفاضح هو أن أحد المواقع التابعة للعاملين مع الاحتلال فقد قال بطريقة غير مباشرة بأن الرجل المستهدف هو من وضع القنبلة في سيارته وتسبب في بتر قدم نجله.
لم تكتفِ الإمارات ببث سمومها في عدن التي عطَّلت ميناءها وسلبت أمنها وخيرة رجالها، بل ذهبت هذه الدولة إلى محاولة توسيع سياساتها الإجرامية في محافظة تعز وسط اليمن. حاولت الإمارات تكسير أجنحة المقاومة التي ستقف أمام مشاريعها في تعز في القادم حسب توقعاتها، لكنها فشلت وبقوة، لتمارس بعد ذلك كل الحيل والمحاولات من أجل ذلك دون فائدة، ولما أدرك الإماراتيون ضيق الوقت، قرروا السيطرة على ميناء المخا غرب تعز أولًا دون المدينة التي تتهم الإمارات أبناءها بالعمالة ل"قطر" الشقيقة التي يحبها معظم أبناء تعز عرفانًا لها لوقوفها مع ثورة 11 فبراير التي وقف ضدها النظام السعودي السابق ونظام الإمارات الحالي، ففي الوقت الذي وقفت فيه السعوية والإمارات ضد إرادة الشعب اليمني، كانت قطر هي الدولة الوحيدة التي استجابت لأصوات ونداءات الشعوب المظلومة.
كررت الإمارات مساعيها للنيل من تعز وأبنائها، فحاولت تنفيذ عمليات الاغتيالات كما هو الحال في عدن، لكن تعز ليست بيئة خصبة لهذه الممارسات، وحتى من ينفذ هذه العمليات يدرك تمامًا بأن أبناء هذه المحافظة لن يرضخوا ويخافوا بإذن الله.
لم أكن أريد الحديث عن محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود، لكنني هنا سأكتفي بالإشارة والتعريج إلى أنني أتمنى أن لا يستمع للأصوات الإمارتية التي يمكن أن تلحق الضرر بالمحافظة، كما يجب عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، فإقصاء طرف سياسي وتشجيع طرف آخر، وممارسة عمليات التطفيش والإلغاء والاستهداف السياسي والمدني، وتسريح بعض المحسوبين على تيارات سياسية معينة من مناصبهم سيزيد من المخاطر والإشكالات في المحافظة، ونحن في غنى كبير عن كل ذلك.
أما ما يحدث في عدن، فهو من وجهة نظري، محاولة بائسة وسامجة من الإمارات لإجبار هادي على مغادرة عدن، فمكوث هادي في بلاده أمر يزعج الإمارات كثيرًا، فالإمارات لا تريد آمرًا وناهيًا غيرها في مناطق سيطرة القوات الحكومية جميعها، وهذا هو السر الذي يكمن وراء معاقبة أبناء تعز، وأبناء عدن المناهضين للدور الإماراتي العدواني في اليمن.
فالإمارات حاليًا هي المسيطر الأول والأخير عن الوضع في اليمن، فهي تبحث عمن سيطيعها ويمرر سياساتها وأهاوائها على اليمنيين وثرواتهم، فالموانئ والسواحل والجزر والممرات المائية اليمنية هي الشغل الشاغل لدولة الإمارات، ولولا هذه الثروات لما جاءت الإمارات إلى اليمن، ولما شاركت في شيء اسمه تحالف، ولما عرفت شيئا عن اليمن السعيد الذي قام بثورة ضد الإمامة في الستينيات وثورة ضد الفساد والتوريث في الألفينيات، فهو شعب معطاء، وإذا ثار داس على كل العوائق وانتصر.
أتحدث هنا عن شعب، وليست عن جماعات ومليشيات مسلحة تتقاتل فيما بينها من أجل أمور سامجة.
* نقلا عن الجزيرة نت