المظلومية الغائبة... ودخان المدينة
الأحد, 05 أغسطس, 2018 - 06:29 مساءً

تظل تهامة اليمن من أكثر المناطق مظلومية في اليمن على كافة المستويات الحياتية' والمعيشية، وما يعانيه أبناء تهامة أمرًا جلل وكبير مقارنة ببقية المناطق اليمنية، وكأنه مكتوب عليهم الشقاء سواءً في حالة الاستقرار أو في حالة الحرب، كل ما له علاقة بالحياة لا يوجد في تهامة اليمن، عانت سابقًا من نهب لثرواتهم وتغييب لحقوقهم المكفولة لهم في النظام والقانون ناهيك عن الاستيلاء على مساحات شاسعة باسم الدولة واخرى تابعة للدولة من قبل متنفذين، منها أراضي تم تسويرها وتحديدها من منطقة بحيص بمديرية ميدي وصولًا إلى منطقة الجر التابعة إداريًا لمديرية عبس بمحافظة حجة كانت مرسمة باسم أراضٍ تابعة للدولة  ولكن مع بداية أحداث ثورة الحادي عشر من فبراير وفي لحظة وجيزة تم تغيير تلك المسميات وظهر مكتوب عليها أراضي تابعة لجمعية الصالح- التابعة لعلي عبدالله صالح-.
 
  ظلت تهامة اليمن بلاد لا يلتفت إليها أحد من الساسة إلا من أجل نهبها أو حشدها لمهرجان جماهيري كما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2006 م فقط، بعدها غاب الساسة عنها ولم يصلها أحد إلا من أجل مكسب أو أرضٍ أو غير ذلك ، وكلما حاول اللصوص النيل منها ظلت هي ترفد ميزانية الدولة بالمليارات من عائداتها الزراعية والإنتاجية المختلفة، وكان كل ما جنته أن تم تعيين مسؤوليها من خارج الإطار الإقليمي لتهامة، أنا هنا لا أتحدث من جانب المناطقية  أو التحيز العنصري، ولكني أتحدث عن واقع كنا نعيشه في ظل استقرارٍ للأوضاع، وظل بعدها  الشريط الساحلي التهامي التابع لمحافظات؛ الحديدة، وحجة ، وتعز، مغيب نهائيًا عن  المشاريع التنموية التي كانت تقرها الدولة.
 
ومن المعلومات المغلوطة عند عامة الناس في اليمن، أن أبناء تهامة هم أبناء محافظة الحديدة فقط، تٌهامة هي امتداد الشريط الساحلي بدايًة من ميدي وحرض التابعة إداريًا لمحافظة حجة ومرورًا بمحافظة الحديدة  ووصولًا إلى مديرية ذٌباب وباب المندب بمحافظة تعز اليمنية، ذلك هو امتداد تٌهامة الحقيقي حسب الخارطة الجغرافية لليمن، و التي يعيش أهلها في بيوت مبنية من القش وأشجار النخيل وغيرها ، وتختلف من مكان لأخر باختلاف المناطق؛ من حيث التمدن والريف، ولكن الطابع العام هي منطقة ساحلية، ويتركز فيها العدد الأكبر ممن يعيشون تحت خط الفقر بصورة مستمرة، ولعل الذين زاروا تهامة يعرفون الكثير عن صحة هذه المعلومة ومدى دقتها.
 
نزح أبناء تهامة منذ الوهلة الأولى لتدخل قوات التحالف نزحوا من مناطقهم وغادروها، منطقة ذباب، المخا، حيس وغيرها الكثير هذا بمحافظة الحديدة ،وبمحافظة حجة نزح حوالي  سبع أو ثمان مديريات منها: حرض والظاهر وميدي وحيران وبكيل المير وغيرها ، ولعل الناظر بعين الصواب سيعرف حجم الضرر الذي ألحقه كلاً من الجماعة المسيطرة في البلاد وهي جماعة أنصار الله الحوثية أو  التحالف بأبناء تهامة دون أن يجلبوا لهم شيء غير النزوح والخوف والقلق، حيث يحاول التحالف في معركته الساحلية الخروج بماء وجهه على حساب  التهامي الوحيد الذي يدفع ثمن هذا فقد نزح الكثير منهم واتجه إلى المحافظات المجاورة بغية البحث وراء لقمة عيش كريمة.
 
 وتظل تُهامة تعاني من النفاق السياسي في  القديم  وحتى لحظتنا هذه لحظة الحرب والدمار، لحظة انبعاث الدخان من وسط المدينة ومن على اسوارها، تظل حرب الطرفين من أجل رقعة جغرافية هي مسلوبة أصلًا من قبل ناهبين من قبل ذلك بكثير، وتظل حرب المواطن الفقير هي حرب الحصول على ما يسد به رمق جوعه هو وعائلته.
 

التعليقات