من المتعارف ان عملية ترويض الحيوانات تعني تدريبها على الاستجابة الى تعليمات و مؤثرات معينة من أجل تحقيق خدمات مختلفة كالحراسة و التفتيش و المرافقة ... الخ. حيث ان مهنة الترويض ليست بالسهلة و تحتاج الى شخص شجاع و ذكي يستطيع إخضاع الحيوانات المفترسة لتعليماته و هذا ما نحتاجه من وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بأن يتمتع بالشجاعة و الدهاء من أجل ترويض الدبلوماسيين اليمنيين على خدمة رعاياهم في مختلف دول العالم.
إن فساد التعيينات الدبلوماسية في سفارات و قنصليات اليمن في الخارج ولد حالة من السخط و التذمر عند المغترب اليمني لكونه لا يستطيع الحصول على أبسط حقوقه بسبب فشل الكادر الدبلوماسي الحالي على تأديه مهامة أضف الى ذلك الى اسلوب الاستفزاز و البلطجة الذي يمارسه أغلب الدبلوماسيين ضد رعاياهم.
ليس من باب المبالغة قول ان اليمن ليس لديها تمثيل دبلوماسي في جمهورية الصين الشعبية و خير دليل على ذلك فشل السفير اليمني في الصين محمد عثمان المخلافي في الترتيب مع وزارتي الخارجية و التعليم العالي الصينية بمنح الطلبة اليمنيين العالقين في سلطنة عمان فيز دراسية من السفارة الصينية في مسقط رغم إستكمال جميع وثائق سفرهم. الامر الذي ادى بالطلاب الى مناشدة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بوضع حد لمعاناتهم و حل مشاكلهم بالطرق الدبلوماسية على المستوى الوزاري بعد فشل السفير المخلافي من القيام بواجبه كسفير للجمهورية اليمنية في الصين. فهناك ما يقارب 300 طالب و طالبة عالقون في العاصمة العمانية مسقط و في مدينة شحن اليمنية الواقعة على الحدود العمانية.
كان المغترب اليمني في الصين يحصل على جميع التسهيلات في إجراءات الإقامة و العمل و فتح حسابات مصرفية بسهولة الى درجة ان أي مواطن يمني ينوي زيارة الصين و هو خارج اليمن يسافر الى منطقة هونكونج او ماكاو و يحصل على فيزة سنوية من السفارة الصينية هناك في غضون ساعات محدودة ، تبدل الحال في الوقت الراهن و ألغيت جميع التسهيلات الممنوحة لحامل الجواز اليمني منذ اندلاع ما يمسى بثورات الربيع العربي و ما تبعة من انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من ايران تتعقد إجراءات إقامة المواطن اليمني في الصين.
جميع هذه المشاكل و الأحداث لم تيقظ حس كادر السفارة اليمنية في الصين او تكلفه حتى التفكير في فتح خطوط و قنوات دبلوماسية بين وزارة الخارجية اليمنية في الحكومة الشرعية و وزارة الخارجية الصينية من أجل منح المغتربين اليمنيين في الصين التسهيلات التي كانوا يحصلون عليها في السابق خصوصاً و اليمن من اكبر الأسواق الاستهلاكية للمنتجات الصينية في منطقة الشرق الأوسط فالدبلوماسي الفطن يعي ان العلاقات الدولية تقوم على اساس المصلحة و المنفعة بين الدول.
أنا على يقين أن هذه الافكار لم و لن تطرأ على عقلية السفير محمد عثمان المخلافي لأنه يفتقد للوعي و الحس الدبلوماسي و يجيد تزوير التقارير و سرد النجاحات الوهمية و لعلى فضيحة ادعاءه بإلغاء مديونية اليمن و استجابة الحكومة الصينية لطلبة و بعدها كشفت كذبته عندما أعلنت الحكومة الصينية في بيان رسمي ألغاء مديونيات عدد من الدول الأسيوية بشكل جماعي و من بينها اليمن. فالأمر لا يتوقف عند فساد سفارة او دبلوماسي و أنما يتعدى الى المطالبة بهيكلة السلك الدبلوماسي و إرساء مبدأ الكفاءة و الشفافية في تعيين و اختيار ممثلي اليمن في الخارج لأن الترويض مسألة صعبة في مثل هكذا ظروف خصوصا و ان جميع التعيينات الأخيرة لأبناء وزراء و مسئولين من مشائخ و نافذين.