عدن الجديدة
الأحد, 28 أكتوبر, 2018 - 06:48 مساءً

أهذه عدن التي كنا نتحدث عنها ؟
 
الكوزموبوليتيك.
 
أهذه هي نفس المدينة التي كنا نستعيد قدرتنا على التنفس ولازلنا في الحوطة ؟
 
كانت معدة اليمني تسترخي وهو في حاجز التفتيش على مداخل عدن، وعود بالرمل والموج وكان بحر عدن يهب الأكسجين بسخاء ، وكانت عدن مزيج من اللياقة والدفئ وطيبة القلب ، تصل المدينة فتغفر لخصومك وضروب الاساءات من صف ثاني وصولا لآخر ثأر قبلي مرورا بخذلانات الغرام وعدائية حياة دفعت بك إلى عدن لتتطهر هناك ، تنفث الدخان وتفكر في زيارة بيت الشاعر الفرنسي رامبو ويخطر لك النوم بعدها على الرمل ، لا تخشى حتى العقارب ذلك أن عدن كانت خالية من هوام الليل .
 
هذا القتل اليومي يؤسس لإمارة جديدة للمغامرين ، فرع مستنسخ مشوه من تجربة ابتكرتها أبو ظبي لحظة أن فقد ثري الخيمة عقله .
 
هذا لا يؤسس لدولة انفصال ولا لجمهورية جنوبية ولا حتى لسلطنة تم نبشها من حقبة ما قبل الثورة والمحتل .
 
هذا القتل اليومي يؤسس لخرابة دموية بمقاس شلال والزبيدي وتكفي بالكاد للسهر على ميناء ملحق بجبل علي في دبي، وهو كان ميناء عدن وكان البحارة في أقاصي العالم يروون بعضا من مغامراتهم وحظوظهم التي التقطوها من الميناء وواجهوا بها عنف البحر وتغولات الطبيعة عند رأس العواصف .
 
مامن بياتريس لومومبا في عدن ، ذلك الافريقي الذي حاول إيقاف مذابح أهله بسواطير أهله مدفوعين بنقود الشركات الأوروبية المتصارعة على مناجم الكوبلت، سقط لومومبا ولم يتوقف العنف مباشرة لكن بلاده المجنونة كانت بحاجة لضحية بحجم بياتريس القديس لتكتشف هول الخطيئة.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك
 

التعليقات