كل فئة في اليمن وأقلية تحكم أراضيها، وفقا لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، قل حتى : سيتم الاعتراف بكل مجموعة مسلحة بوصفها حكومة شرعية.
ما الذي سنقوله نحن هو المعيار وهو المصير، نحن الذين لن نمنح بلادنا لأي جماعة داخلية بقوة السلاح ولن نمنحها للخارج بأي حق أعطاه هذا الخارج لنفسه، تبقى تدخلات الخارج غير مشروعة ابتداء ولن تمنح بالتالي أي شرعية لأي كيان أو وضع مناقض وتفتيتي ضدا لليمن الجمهوري الوحدوي الكبير ، بوسعك السيطرة على سماء اليمن لبعض الوقت بطائرات وكلائك في المنطقة لكنك ستفشل ازاء الفضاء اليمني العام ، والذي يمتد على تضاريس محددة بخطوط الطول والعرض وفقا لآخر خريطة يمنية مثبتة على جدران الأمم المتحدة ، الخريطة ذاتها داخل اليمني وهي تحدد وجهته ورائحة التراب ومقاسات تواجده هوية ودولة وانتماء وشخصية دولية.
وبدون حماسة وطنية فإن مشروعك هذا غير واقعي ومتعذر على التطبيق، والذي سيفرح به من الداخل يجب أن يدرك أن الخارج لا يسعه منح شيئ من إرادة الداخل وهو ما سيقرر خطوط الوجود اليمني وتضاريسه ، الوشم الذي ولد مع اليمني محفورا في وجدانه محصلة عوامل اربعة آلاف سنة من الريح والمطر، وبدون أربعة آلاف سنة ومرافعات تاريخية ، لن يتقبل اليمني ترقيعا مناقضا لمقاس وجوده في العقود الأخيرة ، أنت تقسم اليمن على أن ذلك هو الحل ، بينما هو شكل من تثبيت حالة كافية لبقائنا نحترب وبقاء شوكة في خاصرة المملكة ، المملكة التي اتفقت معها على هدم بلادنا واختلفتم مؤخرا بما يكفي لتكريس الخراب ، والحوثيين الذين اختلفت معهم وتحاول الاتفاق معهم مؤخرا على بقائهم شوكة تهديد ومبعث صفقات تسليح للخليج ، مقابل اقرارهم على ما تحت أيديهم ، حتى هم لا يجدون هذا كافيا ولا حتى مطمئنا ، ذلك أن ثمة حقيقة يدركها كل يمني في صميم وعيه ، القوي والضعيف ، المقاتل والأستاذ الجامعي ، أن الداخل وحده من يمنح الشرعية وينتزعها .
وأن أي مشروع أقل من جمهورية الثاني والعشرين من مايو لن يكون كافيا -ليس فقط لحس الانتماء الوطني - ولكن أيضا للشعور بالأمان في ظل دولة وليس على حدود خنادق جماعات مسلحة حظيت بمباركة الغرب ليس بسبب اكتشافه لاستحالة وجود حل ولكن بسبب اكتشاف حاجته لبقاء المعضلة.
* نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك