بعد خمسين عاماً يزيد أوينقص ستنضج ثمرة فبراير سيكون حينها جيل الفساد قد ولى وشب أخر أكثر وعياً تربى في حضرة ثورة 11 فبراير ..
سيتناقل الطلبة في الحقبة قصص السلمية وجمعة الكرامة ومحرقة تعز والصدور العارية وبطش النظام السابق وستدرس في المناهج المدرسية كمفاهيم وطنية.
وفي الجامعات سيحرص المؤرخون والأكاديميون على الشرح بإسهاب كيف كانت فبراير البداية لــ "كشف هلامية الزعيم وكسر نظام الاستبداد "
..سيتفنن المبدعون في رسم صورة صالح وهي ملطخة بالدم وعصابته وسينقشون رسومات للمسيرات السلمية والورود التي رفعت فيها وسيضعونها في الشوارع والمؤسسات كرمز لثورتهم وجمهوريتهم ..
وأعتقد يقيناً أن الاحتفالات والمهرجانات احتفاء بذكرى فبراير من كل عام ستطغى على كل الأعياد وسيبتهجون بها كما نفعل نحن مع سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
سيتحدث الجميع أن فبراير جعلت من الحرية والديمقراطية والجمهورية مرتكزات وثوابت وإن أراد أحد أن يخرج عنها سواءً في رأس الدولة أو في المجلس المحلي ترى الصغير والكبير يصرخ إرحل أو بكلمة تماثلها ..
سيستغرب الكثير حينها كيف عاش أجدادهم تلك الحقبة "أي نحن" من ظلم وحرمان وكبت وسيتفاخرون بالتضحيات التي قدمت من أجل أن يعيشوا هم في حرية وكرامة.