سأخبركم أمرا للجميع، لكن للناقدين والمتذمرين من الوضع العام والمشهد المأساوي لبلدنا الحبيب، لهم الحيز الأكبر من هذا الكلام الذي ينبع من القلب. دعوا العاطفة جانبا، وفكروا بحدود الممكن لنصل للنصر التام إن شاء الله.
بالنسبة لاتفاق السويد الاخير مثلا، دعوني أوضح أمرا. أريد أن تقدروا الأمر بشكل سليم موضوعي..
انظروا للأمام بعيدا ارجوكم، يكفي نظرات سلبية ويكفي استمرار النظر عند اقدامكم فقط، ارفعوا رؤوسكم واطلقوا ابصاركم مد البصر الى الافق البعيد والمتوسط . الرئيس الشرعي( منصور هادي) لا يعبث.. ولا يخون.. ولا يتنازل، كونوا واثقين.
هو مرن وصبور جدا نعم.. وسياسي محنك، يعرف التعامل مع صبيان الخليج، وتقلبات ومؤامرات الامم المتحدة وحكومات الغرب وتحالفات المنطقة والعالم التي تتقلب باستمرار كمد البحر الهائج، لسنا وحدنا في المنطقة.
وقراءتي وقناعتي تقول: هادي يعرف جيدا التعامل مع حكام الخليج، لقد خبرهم وعاش تفاصيل معهم منذ2011 وما بعدها وما قبلها حتى.
القصة هي ، انه ابتلاه الله كما ابتلانا منذ زمن.. (بجيران سوء ) خونة حتى الثمالة، وادوات سلسله بيد الصهيونية العالمية حتى الجنون ، الجنون الذي يقودون اليه المنطقة وبلدانهم حتى. يطعنون الرئيس هادي بخاصرته ،و هو منشغل مع شعبه في مواجهة مباشرة مع ( ايران ومشروعها الصفوي التوسعي الذي يدعمه الغرب بكل ثقله ضمنيا وعلنيا) .
وكما تعلمون، مشروع ايران الذي اجتاح بلادنا بتواطؤ وتمويل خليجي وامريكي ب2014 وقبلنا دول عربية شقيقة . بل وستجتاح ايران بشيعتها وعصاباتها الطائفية (ديار ودول الخليج) وتبيدهم عن بكرة ابيهم حين تصل لهم وتتمكن، لن ترحمهم.
ستبيد الخليج المنشغلة انظمته بمحاربة (الربيع العربي )، ومحاربة (سيادة وحكومة اليمن واحتلال موانئ اليمن وابتلاع اكبر قدر من جزره ومدنه النفطية).
جيران سوء، ماذا نفعل لهم؟
كيف تريدونه ان يتصرف معهم كرئيس يحمل هم ومشروع وطني كبير (اقاليم اتحادية عادلة تنهي مشاكل اليمن وصراعاته المستفحلة) . مشروع ترفضه بشدة ضمنيا الولايات المتحدة وبريطانيا وادواتهم بالاقليم ايران وبن زايد وعائلة سعود. الرئيس هادي مضطر للتعامل مع هذه الاشكال.. هم من يملكون النفوذ والغطاء الخارجي من الدول الكبرى ويملكون المال والاسناد . ونحن بلد محطم ممزق دمره المخلوع ب2011 ونفذ وعيده الشهير( اما ان احكم او صوملة وافغنة وتمزيق اليمن شر ممزق) ولقد نفذ وعيده. وامر جيشه العائلي نكاية وانتقاما من الثورة وشعب اليمن، امر جيشه بتسليم اليمن ب2014 بكل مقدراتها ومؤسساتها ومعسكراتها (لايران) ومليشياتها على طبق من ذهب، لانه يعرف جيدا كم الحقد والخراب الذي ستلحقه ايران باي بلد عربي سني تدخله وتتمكن منه،لم تدخل ايران بلدا عربيا الا عبر نظامه الخائن وغطاء الخارج .
هادي لم يستلم من المخلوع صالح ب2012 الا قطعة قماش (العلم) وفقط، هذه حقيقة يعلمها كل اليمنييون، ولايناقش فيها الا مناكف.
بينما (الجيش والقوة ونفوذ قبائل الهضبة والمال والمؤسسات) كلها كانت بيد الطاغية صالح واسرته ومنطقته القبلية.
لم تكن كتيبة واحدة تاتمر بامر الرئيس المنتخب هادي، دولة صالح العميقة ابتلعت كل شيء. حتى فرقة (الجنرال علي محسن) كانت مهلهلة لم تكن تملك1% من سلاح ونوعية وامكانات جيش عفاش العائلي، واجتياح صنعاء ب2014 اثبت هذه الحقيقة عن عدم اممظكانية الفرقة الصمود امام ترسانة صالح والحوثي المهولة.
لو كان هادي يملك جيشا واستلم الدولة حقيقة وكاملة من الهالك صالح.
لما احتاج هادي ان يستدعي تدخل الجوار المملكة عند اجتياح ايران وابتلاعها لليمن بتنسيق مع (الطاغية صالج وجيشه ومع اموال ونفوذ حاكم ابوظبي ) ب2014.
غدر صالح باليمنيين الذين انتخبوا هادي، ولم يسلم السلطة كما وعد وكما نصت عليه المبادرة الخليجية والاجماع الوطني..هذه عادته بالغدر لم ياتي بجديد ،ولقد دفع الثمن غير مأسوف عليه.
(ال سعود وبن زايد ) لم يعد بمقدورهم الرجوع للخلف، غرقوا بمستنقع الخيانة حتى الاخير، سيستمرون بحرق المنطقة وتدمير شعوبنا تلبية لمطالب ومخطط اصحاب القرار بتل ابيب وواشنطن.
حتى لو احرقوا دولهم نفسها وابتلعها المد (الصهيوصفوي) قريبا. لم يعودوا منذ زمن يملكون قرارا ..هم امراء وحكام بالظاهر، ودمى وهنة صغيرة تحركها الصهيونية بالحقيقة والسر.
بجانب كل حاكم منهم مستشار صهيوني مفروض عليهم يدير هو الحكم وهم واجهه..
اظن لا يخفى عليكم امر توني بلير مستشارهم الصهيوني الخطير.
الرئيس هادي لايملك رفاهية الخيارات العديدة ،هو يلعب مع الغرب وايران ومشاريعهم المعادية لليمن بمساحة ضيقة جدا. وسبب (ضيق المساحة) امامه هو تامر وطعنات (تحالف ابوظبي والرياض) المستمرة له ولمشروعه الوطني الكبير الذي يرتجيه غالبية اليمنيين.
(تحالف الشر ) بدلا من ان يكونوا لنا عونا لوقف تمدد ايران وجيوشها الطائفية، باتوا (معول) هدم تدميري وتعطيل لنا ولشرعيتنا.
بل معول هدم لدول عربية اخرى.
ولعل بعض تفسيرات زيارة الرئيس البشير امس لدمشق ، تكون محقة وصحيحة، حيث يتردد انه زيارة البشير امس ولقاءه بشار كانت بتنسيق من تركيا .
وان تركيا وضعت خطة جديدة لانقاذ ما يمكن انقاده بسوريا، وان تركيا ارسلت حليفها البشير امس ليقود محاولة للوفاق بين بشار الاسد وبين مكونات الثورة ( الجيش الحر والاخوان المسلمون والسلفيين ) للدخول في تسوية سياسية ما ،وعدم التعويل على( المحور السني ) الغبي والفاشل الذي تقوده الرياض وابوظبي.
لعل ما يعطي هذا التفسير زخما واحتمالية، هو تزامن زيارة البشير امس مع تصريحات رسمية لوزير خارجية تركيا قال فيها( اننا مستعدون للتعامل مع بشار الاسد مستقبلا في حال فاز بانتخابات حرة)..ويقال ان التصريحات التركية هذه لاعطاء دفعة وتحفيز للطرفين لكي يدخلوا بالوفاق.
طبعا تركيا والجميع نعلم، ان اي انتخابات حرة لن يفوز فيها بشار ابدا، وان اي تسوية ستكون لتركيا مع الروس، والايرانيون غالبا سيخرجون من المشهد ان تمت تسوية (برعاية وتخطيط تركي شامل) ما بين مكونات الثورة السورية وبين الروس ضمنيا (بشار شكليا) .
هكذا تقول بعض التفسيرات بغض النظر عن جدواها وصحتها من عدمه ،بغض النظر عن انها تؤلمني، ان يضطر شعبا لتسوية ما مع قاتله(حتى لو ستفضي لخروجه لاحقا) نتيجة طعن وتامر الاخ العربي .
بكل الاحوال لست متأكدة منها بعد، لكن ستتضح لاحقا. مااريد ان استخلصه منها، انها تفسر ان صحت، (كم التهلهل) الذي تعيشه منطقتنا التي تتصارعها وتتقاذفها عدة مشاريع دموية كبرى كلفتنا (ولازالت تكلفنا) خسائر فادحة. خسائر يجب ان تجبرنا على التوقف قليلا ومراجعة الخطط والتكتيك، ونصلح الاخطاء ونعيد التخطيط بناء على الاستفادة مما مضى ،يجب ان نبني على ما مضى.
لا أن نتركه ونبدأ من الصفر، لن نصل لآخر الطريق بهذا الشكل اذن.
غير معقول الا نتوقف قليلا وننظر للوراء لنستلهم منه اين اخطأنا واين اصبنا كشعوب وقيادات وطنية ومقاومة وسياسية.
الى اين نمضي!?
هل سال احدكم نفسه هذا السؤال،،!?..
لماذا لا نعيد دراسة مامضى ونتعلم من الدروس ونعيد التخطيط باساليب وتكتيك افضل توصلنا للهدف والنصر بكلفة اقل .
اننا نمضي الى خسائر مروعه لا تنتهي.
عدونا (الدول الكبرى) يقودنا الى الهاوية، وهو مطمئن تماما إلى اننا لا نتوقف قليلا لنلتقط الانفاس ولا نتعلم من الاخطاء ولا نراجع الموقف ولا نملك التكتيك، ولا ننظر لخطط العدو ونفشلها .
بدلا من استنزاف طاقاتنا بمواجهة( نتائج وتداعيات) خططه الخبيثة.
يجب ان تفهموا ( امرا ) وتقدروه حق تقديره قبل ان تطلقوا شحنات التذمر والياس والاحباط بنفوسكم. أنه بالعكس، ارى الامر في غاية الامل ان شالله، وتم بالاتفاق بالسويد انتزاع افضل الموجود، ودفع شرا كان سيكون اكبر . والحكومة اليمنية موقفها قوي باتفاق السويد وله تبعات ستفيدنا قادم الايام إن شاء لله .
مع كل احترامي وتقديري للبعض،لكن دعوني اقول: ان غضبكم خاطئ و مبني على عاطفة ليس مجالها ووقتها هنا.
هناك امرا جوهريا يجب ان يضعه اليمنييون بالاعتبار ..يا قومي، نحن لا نصارع الحوثي ولاحتى ايران من خلفه، نحن نصارع (دول كبرى) ولوبي ماسوني صهيوني عالمي متوحش يحكم العالم سرا وضمنا ومسيطر على عواصم دول كبرى عظمى .. فكيف بنحن الضعفاءالممزقين. نحن لا نواجه ايران وادواتها ، ولا حتى نواجه نظامي (بن زايد وال سعود)..هؤلاء فقط قشرة الموضوع، هم فقط ايدي وقفازات منفذة للمشروع الصهيوني العالمي الاكبر الممثل( بالشرق الاوسط الجديد) ،لوبي عالمي مهيمن يدير هو منطقتنا بكل تفاصيلها. وهي بكل حجمها واتساعها لا تمثل له سوى ( رقعة شطرنج ) ماسك هو بكل تفاصيلها ويحرك هو بيادقها ، ويتحكم هو بانظمة الحكم ومقاليد القوة والجيوش فيها، ويصنع القرار فيها.
هل سمعتم عن (العلو الكبير لليهود الذي ذكره القران).?.. لااحسبه الا هذا العلو الذي نعيشه هذه الايام والله.. بلغوا قمة العلو( قوة وطغيانا وهيمنة ونفوذ) على مفاصل العالم الاقتصادية والعسكرية والصناعية ..بلغوا القمة.. وان شالله لا بعد العلو والقمة الا انحدار وسقوط.
اقتربت النهاية لهم ان شالله ،،فقليلا من الصبر ايها المسلمون الثائرون على الظلم، ومزيد مزيد من الثبات والامل.
ما يحصل هو غربلة (سياسية وجغرافية وسكانية ومذهبية) للمنطقة.. ايران وانظمة الخليج وتل ابيب وحكام العرب المستبدين، وسائل فقط تنفذ الشرق الاوسط الجديد. هذه الحقيقة للي عاجبه منكم ولللي مش عاجبه.. هذه هي الحقيقة مجردة كما هي.
رئيسنا ونحن نواجه #بالحديدة (حكومات العالم المتوحش الكبرى ) التي هبت كالضباع الهائجة حين اقتربت( قوات جيشنا الوطني والوية العمالقة الوطنية ) التابعة للشرعية اليمنية من ابواب م/الحديدة التي تشكل شريان الحياة الاقتصادي واللوجستي والمالي لمليشيات ايران الحوثة. نعلم ويعلمون، انه بتحرير الحديدة وخروجها الكامل من يد مليشيات الحوثيين تكون 90% من المعركة قد حسمت لصالح اليمنيين وشرعيتهم، ولا بقاء لا لايران ولا لتحالف الشر ان انتهت الحرب وبسطت الشرعية حكمها على المدن اليمنية . سيكون ماتبقى هو تحصيل حاصل ودخول صنعاء من قبل الحكومة اليمنية سيكون وشيكا وسلسا لحد كبير .بخروج الحديدة من قبضة ايران وحوثتها.
هادي ثابت، وصابر ومتحمل لعبث صبيان الخليج وأحسبه على خير ولا ازكيه على الله.
وماض بحنكة وصبر يساير مؤامرات (التحالف) والدول الكبرى وايران ونفوذها، وينشغل ايضا بعبث اقليات انفصالية داخلية بالجنوب جندتها اموال ابوظبي لتعطيل المدن المحررة وتعطيل الدولة.
يساير كل الاتجاهات ولم يتنازل عن ذرة تراب يمنية على الورق لاطماع حاكم ابوظبي المجنون ومن خلفه بواشنطن وتل ابيب ولندن.
ولهذا صنعوا له عراقيل ومنعوا الحسم ومنعوا انهاء الحرب بالحسم العسكري.. وضغطوا لمنع دخول الجيش الوطني لصنعاء وتعز والحديدة والبيضاء ..وصنعوا مليشيات متمردة ضده بالجنوب المحرر.
لكن ثباته وصموده ورفضه التنازل لهم بالأرض رسميا اوجعهم.
لايريدون ان يكونوا امام العالم بمنظر المحتلين الغزاة، يريدون شرعية لوجودهم وتوقيع رسمي من الرئيس لاعطاءهم صورة جميلة كحلفاء وصناع مشاريع ولكن طويلة الامد .
ولن يمنحهم هادي ذلك لأنه سيكون خائن لله ولوطنه ولليمنيين ان فعل.. وهو ليس خائنا ابدا.
الأمور ستنضج للأحسن .. بإذن الله
* المقال خاص بالموقع بوست