الشرعية فقدت ما تبقى لها من حضور شكلي في عدن، ولكن التحالف سيحاول إعادة إنتاجها وهميا في الهواء بدون شكل ولا مضمون، بهدف منح متسع من الوقت للدويلة الإنفصالية لترتيب إنفصالها تحت غطاء يخفف صراعاتها الداخلية المُحتملة، وبنفس الوقت يستخدم هذا الغطاء الوهمي للشرعية في إبقاء الشمال في حالة إحتراب وتشظي مع وضع بؤرتي مأرب وتعز تحت مجهر الإستهداف ومحاولة تشكيل كانتون جديد في الساحل من تهامة الى باب المندب الى المديريات الساحلية لتعز يكون حزاما عازلا بين الشمال والجنوب ويبقي المناطق الساحلية المهمة وباب المندب والمخا تحت سيطرة التحالف.
هذا لا يعني أنهم سيسمحون للجنوب بإقامة دولة مستقلة وصاحبة قرار، وعلى العكس من ذلك سيشرفون على تجزئته الى ثلاث دويلات أو أربع، مع ثبات هدفهم المتعلق بالسيطرة على الجزر والسواحل ومناطق انتاج النفط والغاز، في ظل يمن متشظي الى دويلات يحاولون إبقاءه على هذا الحال لمدة شبيهة بالحالة الصومالية " 20 عام " ، لا دولة موحدة ولا دويلات تحظى باعتراف دولي ولها كياناتها.
من أجل ذلك ينبغي أن نلاحظ أن احتواء النخب والسيطرة عليها قد حدث قبل أن تنشأ الإمارات والتحالف الأحزمة الأمنية وتدعم المجلس الانتقالي وقبل أن تسقط العاصمة صنعاء.
الطبقة السياسية الرخوة لا تقل عمالة وتآمر على اليمن من الميليشيات والأحزمة والتشكيلات السلفية المتطرفة.
يكفي أن نلاحظهم الأن كيف فاقوا من سباتهم ليمتصوا ردود الفعل على الضربة التي وجهت لبلدهم اليمن، ويركزون جهودهم على تسويغ ما حدث في عدن بمراوغات سامة وتشتيتات مدروسة وخبيثة، تتوخى تطبيع ما حدث ومحاولة إضفاء المشروعية عليه بمسميات الحوار والاتفاق السياسي تحت إشراف التحالف.