أن يريق أبناء تعز دماءهم دفاعا عن اليمن والنظام الجمهوري وعن تعز خير من إراقتها في الحدود دفاعا عن السعودية التي تنتهك حقوق اليمنيين والسيادة اليمنية وتستهدفهم بقصد وحقارة داخل المملكة دونا عن بقية الجاليات ..
فهذه العودة للمجندين يعد مكسبا لتعز واليمن .. ويستحق الشكر كل من سعى إلى ذلك ..
كلنا يتذكر عندما غابت الدولة والسلطة في العام 2014 واستولى التحالف الانقلابي - عفاش الحوثي - على مقاليد الحكم تولى الشعب المهمة عبر مقاومة شعبية عسكرية في كل من مأرب وعدن والضالع وتعز والبيضاء ولم يستأذن من أحد فهو صاحب الاختصاص ..
وعندما تتخلى المؤسسات الدستورية اليوم عن مهامها في المناطق المحررة ..(الرئاسة ..الحكومة ..البرلمان ..الجيش ..الأمن ..السلطات المحلية )
فإن الشعب لديه كل الحق بالعودة الى خيار المقاومة الشعبية المسلحة عونا لهذه المؤسسات ومعها وليس ضدا لها ..وليس على غرار انقلاب الانتقالي في عدن أو قوات طارق عفاش في الساحل ..ولا مجال للمقارنة بسبب فارق الهدف والوعي وتحديد العدو بدقة ..
وهؤلاء الجنود العائدون هم نواة لانبعاث مقاومة شعبية مسلحة ممكنة لتحرير تعز تسقط الحرج عن الحكومة والرئاسة في التعارض مع دول التحالف ..بسبب ارتباطاتها المشبوهة ..وسوء إدارة الملف السياسي والعسكري ..
لم تكن المقاومة المسلحة في تعز يوما. ما ضد الدولة بل سندا لها وتعزيزا لوجودها ..وستكون عونا للجيش والأمن ..وستعمل تحت إشرافه والتنسيق معه ..
فنحن بحاجة ماسة إلى التقاط المبادرة بالتشجيع على توسيع رقعة المقاومة الشعبية المسلحة التي علينا دعمها لتقوم بمهمة تحرير تعز واستكمال استعادة الدولة ..في ظل عجز المؤسسات وفشلها ..
أنا لست على وفاق شخصي مع حمود سعيد ...لأنه تسبب لي بأذى شخصي متعمد .ولي ملاحظات على تماهيه مع مشبوهين ومشتبهين ..
لكني في هذا الموقف أقدر له حسن تصرفه في سحب الجنود من الحدود إلى تعز ليكونوا سندا وعونا لنا بدلا من هدر دمائهم في حدود السعودية دفاعا عنها ..
بينما نظريا تدخلت السعودية عسكريا في اليمن لحمايتنا فعجزت وفشلت وجندت آلاف اليمنيين ليدافعوا عن حدودها..
وينطبق عليها المثل الشائع (طلبنا من عبد المعين يعيننا وجدنا عبد المعين يحتاج إلى من يعينه )
لن تتحرر اليمن من العدوان الخارجي واستعادة السيادة ولن تتخلص من انقلاب الحوثيين إلا بمقاومة شعبية مسلحة عارمة لا تبقي ولا تذر ..تسترد من خلالها الدولة والحقوق وتكنس القذارات التي تم فرضها على اليمنيين على حين استغفال..
في نهاية النفق وسقوط الشرعية في الوحل سيتولى الشعب المهمة التاريخية لاسترداد حقوقه وحماية أمنه وسيادته واستقلاله وتعزيز الاستقرار عبر المقاومة الشعبية أو الثورة أو أساليب الاحتجاج ..
ولا مناص من ذلك ..
وإلا فنحن اليمنيين مشكوك بسلامة عقولنا ..أو كوننا أحرار ..وأصحاب حضارة .