سياسة عمان الخارجية المتوازنة..
السبت, 11 يناير, 2020 - 07:58 مساءً

رسم المرحوم السلطان قابوس سياسة خارجية متوزانة ..تتعامل مع الجميع برصانة ودون تهور أو انتقام ..    ورفض أن تكون سلطنة عمان تابعة لأحد ..أو منحازة لسياسة المحاور والتكتلات .. لذلك ظلت تربطها علاقة مع إيران دون خضوع أو تبعية.. بحكم التقارب المذهبي .. ..كما كانت السلطنة عضوا مؤسسا لمجلس التعاون الخليجي دون تبعية أو خضوع للسياسة السعودية أو الإماراتية ..     جسد السلطان قابوس السيادة بمعناها الوطني .. بينما في اليمن فرط حكام اليمن بالسيادة بالجملة والتجزئة كمرتزقة يحتمون بالممول ومستعدون دوما للبيع بأبخس الأثمان..     اتجهت سياسة السلطان قابوس داخليا نحو الاهتمام ببناء الإنسان العماني .. وجعله غنيا عن الهجرة والاغتراب ..مرتبطا ارتباطا عضويا بوطنه ومعتزا بشخصيته وهويته ..متصالحا ومتسامحا مع الجميع .     سلطنة عمان كانت تتوجس خيفة من سياسة الحزب الاشتراكي جنوبا قبل الوحدة في دعم ثورة ظفار ..وخلقت حالة من إغلاق السلطنة كافة الأبواب تجاه اليمنيين عموما ..     لكن سلطنة عمان ..حين بدأت عاصفة البؤس في مارس 2015..رفض السلطان ابتداء الاشتراك بها مع أن عمان الدولة الجارة الوحيدة كانت لاحقا وحتى اليوم طريق العبور ليس لهادي فقط ولكن لكل اليمنيين ..     بينما أغلقت السعودية الدولة الجارة حدودها تجاه النازحين والمسافرين ترانزيت من المرضى والطلاب والمغادرين لأسباب الزيارة أو العودة .. وسنت قوانين جائرة تستهدف المقيمين فيها بشكل قانوني .. .وهي من تدير حربا شاملة تزعم أنها لصالح اليمنيبن ..أتت على تدمير البنى التحتية والمؤسسية واستحوذت على القرار السيادي ..في ظل رئيس خانع رضي لنفسه وبلاده المذلة والهوان ..ووضعت يدها على اليمن بالاحتلال المباشر ..     لذلك كانت سلطنة عمان منذ بداية الحرب هي المنفذ المفتوح لحركة اليمنيين مع العالم الخارجي والعودة ..     عندما نترحم على السلطان قابوس سلطان عمان ونعزي الشعب العماني ونتذكر محاسن سياسته وحسن معاملته لشعبه وصيانة بلاده إنما تعريضا بحكام اليمن الذين لم يتعلموا الدرس من الأقربين أو الأبعدين ..فارتضوا لأنفسهم ولشعبهم الهوان والمذلة ..وتسببوا بتشربد أكثر من خمسة مليون مهاجر يمني في الاصقاع..بحثا عن الرزق والحياة الكريمة ..     لا أدري كيف وبأي وجه يقفز بغض العبيد ليترحموا على عفاش معرضين بثورة الشعب اليمني في 2012 باعتبارها السبب فيما يجري ..     ونحن نذكر الجميع أن الشعب العماني انتفض في العام 2011 مطالبا بالتغيير مثل غيره تحت تأثير رياح الربيع العربي ..لكن السلطان قابوس عالج الموضوع بذكاء فارق واستوعب مطالب الشعب العماني وتجاوز المحنة بسلام كما فعلت المغرب والأدرن والجزائر .. نترحم على حكام عظماء من بلدان الدنيا لنلعن الأقزام والتافهين في كل بلدان الدنيا..

التعليقات