تداعيات انتقال القيادة في نهم للمؤتمريين
الأحد, 26 يناير, 2020 - 02:21 مساءً

رجال اليمن في نهم يقاتلون بشرف، هذه حقيقة أخافت جميع اللاعبين والمؤثرين في المشهد اليمني، لذا يتبدى في الأفق مخططٌ واضحٌ لنقل فعلي وميداني للمعركة في نهم وفي غيرها تقريباً إلى القيادات المحسوبة على المؤتمر، يجري ذلك وسط تحولات خطيرة في هذه الجبهة التي لم يتحدد مصيرها بعد رغم كل الأنباء المزعجة التي تتوالى من هناك.
 
شخصياً ليس لي أي اعتراض، إذا كان ذلك سيوفر تطمينات كافية بأن صنعاء ستعود إلى ذات الأيدي التي باركتها السعودية طيلة أكثر من أربعين عاماً، وبالتالي ستسمح بأن تمضي المعركة باتجاه تحقيق أهداف الإزاحة الضرورية للقوى الإمامية من صنعاء.
 
لم يعد هناك ما يخيف من أي وكيل جديدٍ يمكن أن يُوضع في دار الرئاسة، فلقد خَبَرَ اليمنيون هذا النوعَ من الوكلاء وتغلبوا عليهم ولو بعد حين، ومن الصلف أن يسلك أي وكيل قادم ذات الطريق الذي مضى فيه سابقوه وبقي معه اليمن صغيراً ومُتحكمٌ به، وانتهى في نهاية المطاف إلى كارثة عانى منها الجميع بمن فيهم السعودية بل هي أكبر الخاسرين، ولكم فيما تعرضت له المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو أكبر برهان.
 
اللواء صغير بن عزيز والعميد طارق وغيرهم ممن أعدتهم الإمارات والسعودية للدور المقبل، ومعهم بقية القيادات العسكرية والسياسية الإعلامية التي أظهرت تعاطفاً مفاجئاً مع جبهة نهم هي من يتصدر مشهد المواجهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تواصل الكتلة الأساسية من رجال فبراير القتال في الجبهة، وقودها الإيمان بالله والوطن والجمهورية، إيماناً غير مشروط بوعود أو محكوم بصفقات.
 
ما يحدث في نهم لا يعكس ضعف الجبهة أو أي وهن في النفسيات والمعنويات للمقاتلين، إنه انقسام تسببت فيه السياسات التكتيكية الكارثية للسعودية وشريكتها الإمارات، ومن يوالونهما في الداخل اليمني من الموتورين وأصحاب الأحقاد والضغائن الحزبية والجهوية.
 
هذا الانقسام ينبغي تجاوزه بأسرع وقت ممكن، وإن كان ذلك عبر هذه الصفقة التي عقدتها السعودية مع جماعة صالح، وسمحت بأن تُخلى المواقع القيادية للمؤتمريين في جبهة نهم وفي غيرها من الجبهات على الأرجح.
 
التهاني والتبريكات التي يرسلها أنصار الانتقالي الجنوبي تأسيساً على ما يحدث في نهم، يظهر هؤلاء مجرد مقاولين صغار جداً وأصحاب أفق سياسي ضيق، فهم يعتقدون أن الذي يحدث هو هزيمة لمن يسمونها "ميلشيات الإصلاح"، ونسي هؤلاء أنهم عبارة عن عهدة مؤقتة بيد الإمارات سرعان ما ستعود إلى صاحبها الأصلي الحاكم في الشمال.
 
وبقيت رسالة أود أن أوجهها إلى القيادات العسكرية المثقلة بإرث علي عبد الله صالح عفاش. حينما تقاتلون بالرجال المخلصين فلا تتصرفوا كعبد الملك الحوثي، الذي يحقق أهدافه ولو مات كل من معه، لأنهم في نظره مجرد "قبائل" مجرد صميل (عصا غليظة) يقاتل به(بها) حيناً ويكسره(ها) معظم الوقت.
 
فالذين بُني الجيش الوطني الجديد على أكتافهم، هم خيرة رجال اليمن، كل اليمن، تركوا كل تخصصاتهم المدنية وطموحاتهم الإنسانية، وأغلقوا كل مخارج الهروب واختاروا الذهاب إلى المعركة ومقاتلة العدو التاريخي لليمنيين، فلا تخذلوهم ولا تخونوا دماءهم إن كنتم صادقين.
 

التعليقات