دم الحمادي.. قميص عثمان لتكميم الأفواه
الإثنين, 24 فبراير, 2020 - 07:13 مساءً

يبدو لي وفقا لمنهج ملاحقة عبد العزيز وتحميله الجانب الثقافي من جريمة اغتيال الحمادي وكأنها تهمة بمقاسنا جميعا ، بعضنا شريك في اغتيال جار الله عمر والبعض الآخر شركاء في اغتيال محمد عبد الملك المتوكل وهناك من شارك في اغتيال آخرين ونحن الجانب الإعلامي لسقوط آلاف الضحايا بسلاح بعضنا وسلاح الغريب وفي المحصلة نحن جميعا شركاء في اغتيال وطن ، والأخيرة هي التهمة العادلة والتي يجدر بنا الخجل منها.
 
أما وقد تعددت الخنادق والقادة ولو قتل هادي لكنت أنا أكبر محرض على الجريمة كوني كتبت رأيي في شخصية رسمية.
 
لا أعرف ما كتبه عبد العزيز عن شخصيات تعز لكنه أفصح عن وجهة نظر لم يعتمدها القاتل ولا أحد في الجريمة قد أشار للكتاب الصحفيين من قريب أو بعيد لكن الجهات التي تلاحق عبد العزيز بحاجة لملاحقته هو وزملائه بمعزل عن أي عدالة ولو تعسفية .
 
وكأنه الحمادي كان مثقفا يساريا نشر عدة مقالات علمانية ومسح عبد العزيز ذقنه وكتب فتوى بهدر دمه فقامت جماعة متطرفة على علاقة بوعي عبد العزيز ونفذت الحكم .
 
هراء، نحن في حالة من الفوضى وتفريخ القتلة على حساب تكميم الأفواه وتحجيم العقل والتفكير واستبعادهما من ساحة احتكمت للسلاح وراحت تبحث لها عن أسباب ثقافية وإعلامية.
 
هذا الوهم الذي يستحوذ على الكثيرين من نشطاء تعز أكثر من غيرهم وهم يعتقدون أن كتاباتهم هي من تحدد سير المعارك وترسم حدود الخنادق وتماس الجغرافيا ، الوهم الذي يستخدمه المقاتلون ضدهم ، قناعاتكم بوصفها ذريعة ،كان هذا في ماضي التصنيف والتحشيد قبل انطلاق الرصاص ، الآن ورغم اعترافنا بدور الأقلام غير أنه دور غير تفصيلي , له علاقة بإذكاء أمراضنا العامة وليس لها علاقة بتكتيكات الفصائل وأولوياتها.
 
والأمر هنا وفي حالة كهذه يظل أخلاقيا ، لا أعني عبد العزيز هنا ,أتحدث عن السلطة الأخلاقية للصحفي على نفسه ، إذ لا يمتلك الحق في التحريض على العنف ومفاقمته، وبالمقابل مامن سلطة تمتلك السلطة القانونية وتستمد قوتها ومشروعيتها من تمثيل السلم العام وحمايته فكل الفصائل منخرطة في العنف ولا تملك حق تمثيل قانون يدافع عن السلم ، وفي المحصلة وفي هذه الفوضى يجدر بالكاتب الاحتكام لضميره ويجدر بمن يحاول خلق انضباط أن يضبط المقاتلين وليس الكتاب .
 
ناهيك عن تمييز الكتابة عن كتابة أخرى ، تمييز المستاء من المنخرط في عملية إعلامية موجهة وتعمل بوعي مدروس على تمكين الخراب وتبعا لإرادة معادية للبلد وفي كلتا الحالتين تظل المحاكمة أخلاقية .
 
وفقا لحيثياتكم في ملاحقة عبد العزيز ومجموعته يجدر بالحوثيين محاكمة الكثيرين في صنعاء على كل غارة جوية سقط فيها مدنيون على الأقل .
 
ويجدر بورثة علي عبد الله صالح رفع قضايا علينا جميعا بوصفنا شركاء في قتله .
 
ويجدر ويجدر ويجدر تكرار الكلمة التي سقطت من قاموس حالة عامة مفتقرة للمنطق.
 
هذه حرب أهلية وفصائل وحالة عنف وسيولة وغياب قانون ناظم ، فلا ترتجلوا قوانين بمقاس كل مربع عنف ، قوانين لحماية المسلحين وملاحقة المثقفين ، وإن كان بعضهم -ليس بينهم عبد العزيز-يستحقون الحرق في الجحيم ، أما عدالة الخراب فلن تصلهم لكونها عدالة رصاص على كل حال .

*نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك

التعليقات