المهرة ما بين سندان الاحتلال ومطرقة الشرعية الضعيفة
الثلاثاء, 10 مارس, 2020 - 12:29 صباحاً

لا يخفى على المواطن في محافظة المهرة أن الطائرة التي قدم على متنها المحافظ السابق راجع باكريت أثناء قدومه معينا من الرئيس هادي بظغط سعودي كما ذكر هو بنفسه أثناء حديثه مع أبناء المهرة خلال استقبالهم في قصر المعاشيق منتصف العام 2018.
 
هي نفس الطائرة التى حملت باكريت مغضوبا عليه من المملكة، وغير مأسوف عليه من أبناء محافظة المهرة.
 
تلك الطائرة أيضا هي التى أقلت المحافظ محمد علي ياسر معينا من الرئيس هادي بإشارة سعودية، مع الفارق الكبير بين بين شخصيه المحافظين السابق واللاحق، حيث قوبل تعيين المحافظ ياسر بارتياح كبير بين أوساط المواطنين في محافظه المهرة، بعد أن ذاقو الأمرين خلال عهد راجح باكريت،وبعد أن لاقت المملكة معارضة قوية من لجنة الاعتصام السلمي الرافضة لتواجد قوات المملكة على أراضي المحافظة، وكشفت كل موامراتها لاحتلال المحافظة.
 
هناك تأتي سياسة دس الرأس في الرمال من قبل كل المكونات المهرية والسلطة الهشة في المحافظة التي شرعنت للاحتلال وصمتت عن كل ممارساته وشاركت باكريت في الفساد.
 
بتغير المحافظ باكريت حاولت المملكة بعد استفاذها للكرت الخاسر مرحليا على الأقل وبضغوط دولية واقليمية توجيه الرأي العام على أن الازمة في محافظة المهرة محلية تكمن بين المحافظ والمواطنين وتم تغييره وكان شي لم يحدث على الأقل من وجهه نظرها.
 
استراحة محارب
 
ثلاث سنوات من التواجد السعودي في المهرة كانت كافية حتى للمواطن البسيط لقراءة الأحداث والتنبؤ بما هو قادم.
 
يشير العديد من المراقبين للأوضاع في محافظة المهر أن تعيين المحافظ ياسر الذي تم عزله سابقا وتعيينه خلال هاذا الشهر بعد أحداث عصيبة مرت بها المحافظة ما هو الا تكتيك سعودي جديد لإعاده التموضع واتخاذ اليات جديده تتستر خلالها من خلال آليات سيتخذها المحافظ كالمساواة بين المليشيات التى صنعها الاحتلال السعودي ولجنة الاعتصام المهري السلمي، من خلال امتصاص وتفكيك الاثنين وادماج المليشات في الجيش لإعاده انتاجها وشرعنتها والابقاء على المنضومة التى صنعتها السعودية لتعود بها مره أخرى وبصورة أخرى.
 
اختيار المحافظ الشيخ ياسر أتى لغاية في نفس يعقوب، وكان من بين أسباب اختياره هو الإجماع الشعبي والقبلي لمثل هاذي الشخصية التي لعبت دورا مهما خلال بدايه الحرب2015 والوصول بالمحافظة إلى بر الأمان والنأي بها عن الصراعات.
 
هنا تحاول المملكة من خلال جولة جديدة تحريك بعض الملفات والشخصيات لاعاده تموضعها في خطة جديدة ستكشف عنها الأيام القادمة.
 
ملفات الفساد
 
تركة ثقيلة تركها راجح باكريت من اهدار المال العام وصنع لوبيات فساد لازالت قائمة وتدين له بالولاء من مدراء ليس لهم علاقه بالعمل الحكومي سابقا، وتعيينه لذوي القرابة في الجمارك والنفط والإدارات المختلفة.
 
اهدار ثمانون مليار وتوزيع المناصب والهبات وتجميده للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجنة المناقصات والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بطريقة الترغيب والترهيب، والتى وجد البعض من مسؤوليها ضالتهم في الفساد والمشاركة فيها من خلال سيطرتهم على المال العام، ومن خلال المصروفات الوهمي أو مشاركة المقاوليين.
 
والأمر من كل ذلك مشاركة هولاء في بعض اللجان المزمع انشاؤها من قبل المحافظ الجديد لتقييم العمل الماضي واصلاح الاختلالات.
 
كل هذا الوضع عمل باكريت عليه من أجل تثبيت سلطته والتي ظن الكفيل السعودي أنه وجد ضالته فيه، وسرعان ما خاب الأمل بسبب معارضة محلية ومتغييرات اقليمية ودولية جعلت المملكه تعيد النظر في سياساتها مرحليا دون أن تترك أهدافها، الأمر الذي سيشكل منعطفا جديد يعيد التفكير في آليات العمل بالميدان من قبل جميع الأطراف.
 
لجنة اعتصام المهرة
 
لجنه الاعتصام بدورها رحبت بتعيين المحافظ الجديد والذي تربطه بقياداتها زمالة عمل سابقة وصداقة قديمة بهم، والأهم من ذلك عامل الثقة الذي يتمتع به المحافظ ياسر بكل الأطراف، وكان ترحيبها بقرار تعيين المحافظ دون التخلي عن جميع مطالبها وأهدافها وأهمها رحيل القوات السعودية من المحافظة.
 
اللقاء الأول مع المحافظ الذي يحمل عقلية الدولة كان وديا، ونوقشت فيه بعض العموميات من مشاكل محلية وغيرها، وتأمل اللجنة في وجود قناة تنسيق مع المحافظ الجديد ويكون التنسيق معه عالي المستوى وملموس على أرض الواقع.

*المقال خاص بالموقع بوست.

التعليقات