كورونا وما قد يحدث في اليمن !
الجمعة, 03 أبريل, 2020 - 10:03 مساءً

في عزلتي المنزلية أتخيل أشد السيناريوهات فظاعة في الحدوث فيما لو انتشر فايروس كوورنا في اليمن.. ما سيحدث في البلد المحاصر هو أنه بإمكاننا تخيل جوانب عدة لنتائج الكارثة دون الإحاطة بها بشكل كامل.


في بداية انتشار كورونا أعلن رئيس الوزراء البريطاني جونسون أن مناعة القطيع هي السياسة التي ستتخذها بلاده، ذهب الى المستشفيات صافح المرضى ثم بعد أسبوعين أعلن إصابته بالمرض واستعد هو الآخر لفقد أحبائه.


مع كل الإمكانات التي سيبذلها العالم لمكافحة الوباء في اليمن بعد تقديم سلطة المليشيا اعترافات بأن الوباء ينتشر في اليمن، إلا أن هناك عوامل عدة متظافرة ستنتهي بنا إلى القبول بترك مناعة القطيع تنتقي من تشاء ليعيش وتنتقي من يشاء ليموت.


العوامل هي سياسية واقتصادية وصحية واجتماعية.. كل هذه الاختلالات ستضرب هذا البلد بطريقة قد لا يستطيع أحد إنقاذها. لتفعل الطبيعة ما تشاء.


وحتى لو افترضنا أن هناك نظاما صحيا عاليا في اليمن.. فالبنية الاجتماعية ستلعب دورا في تعزيز انتشار كورونا.. هل ستترك الأسر مثلا فتياتها المصابات في مستشفيات الحجر الصحي لتمكث هناك لأسابيع.


سيفتك الوباء بالمرأة أكثر من الرجل، وستبقى المرأة المتروكة في المنازل عاملا مهما في نقل المرض، لأن الأسر لن يكون لديها الاستعداد لأن تضع فتياتها في الحجر الصحي فيما لو كان هناك نظام صحي قادر على الوقوف أمام الكارثة.


عدة قضايا مركبة ومتداخلة ستجعلنا نرى آلاف الوفيات إن لم يكن عشرات الآلاف أو مئات الآلاف. حتى الآن لم تتخذ مليشيا الحوثي خطوة واحدة في طريق إطلاق المعتقلين في السجون.


ليس أمامنا في اليمن إلا مناعة القطيع، هذه ليست دعوة لترك المواطنين عرضة للموت، بل هذا ما سنشهده في الأشهر القادمة.. هذا الخيار الوحيد والإجباري، سنقاوم المرض ونكذب في وسائل الإعلام ونزيف الحقائق، أما الفايروس فسيمضي في طريقه قاتلا ومربكا كل الأنظمة والسياسات كما يفعل في كل دول العالم.

التعليقات