من حق ياسر العواضي أن يعود بطلا كما كان لأن هناك الكثير ممن يعتقدون أن الجمهورية التي لم تعد إلى الآن بفضل سلطة شرعية هشة مقيمة في الرياض وقيادات عسكرية متتالية يمكن أن تعود على ظهر الفارس المهزوم منذ ثلاث سنوات.
إن لم تعد اليمن تحت راية الجمهورية فلن تعود بقضية ثأر هامشية ليس لها مجال في المعركة الأم التي تدور مع مليشيا الحوثي.
أنتم تعلقون آمالكم على جواد لن يتقدم خطوة واحدة.
ها أنتم ترون الآن كيف أن المعركة الكبرى من أجل المواطنة والجمهورية والعدالة والمساواة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني قد تجزأت إلى معارك صغرى وهامشية، وهي تنقسم في كل مرحلة إلى معارك أدنى فأدنى.
معركة في البيضاء ومعركة في الساحل الغربي ومعركة تعز ومعركة في الجوف ومأرب.
هذه معارك لا تسير وفق تخطيط واحد أو هدف واحد.
المعارك التي ابتدأت من أجل الجمهورية تتفكك لصالح المعارك التي تندلع من أجل الثأر.
أصبحوا يرون في الحوثي خصما تقليديا يجتزئ من المكانة والنفوذ وليست مليشيا تهدد المستقبل وتعد بالمزيد من الحروب.
يقاتل طارق صالح في الساحل لأجل ثأر ليس متأكدا أنه يستحق حربا كهذه، طارق صالح لا يقاتل من أجل عمه الذي قتل في معركة كان الصراع على النفوذ هو الباعث لها.
ليس هناك ما يدعو طارق للقتال بشراسة، هي معركة من الأفضل له أن تستمر هكذا لتفضي في الأخير إلى مشهد معقد يديره أمراء حروب وقد يكون أبرزهم.
في الشمال الأعلى يستعد ياسر العواضي لمعارك دون قضية، المعارك التي ستنشأ من أجل الحفاظ على مكانة الشيخ ستنتهي بمكانة شيخ آخر وستتحول إلى حروب داخلية صغيرة من السهل إدارتها لأي سلطة.
لا تكونوا حمقى لتنتظروا جمهورية من ياسر العواضي أو طارق صالح، هذه رهانات عاطفية على خيول خاسرة.
البيضاء جزء من القضية اليمنية الكبرى وليست جزءا من قضية ياسر العواضي.