توكل كرمان وماكنة الإعلام الخليجي
الإثنين, 18 مايو, 2020 - 01:50 صباحاً

توكل انانية .. التهمت نوبل دفعة واحدة وقفزت إلى مواقع شرفية دولية ومؤخرا حازت منصب داخل عرش المنصة الزرقاء الكونية فيسبوك.
 
هذا كثير في زمن تغيب فيه المقارنات او تنعدم.
 
وهذه الاخيرة قصة اختيار توكل من قبل فيسبوك ذكرتنا بحالة الارتباك السعودي الذي حدث عندما اعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل حصولها على الجائزة في اكتوبر تشرين من العام 2011.
 
تسع سنوات ومآكنة الاعلام والدعاية الخليجي لم تتوقف ولم تحدد عدو اخر - غير كرمان-تخوض معركتها ضده.
 
استمروا بمهاجتمها -لاحقا- حتى وصل الامر الي تحشيد اشخاص وذباب الكتروني وافاعي عملهم الوحيد شتمها وفي افضل الاحوال المطالبة من خلال عرائض جمع التوقيعات بسحب الجائزة.
 
اقول بعد كل هذه السنوات هل ننتظر مصادرة الجائزة مثلا ؟
 
ام الاطاحة بها من مجلس فيسبوك!
 
دعونا نختار واحدة إذآ ، اعرف ان وقتكم نفد واللعبة افلتت من قبضة المخرج السعودي وبات تخبطكم من تلقي الصفعات هو الواضح.
 
ازدحمت اجندة النيل منها لكن فاضت المناصب العالية على قوائم الاحقاد والضغائن.
 
فقيرة هي البلدان التي لم تنجب رواد ولم تصنع لمستقبلها نماذج وهذه بالمختصر حكايتنا في اليمن مع الجيران ليست من اليوم وانما قديمة.
 
اغتيال حلمنا الاول الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي في عز لحظة الميلاد التاريخية على ايد القراصنة الموجهين من الرياض كفيل ان يبقى اليمني يقض لهذه الأفعى على الدوام.
 
ليست المشكلة في اليمن-هنا-بأنه بلد كبير عريق وثري المشكلة تكمن بجيرانه الصغار، وعندما يكون لك جار صغير ولديه مشاكل كبيرة ومركبة في ماضيه والهوية والتاريخ من الطبيعي ان تظهر هذه العقد في الحاضر والمستقبل.
 
بالنسبة لشقاوة الجيران الصغار هذا ليس توقيت لتحجيم توكل او موسم لتشويهها هذه مهمة ممنهجة لضرب اي محاولة يمنية صناعة اي نموذج خلاق يتطلع اليه اليمنيين.
 
انا-هنا-لا ادافع عن توكل نحن في خوض غمار الدفاع عن القيمة المضافة التي صنعتها هذه المرأة للمرأة اليمنية والعربية دوليا والعمل على استعادة ان لم يكن تحسين صورة سيادتنا المبددة خارج حدودنا وعلينا ان نعتمد القاعدة الذهبية التي تقضي الآن وليس غدا تصدير النموذج وتفكيك شيفرة الاحتقار التي تحاول بعض دول الخليج المتطرف اتباعها مع اليمن والتضحية من اجلها لطالما وصلت الي حرب دامية يقسطون بها اعدامنا بالتقسيط المريح ويستنفرون آلتهم الاعلامية لو حصد يمني شهادة نجاح في اقصى الكرة الارضية.
 
دوافع السعوديين وغرائز الاماراتيين اليوم موجهة ومسخرة للنيل منا نحن اليمنيين وليس من توكل وحدها يستهدفوننا في صميمنا الانساني والقيمي اليمني في الاشياء الكبيرة او البسيطة.
 
انظروا فقط الي الحرب التي ارادوا ان يتمرسوا عليها على حساب دمائنا ويشعرون بفتونتهم داخل جغرافيتنا وماذا خلفت منذ خمس سنوات.
 
اقول ذلك وانا اتابع الحملة الخليجية في مختلف الاجهزة الاعلامية الموجهة ومواقع التواصل الاجتماعي وميديا تسويق الافكار الرخيصة.
 
كيف تكيل التخوين والشتائم والتحريض وتحاول النيل من السيدة كرمان فاستغرب؟
 
لماذا كل هذا الاستهداف الممنهج ومحاولة تصفيتها ليس سياسيا-فقط-وانما تصفية معنوية، وقد تطيش الي ما هو ابعد-وأقول افضع-لطالما استمرت هذه الحملات بحقها من دول سلطاتها طائشة ودموية قادرة ومتمكنة ومتمرسة على ارتكاب الجريمة وطمسها كما فعلت بالصحافي خاشقجي وعبدالرحيم الحويطي.
 
مالذي فعلته توكل بدول الخليج المتخمة؟ ولماذا يكنون لها كل هذه الكراهية والعداء ليمنية ليس لها سوى صوت وكلمة
اجهزة ومنصات وشخصيات خليجية وعربية في مواجهة توكل مسخرة.
 
ينفذون هجمات ارهاب معنوي وهجمات جرثومية بكل الاساليب المروعة بحقها التي لا تدل على ان هناك لغة للنقد المسؤول او الخطاب المهذب الذي يستخدم في ادب الحوار بل تحريض بغرض التخلص منها واسكاتها للأبد.
 
لا غرابة ان تنفجر بعض المجارير وشبكة الصرف الصحي السعودي والاماراتي بكل هذه الروائح من افواههم وشاشاتهم في وجوهنا نحن اليمنيين ؛ لان لدينا إمرأة مثابرة تصدرت الصفوف الاولى في المحافل الدولية حصدت جوائز ونالت تقدير عالي من عدة جهات عالمية فتحولت لبلدها والغرب ايقونة بينما شيطنها السعوديون والاماراتيون حتى حولوها الي هدف للتعريض بها.
 
الي هذا الحد سممت ونغصت توكل حياة هذه الدول العريضة البدينة والمتخمة حتى صارت مشكلة يشعرون بالتقزم امامها
افكر باليوم الذي سيأتي فيه مجلس التعاون الخليجي-او ماتبقى منه-يدرج ضمن جدول اعماله مناقشة تحركات توكل كرمان واين وصلت وماذا حققت.
 
اننا ننتظر من المسوخ في الخليج ما هو اكبر ننتظر من المساخر الخليجية ما يثير التقرف والتقزز والاشمئزاز لتقيئ
مشكلتكم اعمق واخطر لانكم عديمي النموذج ومن لا يمتك نموذج لا يمتلك الارث او الحجة.
 
سيظل شبح هذه السيدة يطاردكم حتى نقول ساخرين وكان عليهم في السعودية والامارات ان يستيقظوا ليلا ليتأكدوا من ان توكل كرمان لم تحرز اي نجاح جديد.
 
فلا الشتم والتجريح سيحل المشكلة ولا التحشيد والتجييش للنيل منها ايضا سينجح في كبح طموحها.
 
الافضل ترك المرأة وشأنها في عهدة التفوق دائما ترتفع عاليا وتسقطون.
 

التعليقات