الصباح .. القائد الإنسان
الاربعاء, 30 سبتمبر, 2020 - 10:36 صباحاً

لقد جسّد صباح الأحمد الصباح، شخصية القائد الإنسان، هذه الجزئية العظيمة التي توغل بها إلى أعماق الشعوب العربية والإفريقية.
 
لم نعرف الكويت في اليمن إلا على أبواب وقاعات الجامعات، ولم ندرك قيمة التميّز الحقيقي إلا ونحن نسعى جاهدين من أجل الحصول على مقعد في مدارس الكويت النموذجية، ولم تأخذنا الجبال المدججة بالصخور العتيدة إلى منازلنا القديمة وقرانا البعيدة إلا بمال الكويت الذي عبّد طرقات اليمني في الشمال والجنوب.
 
لم نتعرف على مشفى إلا والكويت على ناصيته تحمل روح الصباح وشعبه الكريم، ومع الكويت لم نتألم يوماً من إذلال الرخيص ولم نعرف لحظة واحدة تمادي اللئيم الذي أعط قليله من أجل حاجات كبيرة في نفسه الخبيثة.
 
لقد وضع صباح الأحمد وخلفه شعبه الكريم قلوبهم في الأرواح المتعبة، والأفواه المكممة، والأيادي المرتعشة والمغلوب على أمرها.
 
عرفت الكثير من الكويتيين يعملون من أجل لقمة عيشهم ويمتنّون للمعرفة والحضارة والإنسان قبل كل شيء، كان يمنياً أو غير يمني، لم اسمع منهم عتاباً على خروج الثلّة التي أيّدت صداماً كما فعلت بعضٌ من الشعوب الأخرى، ولم ألمح في ملامحهم التغطرس المادي البغيض الذي صار ماركة الرخيص والدنيء في دولٍ نعرفها وندركها جيداً.
 
لقد كانت الكويت ومازلت بجانب الإنسان قبل كل شيء، تعطي ما تعطيه نفسها وتجتهد بصمت في بناء المجتمعات بكرمها المادي وتدفقها المعرفي.
 
نعيش اليمنيون يوماً أسوداً كئيباً، تنهش في جوارحنا دمعات رحيل لا يمكن نسيانه للأبد، ومثلنا كل الشعوب العربية الحقيقية والافريقية الطيبة، لن أسرد هنا فضل الكويت ولن أفعل، الكل يعرفها، ولكنني أشعر مثلكم جميعاً بفاجعة هذا الفقدان الأليم.
 
 

التعليقات