مستميتون نظل محاصرين بلا مطار ولا ميناء
الإثنين, 13 سبتمبر, 2021 - 04:48 مساءً

وبجرأة وبشكل معلن، وقح وأناني .

ننتقل إعلاميا من البحث عن ما نريده كبشر وما ينقصنا لنحيا بشكل يمثل الحد الأدنى من شروط حياة إنسانية بالكاد.
 
بدون قتل أحد في الطريق من مطار عدن، قبلها وبعدها نحن بشر بحاجة لفتح مطار صنعاء .
 
مطار وميناء وجملة بديهيات هي أبجد المتطلبات الإنسانية ، وأمسى علينا محاججة من لا يملكون قرار فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ، نقنعهم دون جدوى ولا منطق ، نقنعهم أن هناك حاجاتنا كبشر ومن ضمنها المطار وميناء الحديدة ، وليس علينا المرافعة لإثبات أو نفي ما إن كانت سلطات صنعاء تريدهما أم لا ، وهي تريدهما ببداهة .
 
انتقلت السياسة أو أنها بدأت هكذا ، من الصراع إلى منهج الكيد ، ولكي تخنق الحوثيين أنت مستعد نفسيا لخنق عشرين مليون إنسان ، ذنبهم إن كان لهم ذنب انكم نصبتم انفسكم متحدثين بإسمهم ، وتعلنون الأمر بثقة مفزعة ، وكأنه شكل من الامتلاك والحق في المقايضة بين ما لم تتمكنوا من القيام به ضد الحوثي وما يسعكم القيام به ضد الشعب ، والأخيرة هي الممكنة والتي في المتناول ،او انكم تظنون هذا ،وكان الشعب هو ورقتكم الرابحة وقد اعطيتم أنفسكم حق المقامرة بحياته، عبر استدعاء القتلة الرسميين من جوار اليمن وعبر التمسك بكل اسباب حصاره وكأنه لا ندم يراودكم ابدا ومنذ ست سنوات .
 
كلن يظلم على قدر ما يقدر ، والمفارقة انكم هنا المتحدث الرسمي باسم الظالم المحاصر لشعبكم والذي يمتلك القرار نيابة عن ما تدعونه من تمثيل رسمي لشعب لم تعد فكرة أن جهة تمثله رسميا قابلة للتصديق ، لا أحد في العالم يصدق هذا أو أنه لايزال مستعد مستقبلا لأخذ هذا التمثيل الرسمي والدور على محمل الجد .
 
هذا كلام مقابل كلام ، بشأن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وليست مرافعة لإقناعكم بما ليس بوسعكم اتخاذ قرار بشأنه أصلا ، نوع من الجدل العابر فقط ولفت انتباه لوجوب مراعاة الجانب النفسي من ردة فعل شعب يمتعض ويشعر بالخيبة أكثر وانتم تسوقون حججا مستميتة ومفتقرة للمنطق والعدل لإبقائه محاصرا ، وكأنه لم يعد يهمكم أي شئ غير الحؤول بين الحوثي وبين أي منفذ ، ولو على حساب عشرات آلاف المرضى وملايين الباحثين عن ممر آمن واسعار وسلع في المتناول ، المطار والميناء سيجعلنا افضل وتشعرون أن الأمر سيجعلكم أسوأ ، أسوأ  وانتم في المنافي والاستجمام والرزق والفرص العابرة والكفاية على حساب وجع شعب ينقصه كل شيئ ، ويجب أن يظل محاصرا لتتسع قصوركم وفرصكم وجداول ومواعيد ومصروفات وتذاكر سفر ، ونستحق نحن البقاء خلف الأسوار وكأن كل تذكرة وكل حاوية ستخصم من فرصكم الأنانية.
 
استحوا ، استحوا
 
لم يعد أحد يأخذكم على محمل الجد كممثلين رسميين لهذا الشعب، لكنهم يستخدمون منطقكم الاعوج وصراخكم الأناني كذريعة لإبقاء هذا الشعب محاصرا ، وقربانا يقدم لكل أخطائهم وعجزهم عن حل المعضلة اليمنية .
 
 منفذ لن ينتصر به عليكم، وأنه فقط كل الذي ينقصه ليحقق ذلك النصر .

المحاصر بكسر الصاد هو الذي يغلق المنافذ ، ويعمل على إبقائها مغلقة ، ومنطقكم يفتقر للمنطق وهو مكشوف وضحل ومحتواه تبسيطي وفقير ، ولم تعد فكرة " إنما قتله الذين أخرجوه " تثير حتى الدهشة أو الرغبة في خوض لعبة التلاعب بالكلمات .
 
إنها هزيمتنا الجماعية ونحن نتبع منهج المماوتة، ولحس الفولاذ لاسترضاء شيئ ما، عاطفي وذهاني وغير ذي جدوى ، وبه فحسب نشعر ببعض الرضى والتأكد من كوننا لا نزال في المعركة ، معركة فقدتم كل أدواتها وبقي لكم هذا الشعب تستخدمونه مثل عبوة أخيرة تفجرونها عن بعد .
 
 

التعليقات