أمين معلوف و"الهويات القاتلة"
السبت, 30 سبتمبر, 2023 - 08:07 مساءً

الهوية الحقيقية هي الهوية التي تتقبل الآخر وتحترمه
 
في كتابه "الهويات القاتلة" يسرد الكاتب العالمي أمين معلوف أفكاره حول الهوية والانتماء، وذلك انطلاقاً من تجربته الشخصية كشخص يحمل هوية متعددة الجوانب.
 
يقول معلوف إنه غادر لبنان للاستقرار في فرنسا منذ زمن طويل، وخلال هذه الفترة، سأله العديد من الأشخاص عن هويته، وكان يجيب بأنه فرنسي ولبناني في آن واحد. ويوضح أن إجابته هذه ليست حرصاً منه على التوازن أو العدل، بل لأنها تعبير صادق عن هويته الحقيقية.
 
يرى معلوف أن الهوية ليست شيئاً ثابتاً أو محدداً، بل هي مجموعة من العناصر المتشابكة، مثل الدين والقومية والثقافة والتاريخ. كما أنها ليست شيئا وحيداً، بل يمكن أن تكون متعددة الجوانب، كما هو الحال بالنسبة له.
 
ويطرح معلوف في كتابه بعض الأسئلة حول الهوية، منها: لماذا من الصعب على الإنسان أن يعبر عن جميع انتماءاته بحرية تامة؟ ولماذا تؤدي الهوية أحياناً إلى العنف والقتل؟
 
يُجيب معلوف عن هذه الأسئلة، من خلال تحليل التاريخ والثقافات المختلفة. ويخلص إلى أن الهوية يمكن أن تكون قوة إيجابية أو قوة سلبية، اعتماداً على كيفية استخدامها. ويدعو معلوف إلى قبول التنوع والتسامح بين الثقافات المختلفة. ويؤكد أن الهوية الحقيقية هي الهوية التي تتقبل الآخر وتحترمه.
 
في كتابه "الهويات القاتلة"، يتناول الكاتب أمين معلوف موضوع الهوية في الشرق، حيث يسلط الضوء على تقلباتها واختلافاتها، وكيف أدت إلى التطرف والعنصرية. يبدأ الكاتب بالحديث عن نشأة الهوية في الشرق، وكيف كانت متعددة ومتنوعة، حيث تنوعت بين القومية والدين والعرق. ثم يناقش كيف أدت هذه التعددية إلى صراعات ونزاعات، وكيف تم استخدام الهوية الدينية والعرقية لتبرير هذه النزاعات.
 
ويسلط الكاتب الضوء على بعض الأمثلة التاريخية التي توضح كيف تحولت الهوية إلى أداة للقتل والتدمير، مثل الحرب الأهلية اللبنانية والصراع العربي الإسرائيلي. كما يناقش الكاتب تأثير المجتمع على الدين، وكيف يمكن للتفسيرات الاجتماعية للدين أن تؤدي إلى التطرف. ويؤكد على أهمية فهم الدين بطريقة موضوعية ومستقلة عن التحيزات الاجتماعية.
 

التعليقات