فوز ترامب يشير إلى تغير واضح في موقف القاعدة الانتخابية الديموقراطية لمصلحة هذا الرئيس الذي يفترض أنه يشكل مصدر تهديد للأقليات ويعطل آلاف المعاملات المتعلقة بالتحاق العائلات بذويها خصوصا المنحدرين من بلداننا التي اتخذ منها ترامب منذ ولايته الأولى موقفا سلبياً للغاية.
دماء شهداء ومصابي غزة هي التي ولَّدتْ هذه الموجة الجمهورية الكاسحة في مؤسسات الحكم في واشنطن.
لا يمثل فوز ترامب على الفور رخصةً إضافيةً لنتنياهو وفريق حكمه الصهيوني المتعصب لمواصلة جرائم الإبادة. الخارطة الدولية تشهد حروباً خطيرة وتشهد توترات قد تؤدي لحروب مدمرة. المنطق يقول إنه ليس بوسع ترامب الذي بشر بنهاية الحروب أن يمارس انتقائية تجاه هذه الحروب فيطلق يد نتنياهو ويوقف حرب أوكرانيا.
اللوبي الصهيوني قد يبدو مستفيداً من فوز ترامب، ولعل الفوز قد مثَّلَ طوق نجاة لهذا اللوبي الذي كان يمكن أن يواجه ردة فعل عنيفة من الناخبين البيض رغم حماستهم الشديدة لأرض الميعاد وإيمانهم بنبوءة عودة المسيح ليحكم العالم من القدس لألف عام.
غزة أسقطت اليمين المحافظ في بريطانيا لأنه كان مبتذلا وفاجراً في طريقة مساندته لجرائم الإبادة الإسرائيلة، وأعادت ترامب وحزبه اليميني المحافظ إلى البيت الأبيض وإلى رئاستي الكونجرس تأديبا للديموقراطيين ولجرائمهم.
خطاب بلال الزهيري في حفل تأييد ترامب في ديربون بولاية ميتشيجن كان موفقاً ويبد وأنه ترك أثره في خطاب ترامب لإعلان الفوز.. فنتائج انتخابات ميتشجن ستفتح باباً واسعة لنفوذ الجالية العربية والإسلامية.. لقد صوتت ضد ترامب في الماضي بسبب سياسات الهجرة المتعصبة التي تبناها، وصوتت ضد الديموقراطيين بسبب تورط ادارة بايدين في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
إن لهذا الدم العربي الفلسطيني المسلم كرامة وتأثير، وهو من سيحدد مصير المنطقة وليست التطلعات الغاشمة للديكتاتوريات وللقتلة من أمثال نتنياهو.