حلول مجلس القيادة لرأب الصداع بين أعضائه
الخميس, 18 سبتمبر, 2025 - 11:50 مساءً

بيان مجلس القيادة الصادر الذي جاء بعد اجتماع لكامل أعضائه في الرياض، لأول مرة منذ فترة، وعقب الأزمة التي اندلعت في عدن، جراء القرارات التي أصدرها عيدروس الزبيدي، خرج بحل يقضي بتكليف الفريق القانوني المساند للمجلس بمراجعة القرارات الصادرة عن مجلس القيادة منذ تشكيله حتى اليوم، وكذلك مراجعة برار عيدروس، والاستعانة باللجنة الأمنية والعسكرية.
 
هذا الاتفاق الذي خرج به المجلس هو ما كان يفترض الأخذ به منذ البداية، وإشراك الفرق المساندة له في القرارات حتى لا يتفاقم الخلاف والتصدع.
 
وهذا الوضع للمجلس هو أساسا جوهر المشكلة، وسبب التعثر والخلاف، إذ أنه لا يعطي صلاحية لرئيس المجلس كرئيس دولة، يمارس صلاحياته المناطة، ويدير شؤون الدولة، بل يجعل القرار مشتتا بين ثمانية أعضاء وعدة مكونات، وهو ما يجعل من الصعب بناء دولة ونفوذ حقيقي، خاصة مع تباين الأجندة بين الأعضاء، وتناقض التوجهات.
 
واليوم على ضوء هذا الحل الذي خرج به المجلس ستنتقل الإشكالية حول القرارات والصراع عنها من قيادات المجلس الثمانية لفرق المجلس الأمنية والقانونية، والتي أعضائها ينتمون من ذات الكيانات التي يتشكل منها مجلس القيادة، وستشتعل حمى الاستقطاب والمصالح، وسيتغلب من لديه نفوذ أكثر على تلك الفرق.
 
هذا الاتفاق الذي خرج بها المجلس في إحالة القضية للجان يؤكد أن القرارات المتخذة من البداية هي من فجرت الخلافات بين الأعضاء، وكانت إحالتها اعتراف بأخطاء حصلت، وهي اليوم تدين المجلس، وتكشف تسابق أعضائه على المناصب والمكاسب، أكثر من أي شيء آخر، رغم وحود تحديات حقيقية تقتضي تفرغ المجلس لها.
 
ووضع القرارات الصادرة موضع الدراسة والمراجعة هي رسالة للعليمي وإقرار بارتكابه أخطاء، وتحويلها لتكون موضع نقاش ومراجعة يعد أحد مساوئ وسلبيات مجلس القيادة، والخلل في تكوينه التنظيمي والوجودي، على الرغم من أن لائحة المجلس واضحة في منح العليمي حق اتخاذ القرار.
 
هذه هزة كبيرة يتعرض لها المجلس، وكشفت مدى العلاقة الهشة بين أعضائه، وعدم قدرتهم على التفاهم الداخلي، ليتحول سفراء الدول الكبرى لوسطاء في وأد الخلافات وحلها.
 
يتضح هذا أولا من الانتقال للرياض والتفاهم هناك، بدلا من عدن، ثم لقاء أعضاء المجلس بسفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والذين التقوا على حدة كلا من:
 
رشاد العليمي - لقاء مع القائم بأعمال السفير الأمريكي.
الزبيدي والبحسني - لقاء مع القائم بأعمال السفير الأمريكي وسفيري فرنسا وبريطانيا.
عثمان مجلي - لقاء مع السفيرة الفرنسية لدى اليمن.
 
هذا التدخل للسفراء يعكس إلى أي مدى بات وضع البلد في اليد الخارجية، وهو تأثير يعتقده البعض إيجابي، لكنه في حسابات الدول التي تسعى لبناء سيادتها واستقلالها، ليس عاديا، بل مؤثرا على المدى البعيد.
 
والخلاصة أن الحل الذي خرج به المجلس بإحالة القرارات لهذه اللجان هو أشبه بحقنة مؤقتة، وتأجيل للصدام داخل المجلس، ولا يعكس تعافيا في جسده، أو تخلصا من المشكلة الحقيقية التي يواجهها، بل ستبقى الإشكالية قائمة، بسبب وجود الخلل في أساس المجلس وتكوينه.
 
 

التعليقات