لماذا يهاجمون محافظ المهرة؟
الأحد, 09 نوفمبر, 2025 - 03:39 مساءً

حملة شنيعة تستهدف محافظ المهرة محمد علي ياسر بشكل غير مسبوق، وينخرط فيها نفس الأشخاص الذين سبق لهم مهاجمة المهرة والشخصيات القبلية والكيانات الاجتماعية منذ سنوات، ويتبعون ذات الجهة الخارجية التي يعملون معها، لكنهم هذه المرة يوجهون سهامهم نحو المحافظ، وكأنهم في مهمة يجب أن ينجزوها بتلك الطريقة المسيئة والموجهة والعمياء.
 
محافظ المهرة محمد علي ياسر هو أكثر مسؤول حكومي يعمل بهدوء وبانسجام بين وظيفته الحكومية والبرلمانية والحزبية كقيادي مؤسس لحزب المؤتمر الشعبي العام، وتستطيع أن تدرك ما يفعله الرجل بوضع المهرة قبل تعيينه، وخلال فترة حكمه، كانت المهرة قبل تعيينه على وشك الانفجار والاشتعال، بصراعات فجرها راجح باكريت على المستوى الداخلي للمحافظة، وخارجي على مستوى الدول المجاورة لليمن.
 
عمل بن ياسر على اخماد كل بؤر التوتر، وخلق بيئة توافقية بعيد عن الصدام من جميع الأطراف، وهو ما أسهم في تلاشي الاحتقان، واستتباب السلام داخل المحافظة، وأوجد توازن قل أن تجد له مثيل في كل محافظات اليمن، رغم الحضور الخارجي المكثف في المهرة، وبؤر الصراع الداخلية المشتعلة.
 
بن ياسر رجل يعمل في الدولة منذ عقود، وله اسهامه الذي لا يمكن انكاره على مستوى المهرة واليمن، ولا يحتاج لمثل هذه الأساليب من البلطجة أو التمرد كما يتحدث البعض حاليا، ويقدمونه كمجرم ومتمرد، بشكل يبعث على التساؤل، عن حقيقة الدوافع لهذه الحملة، وماذا يريد هؤلاء من استهداف أعلى شخصية حكومية، وفي هذا التوقيت، وهل للأمر علاقة بما تريده بعض الأطراف الداخلية والخارجية من إزاحة المحافظ لوقوفه أمام مشاريع كثيرة مشبوهة، ومنعه تمرير أجندة مضرة بالمهرة واليمن؟
 
وينتمي لواحدة من أعرق القبائل في المهرة، والتي يلتقي حولها ويلتف معها المهريين، وتضطلع بمهمة قبلية منذ سنوات طويلة، وتتعلق بكونها مرجعية لكل قبائل المهرة، عند الخلاف، وهو تقليد لازال راسخا حتى اليوم، ويعكس المتانة القبلية، لدى مجتمع المهرة، والذي أثمر تماسكا أمام كثير من المؤامرات، ما دفع بالأجندة الخارجية لتفكيك هذا التماسك، والتسلل بعد ذلك لتحقيق الأهداف الخفية.
 
أما فيما يتعلق بالإيرادات الحكومية فهل لدى أي طرف حكومي أو المنخرطين في مهاجمة المهرة والمحافظ الجرأة على مطالبة جهات أخرى بالتوريد للدولة، أو مدن أخرى بالخضوع لسلطة الدولة؟ ولماذا يركزون على المهرة فقط، وهي المحافظة التي تعيش علاقة انسجام واضحة بين الحكومة وأجهزتها، ولم تشهد طوال السنوات الماضية أي خلافات.
 
نعم، الجميع مع تماسك مؤسسات الدولة، وتوحيد الإيراد، لكن ينبغي أن يكون هذا المعيار حاضرا على الجميع، وليس انتقائيا، وأن يكون بدوافع وطنية، لا بدوافع المصلحة الشخصية، وأن يكون بهدف تعزيز الدولة وماليتها، وليس محاصرة محافظة، بينما تذهب الأموال إلى غير موضعها القانوني والطبيعي، أو لجيوب الفاسدين.
 
في المهرة حضور الدولة اليمنية لازال باق، وعلمها الرسمي يرفرف في كل مبنى حكومي، وثوابتها مصانة، وعلاقتها بالحكومة قائمة على التكامل والانسجام، وهي المحافظة الوحيدة التي لاتزال فيها شيء من الدولة المسلوبة، كالنشاط الحزبي، والتكامل المجتمعي وغيره، ناهيك عن تحقق الكثير من المشاريع الحكومية التي كانت يوما ما مجرد حلم، كجامعة المهرة، وغيرها، فهل هذا لا يعجب البعض، أم أن الهدم يجب أن يطال كل شيء في هذا البلد؟
 
وفي الحقيقة هناك مهددات كثيرة للمهرة اليوم، ولا تمضي أيام حتى تصبح هذه المحافظة في واجهة الأحداث والتطورات، بمبررات وصنائع كثيرة، والمشاريع البديلة أمنيا وعسكريا فيها جاهزة للإحلال، بما يغير وجه المحافظة، ويجعلها لقمة سائغة للمشاريع الخارجية المشبوهة، والمليشيا التي تم تجهيزها، وفي رأسها قوات درع الوطن وغيرها.
 
والأمل معقود بتفهم أبناء المهرة لما يحاك لهم، وعلى قدرة الحكومة في تلافي جرها إلى معارك مصطنعة، وعلى دور رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في إدراك ما يراد للمهرة، والغد القريب سيجيب ويكشف الحقائق والأجندة والأهداف.
 

التعليقات