رحل سليل الأقيال الحميرية منتصباً مقبلاً، يهتف الله أكبر قم يا نافخ الصورِ واشهد الله اكبر قم يا نافخ الصورِ واشهد على الزناعير أبناء الزناعيرِ ، رحل عملاقاً كالجبل شامخاً كالطود العظيم.
وددت لو كنت شربةً ماء شربها فسارت في عروقه ورحَلَتْ معه
لو كنت منديلاً مسح به عرقه وشَرُفتُ بماء وجهه العابق
مليء الكبرياء
لو كنت الغبار الذي غطي جبينه الأسمر ومت معه حتى لا أعود
ولا يراني ولا أراه
وددت لو كنت غيمةً وقَتْهُ حر الشمس وتلاشت
بعد أن أسدل الليل الظلام
نسمة ريح لطّفت عليه حرَّ الرحيل
وددت لو كنت رصاصة بيده أطلقها ولم تعد
رحلت يا أول الأقيال وليس آخرهم
أقيالاً تركت وراءك عدد الحصى وعدد الرمال لن ينثنوا
ولن يخروا سجداً لغير الله ولن ينحنوا
ترفض الظلم تحمل كبرياء الرجال
جيادٌ تسكن في صدور الجبال
وددت لو كنت محبرة سطرت بها أخر أنفاسك الطيبات
وددت لو كنت جسراً تعبر عليه من السهول إلى الجبال
ومن الحقول إلى التلال
لو كنت دمعة حزنٍ جرت من محب أو باكٍ أجهش بالبكاء
وددت لو كان رحيلك حلم أستفيق فأراه حُلم شيطان رجيم
لن ينتشي ولن يسكر لرحيلك إلا الخؤون أو الجبان
ولن ينتشي لرحيلك إلا الظلوم الغشوم
الرجال تعشق كبرياء الرجال
رحلت ولم ترحل التضحيات ولا الكبرياء
رحلت حراً لأنك كذلك ولدتْ
فزرعت أجيالاً من الحلم والحريات
زرعت شوقاً في سبيل الوطن سيلاً من التضحيات
فيا أول الكبرياء والأوفياء لن يموت في أجيالنا
بعدك الوفاء والكبرياء
لن تغيب الشموس ولن يعشعش بعدك فينا الظلام
لن تجف ينابيع البطولة والفداء بل ستزخر كالبحر
تسحق الأعداء تحت الركام
لم تمت يا أولاً فبعدك جموعٌ يسبقها أوائل
فموتك فتحاً مبيناً بإذن الله يا سليل الأصايل
جيشاً أسسته لن يهزم لا: لن يتوانى لا: أبداً لن يموت
يا روحاً كان مقدمها لأهل الخلد
عبير الندى وعطر الخمائل
"إلى اللقاء أيها القائد الذي ما كان ينبغي لك فعلاً أن تموت على سريرك كما يموت البعير"