تترقب الجماهير العربية، اللقاء الذي سيجمع، اليوم الأحد، المنتخب المصري، ونظيره المغربي في العاصمة الكاميرونية ياوندي برسم ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم، والصدام الكروي بين نجم الفراعنة، محمد صلاح، وظهير وصانع ألعاب أسود الأطلس، أشرف حكيمي.
وبفضل الأداء المميز لهذا الثنائي، استطاع المنتخبان التأهل لهذا الدور الحاسم، وقطع شوط كبير نحو التتويج بالكأس الأفريقية، للمرة الثامنة بالنسبة للمصريين والثانية للمغاربة، المتعطشين للتويج بعد أكثر من 45 سنة من الحرمان من اللقب الإفريقي.
حكيمي: "أستطيع المحاولة"
لم يخيب الظهير الأيمن للمغرب، حكيمي آمال أنصار منتخب بلاده حتى الآن من خلال الهدفين الرائعين اللذين سجلهما في البطولة الأفريقية الجارية في الكاميرون.
لم يكن غريباً رؤية حكيمي، لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، يزرع الرواق الأيمن ذهاباً وإياباً طوال الدقائق التسعين بعد أن تألق في هذا المركز في جميع الأندية التي لعب فيها من بوروسيا دورتموند الألماني إلى إنتر الايطالي وريال مدريد الإسباني وصولاً الى سان جرمان.
لكن المفاجئ أن حكيمي صاحب المعدل التهديفي العالي نسبيا بالنسبة إلى مدافع، لم يسبق له أن سجل من كرة ثابتة في صفوف الأندية التي دافع عن ألوانها، لكنه فعل ذلك مرتين في صفوف المغرب بتسديدتين رائعتين الأولى في مرمى الغابون مسجلاً هدف التعادل 2-2 في الدقيقة 84 ضمن دور المجموعات، والثانية في شباك ملاوي مسجلاً هدف الفوز 2-1 قبل ثلث ساعة من نهاية ثمن النهائي، ليمنح بطاقة التأهل لمنتخب بلاده الى ربع النهائي.
وعندما يسأل ما إذا كان ذلك سيخوله تسديد الركلات الثابتة أيضا في صفوف سان جرمان، يردّ بخجل "أستطيع المحاولة، لكن الأمر سيكون صعبا للغاية بوجود لاعبين أمثال ميسي، نيمار، راموس ومبابي".
بيد أن مدربه البوسني-الفرنسي وحيد خليلودجيتش يحثّه على القيام بذلك بقوله "قلت له تأخذ الكرة وتسدّد وتقول لنيمار وميسي، إنه دوري الآن، لكن بطبيعة الحال أنا أمزح".
وأكد حكيمي بأنه يتدرب على تنفيذ الركلات الثابتة بقوله "أعمل على ذلك خلال التدريبات وادرك قدرتي على القيام بذلك. عندما تتدرب بشكل جيد، يمكن أن تحقق نتيجة خلال المباريات". وعلّق على تسجيله هدف الفوز في مرمى ملاوي بقوله "أنا سعيد جدا لكون الهدف سمح بفوز منتخب بلادي".
بعد الهدف، هنأه زميله في سان جرمان بطل العالم كيليان مبابي وغرّد قائلا "أشرف حكيمي، إنه أفضل ظهير أيمن في العالم".
ويؤكد على ذلك مدربه بالقول "الركلات الثابتة؟ يقوم بها حكيمي دائما بعد التدريبات. يبقى من أجل التسديد من جميع الزوايا. يملك تقنية عالية، تسديدات خارقة، هل رأيتم ذلك؟".
وتابع المدرب "لقد أصبح الأمر سلاحاً خطيراً بالنسبة الينا، عندما لا يتمكن الفريق بالتسديد من اللعب المفتوح".
محمد صلاح.. الخطر الأول
رغم أن المنتخب المصري لم يظهر بمستوى عال حتى الآن خلال البطولة التي افتتحها بالخسارة أمام نظيره النيجيري صفر-1، قبل ان يتغلب بصعوبة على غينيا بيساو والسودان بنتيجة واحدة 1-صفر، ثم أخرج ساحل العاج بركلات الترجيح، إلا أن الأنصار يعولون على نجمهم محمد صلاح.
ويعاني المنتخب المصري من عقم هجومي، حيث لم يسجل سوى هدفين في أربع مباريات حتى الآن.
وعلّق مدرّبه البرتغالي كارلوس كيروش على ذلك بقوله "يتعيّن علينا تطوير قدرتنا على التسجيل من دون أدنى شك، لقد خلقنا الفرص في جميع المباريات لكننا لم نحسن ترجمتها إلى أهداف"، لكنه أضاف "لكي أكون واضحاً، إذا فزنا بجميع مبارياتنا بنتيجة 1-صفر حتى النهاية سأكون سعيدا للغاية".
ويظل محمد صلاح الخطر الأول في صفوف المنتخب المصري، خصوصاً خلال القمة النارية ضد المغرب، هذا الأحد.
وأظهر صلاح الملقب بـ "فخر العرب" قدرات هائلة خلال مباراة فريقه ضد ساحل العاج برسم ثمن النهائي.
فبعدما كان صلاح شبه غائب في المباراة الأولى أمام نيجيريا، سجل هدف الفوز بطريقة رائعة في المباراة الثانية ضد غينيا بيساو (1-0)، قبل أن يقدم مباراة سيئة جداً ضد السودان (1-صفر) في الجولة الثالثة، حيث فُرضت عليه رقابة لصيقة بثلاثة مدافعين لمنتخب "صقور الجديان".
لكن ضد ساحل العاج، أخرج كل ما في جعبته، وقاد منتخب بلاده بيدٍ من حديد، وكان صلاح مسدد الركلة الترجيحية الخامسة الحاسمة التي منحت الفراعنة بطاقة العبور إلى ثمن النهائي، قبل أن يؤكد أن مصر صاحبة الرقم القياسي في الألقاب في البطولة (7 مرات)، "تنتظر بشدة لقبًا جديدًا".