توسعت دائرة الحملات الداعية لدعم القضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية تزامناً وبطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وتأتي الحملة التي تسجل تفاعلاً واسعاً، تفاعلاً والخطوات التي تنوي عدد من المنتخبات الغربية اتخاذها، دعماً لقضايا موازية، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، أو مناصرة قضايا المثليين.
وتتحرك مؤسسات فلسطينية وتطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، السماح لمنتخبات الدول العربية ارتداء شارات ولافتات قمصان تبرز الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال بطولة كأس العالم قطر 2022.
وأطلقت مؤسسات فلسطينية حملة واسعة للضغط على الفيفا للسماح بالمنتخبات الكروية العربية والصديقة لفلسطين، عرض مواقفهم السياسية والاحتجاجية بشكل حر، ومن دون أي حجب، أسوة ببعض المنتخبات الأوروبية التي ستعلن مواقف تدعم فيها أوكرانيا وحقوق العمال وغيرها.
وحصلت “القدس العربي”، بيانات ومعلومات، عن تحركات تقوم بها عدد من المنظمات والمؤسسات الفلسطينية والمدافعة عن قضاياها.
وقامت مؤسسة فلسطينيي أوروبا وهي من بين مؤسسات تمثل الفلسطينيين في أوروبا، بالشراكة مع مجلس فلسطيني الخارج، ومؤسسات أخرى، إرسال رسائل عاجلة للفيفا.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي”، فإن ماجد الزير مدير مؤسسة العلاقات الأوروبية الفلسطينية في بروكسيل، راسل رئيس الفيفا جيوفاني إنفانتينو، نيابة عن المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في أوروبا وفلسطين. وأشارت المنظمات الفلسطينية أنها متحمسة لتنظيم لكأس العالم في قطر، وتأمل أن تكون واحدة من أفضل البطولات في تاريخ الألعاب.
وأشارت الرسالة إلى أن الجميع موقن بدراية الفيفا لة بما يحدث في فلسطين، وأن “إسرائيل تحتل فلسطين منذ عقود، وارتكبت جرائم حرب فظيعة ضد الفلسطينيين بما في ذلك القتل الجماعي والسجن وقتل الأطفال”.
وشددت المنظمات الفلسطينية، على أن “الشعب الفلسطيني الآن هو لاجئ في جميع أنحاء العالم لا يستطيع العودة إلى منازلهم وقراهم، علاوة على ذلك، تمارس إسرائيل الفصل العنصري والعنصرية بكل أشكالها، ولديها مدن وبلدات يهودية فقط وطرق ومدارس وجامعات، كما يمارسون هذا الفصل العنصري”.
وأضافت أنه “من الناحية الرياضية، قد تكون فيفا شاهدت حملة البطاقة الحمراء لإسرائيل منذ بضع سنوات، حيث قام رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بحملة لوقف العنصرية الإسرائيلية، لأن سلطات الاحتلال لم تسمح للفرق الفلسطينية بالانتقال من غزة إلى الضفة الغربية للعب المباريات”.
وفي رسالة أخرى قال رئيس مؤسسة فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد، “إن الفيفا مطالب بدعم خطوات الشعب الفلسطيني بالاحتجاج في كأس العالم 2022 وبدون ازدواجية معايير”.
وأضاف أبو راشد أن “الفيفا سمحت للعديد من المنتخبات في الفترة السابقة بممارسة حرية التعبير عن الرأي، ورفع لافتات وإشارات لقضايا، بينما قمعت بعض الأندية الأوروبية التي رفعت أعلام فلسطين”.
وطالبت الرسائل الفيفا السماح للمنتخبات العربية بتغيير قمصانها لعرض لافتات مؤيدة لفلسطين بما في ذلك شعارات مناهضة للفصل العنصري الإسرائيلي.
وطالبت أيضا السماح للجماهير الفلسطينية والعربية بعرض لافتات في مباريات المونديال.
وقالت المؤسسات إنها تتوقع أن تسمح الفيفا بتلك الخطوات في حال سماحهم للمنتخبات الأوروبية بالقيام بالاحتجاجات التي يريدون القيام بها.
وختمت الرسائل بالقول “نعتقد أنه من حقنا الأساسي ممارسة مثل هذا الاحتجاج في ملاعب كرة القدم، نحن لا نقبل حقاً أي معايير مزدوجة حيث تعرض الفرق الأوروبية ما تريد بينما نحن فلسطينيين نمنع من ذلك”.
معايير مزدوجة
وتأتي هذه الرسائل، تزامناً وحملات شعبية أطلقها نشطاء يطالبون المنتخبات العربية رفع وحمل شعارات مؤيدة وداعمة لفلسطين، أسوة بخطوات قامت بها منتخبات أوروبية دعماً لقضايا سياسية أخرى.
احتجت جهات رسمية قطرية ونشطاء على موقف الدنمارك وعدد من المنتخبات المشاركة في مونديال 2022، بسبب رسائل موجهة ضد الدولة العربية التي تنظم لأول مرة بطولة كأس العالم.
وجاء الموقف الجديد في سلسلة من التفاعلات حول استضافة قطر للحدث الكروي الهام، كأس العالم، لأول مرة في دولة من الشرق الأوسط.
وانتقد عدد من المغردين خطوة منتخب الدنمارك ارتداء قميص يحمل رسائل وُصفت بأنها تحريضية ضد قطر.
وتفاعل المجتمع القطري حول قرار شركة “هوميل” الراعية الرياضية لمنتخب الدنمارك، وطمس شعارها على القميص الرسمي خلال مشاركته في مونديال قطر لكرة القدم، احتجاجاً على ما قالت إنه سجل الدولة الخليجية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وإضافة للقميص، الذي يرفع شعار اللون الأحمر التقليدي للدنمارك، البلد الإسكندنافي الوحيد المشارك في كأس العالم، قدمت شركة “هوميل” أيضاً قميصاً باللونين الرمادي والأسود.
وعلق المغردون القطريون حول الموقف، وانتقدوا بشدة ما اعتبروه تهجماً على قطر واستضافتها للمونديال.
مونديال 2022 في دولة عربية
أعلنت السلطات في قطر تعليق دخول جميع الزوار إلى الدولة الخليجية التي تستعد لاحتضان أول بطولة كأس العالم في المنطقة العربية، وذلك اعتباراً من مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويأتي القرار المتخذ للسماح فقط لزوار البلد من المشجعين والقادمين لمشاهدة مباريات بطولة كأس العالم، أو عيش تجربة المونديال.
وكشفت وزارة الداخلية القطرية عن تعليق دخول جميع الزوار إلى منافذ الدولة اعتباراً من 1 نوفمبر 2022 واستئناف تأشيرات الزيارة مجددا اعتباراً من 23 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
وأوضحت السلطات أنه اعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني يسمح الدخول لقطر لحاملي بطاقة “هيّا” التي تتيح لهم البقاء في الدولة حتى 23 يناير/ كانون الثاني 2023.
وصرحت وزارة الداخلية القطرية بوجود استثناءات لقرار حظر دخول الزوار من غير حاملي بطاقة هيّا. وقالت إن الفئات المستثناة من قرار تعليق الدخول إلى البلاد هم المواطنون القطريون والمقيمون والخليجيون الذين يحملون البطاقة الشخصية القطرية. يضاف لهم حاملو تأشيرات الاستقدام الشخصي وسمات العمل. كما أنه سيسمح بدخول الحالات الإنسانية عن طريق المطار، وهذا بناء على الموافقات الصادرة من المنصة الرسمية للتقديم.
2 مليون زائر لقطر خلال المونديال
وتشير السلطات إلى أنه من المتوقع أن يحضر المونديال قرابة مليوني شخص من جميع أنحاء العالم.
وتسعى الجهات المنظمة لتوفير كافة الظروف المناسبة لإنجاح أول مونديال ينظم في دولة عربية وفي الشرق الأوسط.
ويضبط العالم ساعته على توقيت العاصمة القطرية التي تستعد لحدث استثنائي، وأجواء تعيشها لأول مرة شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن مختلف مناطق العالم، شاهد الجميع حفل سحب قرعة مونديال قطر 2022. وما تلاها من تحضيرات قبيل إطلاق صافرة انطلاق العرس الكروي.