مجلة أمريكية: الامارات قوضت سلطة هادي وحضورها المتزايد جنوب اليمن يدفع نحو الانفصال (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 01 ديسمبر, 2017 - 12:30 صباحاً
مجلة أمريكية: الامارات قوضت سلطة هادي وحضورها المتزايد جنوب اليمن يدفع نحو الانفصال (ترجمة خاصة)

[ قالت المجلة إن أعلام الدولة اليمنية اختفت وبرز علم التشطير وصور العائلة الحاكمة للامارات ]

نشرت مجلة " براون بوليتيكال ريفيو" تقرير استعراضي عن تواجد دولة الامارات العربية المتحدة في جنوب اليمن، وبشكل خاص في العاصمة المؤقتة عدن.
 
التقرير الذي كتبته اروا محمد تطرق لمظاهر الحضور الاماراتي في عدن، واختفاء ملامح الدولة اليمنية التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، ويسرد التقرير العديد من الحقائق التي قال بأنها تؤكد بأن الامارات ماضية في اعلان انفصال الجنوب اليمني، والذي سيخدم مصالحها وسيطرتها على مضيق باب المندب، ويعزز حضورها ايضا على المستوى الاقليمي.
 
يتحدث التقرير عن الاجراءات التي اتبعتها الامارات في عدن، ودعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وحربها المستمرة ضد حزب التجميع اليمني للإصلاح، واضعافها للسلطة الشرعية في اليمن.
 
وتحذر المجلة من أن انفصال جنوب اليمن يمكن أن يعني بداية نزاع جديد في اليمن مع نهاية غير متوقعة، وهذا يعني إنشاء دولتين معاديتين من المرجح أن يكونا في صراع دائم بشأن القضايا الاقتصادية والإقليمية.
 
وترى بأن السيطرة المتزايدة التي اكتسبتها أبو ظبي في جنوب اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية اليمنية مثيرة للجدل، خاصة بالنظر إلى جدول أعمالها لدعم الحركة الانفصالية.
 
 مجلة " براون بوليتيكال ريفيو" مجلة أمريكية تأسست في العام 2012م وتقدم العديد من التقارير عالية الجودة عن السياسات الاقليمية والوطنية والدولية.
 
"الموقع بوست" نقل المادة الأصل الى العربية وننشرها هنا كما نشرت في موقع المجلة على الانترنت:

 
في عدن، أكبر مدينة في جنوب اليمن وأبرز ميناء في البلاد، الأعلام اليمنية الرسمية يصعب أن تجدها في البلاد، فالشوارع مليئة بأعلام جنوب اليمن، مع مثلث السماء المتميزة والنجم الاشتراكية الحمراء.
 
 الجنوب أقرب إلى الانفصال عما كان عليه منذ أيام حدوث الوحدة اليمنية وذلك قبل ٢٧ عاماً، ولكن ليس فقط علم جنوب اليمن الذي يسيطر على عدن، فالجدران تتزين بأعلام الإمارات وصور من العائلة المالكة الإماراتية، وهي دولة تهتم اهتماما عميقاً بتقسيم اليمن.
 
 في الواقع، فإن تحرك جنوب اليمن إلى الانفصال هو خطوة سياسية برعاية إماراتية تؤمن مصالح أبوظبي في المنطقة وتقدمها.
 
وقبل عام 1990 كان اليمن دولتين مستقلتين تماماً، هما اليمن الشمالي والجنوبي، الانقسامات بين الدولتين متأصلة بعمق في تاريخهما الاستعماري، ففي حين حصل اليمن الشمالي على استقلاله عن الإمبراطورية العثمانية في عام 1918، كان جنوب اليمن تحت السيطرة البريطانية حتى عام 1967.، وكان الكفاح من أجل الاستقلال في الجنوب بقيادة جبهة التحرير الوطني، وهي مجموعة ماركسية لها علاقات وثيقة بالرئيس المصري جمال عبد الناصر والكتلة الشرقية.
 
على عكس ذلك، تلقت اليمن الشمالي دعماً من الغرب، وبعد حرب أهلية وجيزة في عام 1979، وضعت خطط لإعادة التوحيد، وفي أيار / مايو 1990، أصبح الرئيس علي عبد الله صالح أول رئيس للجمهورية اليمنية، ومع ذلك، فإن الدعوات للانفصال في الجنوب أصبحت في مقدمة التدقيق الدولي منذ ثورة 2011 واندلاع الحرب الأهلية اليمنية.
 
الحرب الاهلية
 
اندلعت الحرب الأهلية اليمنية في آذار / مارس من عام 2015 عندما اشتبكت القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والقوات الحوثية - وهي جماعة مسلحة ذات أغلبية شيعية تدعمها إيران - مع القوات الحكومية التي تدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتصاعدت الاشتباكات بسرعة، وتمكن الحوثيون من السيطرة على مدن مهمة متعددة، منها صعدة وتعز والعاصمة صنعاء، ما أجبر الرئيس هادي على الفرار إلى عدن، وأنشأ حكومة جديدة هناك.
 
وفي هذه المرحلة، بدأت المملكة العربية السعودية، إلى جانب حلفاء مختلفين من بينهم مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والمغرب، تتدخل عسكرياً في اليمن، لدعم الرئيس هادي، ووقف تقدم القوات الموالية لصالح والحوثيين، وبدأ التدخل بحملة جوية، لكنه تصاعد منذ ذلك الحين.
 
كانت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي غائبة بشكل ملحوظ عن عدن في الأشهر القليلة الماضية، وبدلا من ذلك، كانت قوات المقاومة الشعبية الموالية لعيدروس الزبيدي - الحاكم السابق لعدن وزعيم المجلس الانتقالي الجنوبي المنشأ حديثاً والقوات الإماراتية في اليمن كجزء من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية - يملكون المدينة.
 
 أعلن الزبيدي عن تشكيل المجلس في مايو من عام 2017، بعد أسابيع من إقالة هادي له من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن، ويضم المجلس 26 عضوا، وكثير منهم حكام مناطق في جمهورية اليمن الجنوبية السابقة، وأعلن الزبيدي مؤخراً أنه سيتم إجراء استفتاء على الاستقلال، وأن يتم تشكيل جمعية وطنية جديدة تضم 303 أعضاء "تمثل اليمنيين من جميع مناطق الجنوب"، وكانت الجمعية الوطنية قد عقدت اجتماعها الافتتاحي في 24 أكتوبر، ولكن حكومة الرئيس اليمني المنفي هادي رفضت تشكيل المجلس، مدعية أنه لن يفيد سوى الحوثيين.
 
التدخل الاماراتي
 
دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة الصراع اليمني في مارس من عام 2015 كجزء من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، ومع ذلك، فقد كان لها وجود أكبر بكثير في الجنوب مقارنة ببقية دول التحالف، وخاصة في عدن، وذلك بسبب اثنين من المصالح الإماراتية الهامة في المنطقة.
 
ففي آب / أغسطس من هذا العام، زادت القوات الإماراتية وجودها في عدن، وأرسلت لواء عسكري ودبابات ومركبات عسكرية أخرى،  كما ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بالإتيان بمرتزقة من أمريكا اللاتينية ككولومبيا وتشيلي والسلفادور وعدد من الدول الأخرى لمحاربة الحوثيين في أواخر عام 2015.
 
وترى الإمارات العربية المتحدة أن المتمردين الحوثيين جزء من مؤامرة إيرانية لتقويض الخليج ومصالح مجلس التعاون الخليجي في المنطقة عن طريق الانتماءات الشيعية للحوثيين، كما أن الإمارات العربية المتحدة لديها مصلحة في مضيق باب المندب، وهو طريق مزدحم للنفط والغاز يتم من خلاله نقل 3.8 مليون برميل يوميا.
 
 تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام استراتيجي في تأمين المضيق، حيث أن معظم صادراتها النفطية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية تمر عبره، كما أن أي تهديد للمجرى المائي يزعزع استقرار التجارة مع أوروبا وأمريكا الشمالية، وقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل بتوسيع نفوذها في المنطقة المحيطة بالمضيق من خلال التوصل إلى اتفاق مع أرض الصومال لبناء قاعدة بحرية إماراتية في ميناء بربرة، بعد أن أنشأت قاعدة بحرية أخرى في ميناء عصب الارتيري في عام 2016.
 
حكومة هادي وحزب الاصلاح
 
إن فشل حكومة الرئيس هادي يساهم أيضاً في الحركة الانفصالية المتنامية، وقد أدى فشلها في توفير الضروريات الأساسية مثل المياه والكهرباء، مقارنة بنجاح الزبيدي المدعوم من الإماراتيين، إلى إضعاف موقفها وحصول مزيد من الدعم للزبيدي، وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية في مناطق مثل عدن وسقطرى وحضرموت، والتي توصف بأنها نجاحات لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي.
 
منذ أن بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة تدخلها في جنوب اليمن، حاول حزب الإصلاح، وهو حزب سياسي مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، أن ينأ بنفسه عن الإخوان بسبب علاقته (الدموية) مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وقامت الإمارات العربية المتحدة بمكافحة نشطاء الإخوان المسلمين وسجنتهم عدة مرات خلال العقدين الماضيين، وعلاوة على ذلك، رفض الإصلاح الانفصال ودعا إلى أن يبقى اليمن متحداً، ونتيجة لذلك، ولاسيما بسبب ارتباطهم بجماعة الإخوان المسلمين، تعرض اعضاء حزب الاصلاح مراراً وتكراراً للاعتداءات والاختطافات، ويدعي الإصلاح أن الإمارات العربية المتحدة تدير سلسلة من المواقع السوداء في جنوب اليمن حيث اختطفت المليشيات المحلية مئات الرجال الذين يعارضون نفوذها في اليمن.
 
وعلى الرغم من دعم دول مجلس التعاون الخليجي للجماعات المناهضة للحوثيين في اليمن، إلى جانب حملتها الجوية العدوانية، الذي يقال أنه جاء لإضعاف الوجود الحوثي في ​​اليمن، فقد أصبح من المشكوك بشكل متزايد ما إذا كان التحالف سيكون قادراً على القضاء على الحوثيين في المستقبل القريب.
 
بدأ التحالف حملته العسكرية منذ عامين، ولم يحرز بعد أي تقدم كبير، ولا يزال الحوثيون يحتفظون بالعاصمة صنعاء، ومعظمهم من شمال وغرب اليمن، وقد يتسبب ذلك في قيام دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات العربية المتحدة بالتحديد بإعادة النظر في استراتيجيتها في اليمن ومتابعة جدول أعمال انفصال جنوب اليمن، وتدعم الأحداث المذكورة أعلاه فكرة أن الإمارات العربية المتحدة تدفع هذا السيناريو إلى الأمام.
 
إن السيطرة المتزايدة التي اكتسبتها أبو ظبي في جنوب اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية اليمنية مثيرة للجدل، خاصة بالنظر إلى جدول أعمالها لدعم الحركة الانفصالية.
 
إن انفصال جنوب اليمن يمكن أن يعني بداية نزاع جديد في اليمن مع نهاية غير متوقعة، وهذا يعني إنشاء دولتين معاديتين من المرجح أن يكونا في صراع دائم بشأن القضايا الاقتصادية والإقليمية.
 
*نشرت المادة في موقع المجلة، ويمكن العودة للتقرير الاصل على الرابط هنا


التعليقات