الإندبندنت البريطانية: ملامح صراع قادم في جنوب اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 19 أغسطس, 2018 - 10:36 صباحاً
الإندبندنت البريطانية: ملامح صراع قادم في جنوب اليمن (ترجمة خاصة)

[ حذرت الصحيفة البريطانية من نشوب حرب جديدة في الجنوب ]

حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، من نشوب حرب أخرى في جنوب اليمن.

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست"، إن هناك نكتة تنتشر بين اليمنيين الجنوبيين، أنه كل أربع سنوات تبدأ حرب في جنوب البلاد ،والآن هم يستعدون لواحدة آخرى.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الغالبية قد يقولون بأن اليمن من الواضح أنه في حالة حرب بالفعل، حيث قتل الآلاف من اليمنيين منذ 2015 عندما سيطرت جماعة المتمردين الحوثيين على البلاد وأسقطوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وتابعت "بعد فترة قصيرة أطلقت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حملة قصف بهدف إعادة الحكومة المعترف بها، وخوفا من أن يصبح اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون جزءا من خطط إيران للتوسع.

وتوضح صحيفة الإندبندنت، أن ثلاثة أرباع السكان، أي ما يقارب 22 مليون شخص، يعتمدون على المساعدات من أجل البقاء. ويقدر عدد القتلى من 10,000 قتيل إلى خمسة أضعاف ذلك بكثير. البلد على حافة المجاعة لمدة عام.

وبالإضافة إلى المجاعة فإن الحرب جلبت أيضا – على حد تعبير الصحيفة البريطانية – "بعض العلاقات العامة السيئة للتحالف الخليجي، الذي هو المستفيد الرئيسي من الأسلحة البريطانية، وذلك بسبب الخسائر البشرية المرتفعة في صفوف المدنيين".

وتعود الصحيفة إلى موضوع جنوب اليمن، حيث تشير إلى أن مجموعة واحدة على الأقل نجحت في الخروج من هذه الحرب وهم الانفصاليون الجنوبيون، الذين كانوا مشبعين بقوة كبيرة منذ انضمامهم إلى قوات التحالف الخليجي. وبالنسبة لهم، فإن ضرب الحوثيين هو مجرد مقدمة للقتال الحقيقي، على حد تعبير صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتقول الصحيفة ، إن تحت السطح، هناك حرب أهلية خطيرة داخل الحرب الأهلية المدمرة حالياً، وجذورها أقدم من اليمن الموحد، لافتة إلى عناوين النزاع القادم في اليمن ستكون حرب الاستقلال والعودة إلى بلد منقسم.

وتستدل الصحيفة بحديث الصحفي الأمريكي آدم بارون، وهو مواطن سابق في اليمن وزميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية :"إن من الممكن القول إن التوترات هي من بين أعلى مستويات التوتر التي كانت في أي وقت مضى".

وقال: "إن الطرق التي تسير بها الأمور في الوقت الراهن هناك لها حد حقيقي .... يمكن ان تستمر إلى ذلك الحد".

اليمن كان موحدا في عام 1990. اندلعت الحرب الأهلية بعد أربع سنوات، وهي التي خسرها الجنوب في نهاية المطاف. وقد تحدث الانفصاليون الموجودين في كل من جنوب اليمن والإمارات العربية المتحدة عن "احتلالهم" من قبل الشمال عندما خسروا تلك الحرب.

قال لي أحدهم: "إنه احتلال لا نزال نشعر به اليوم".

قد لا يبدو هذا الأمر مسألة مهمة بالنسبة للغرب، فقد خسر في فوضى اليمن المذهلة الذي يعتبر أكثر دول الخليج فقراً وأصعبها فهماً.

لكن من ضمن خطوط الصدع في القتال في اليمن أن التمرد يميل إلى الازدهار.

خلال بداية الصراع في اليمن في عام 2015، احتل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يُقال إنه الفرع الأخبث للقاعدة، مساحة تمتد على 700 كيلومتر من الشريط الساحلي. حرب أهلية ثانية تنبثق من حرب سابقة لن تؤدي إلا إلى زراعة المزيد من الأراضي الخصبة لعودة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

كما يمكنها أن تضع مركزين للطاقة في الشرق الأوسط، وهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ضد بعضهم بعضاً مع عواقب محتملة.

ويضيف بروان "منذ إقامتي القصيرة بين القواعد الإماراتية في اليمن، كان واضحاً على عكس السعوديين، أن الإمارات العربية المتحدة قامت بنشر بنية تحتية عسكرية خطيرة في جنوب اليمن، من خلال وكلائهم الذين هم على شكل عشرات الآلاف من الجنود اليمنيين الذين تدربوا على يدها، ويسيطرون على معظم الخطوط الجوية والقواعد والموانئ البحرية على طول الساحل الجنوبي الإستراتيجي في اليمن. في الخمسة الأيام التي قضيتها لم أرَ ضابطًا سعوديًا واحدًا.
 
وتابع "على الرغم من إصرارها علنا ​​على أنها تريد اليمن الموحد، فقد اتهمت دولة الإمارات بالانحياز إلى الانفصاليين بتسليحهم وتمويلهم بسبب كراهيتهم لكل من الحوثيين والإخوان المسلمين، العدو اللدود لأبو ظبي.
 
ويشير الصحفي الأمريكي إلى أن الإرادة السيئة بين الإمارات والرئيس هادي لم تعد سراً. ففي يناير / كانون الثاني ، تقاتل الطرفان في عدن، عاصمة الأمر الواقع للتحالف المناهض للحوثيين. بوابل من صواريخ الغراد ونيران الدبابات، اشتبكت القوات الموالية لهادي مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي وقوات الحزام الأمني ​​الذي تم تشكيله وتمويله وتسليحه من قبل الإمارات.
 
ويقول "إن المجلس الانتقالي الجنوبي هو جزء من التحالف المناهض للحوثي والذي يرأسه عيدروس الزبيدي، المحافظ السابق لمدينة عدن الذي أقاله هادي. من الخارج بدا الأمر وكأن القوات المدعومة من السعودية كانت في حالة حرب مع القوات الإماراتية.
 
وختم حديثه قائلا "تمت استعادة الهدوء إلى حد كبير في عدن. هادي، الذي لم يكن قد عاد إلى عدن لأكثر من عام، عاد أخيرًا في يونيو 2018. لكن المدينة التي جرحتها الحرب ما زالت تعيش التوتر".
 
في مطار عدن الدولي، تعرفت على شاب يدعى خالد الخالي. كان خجولاً قليلاً أمام الكاميرا. وهو يلبس عباءة، يقول إنه يدير كتيبة، دربها الإماراتيون ، يحرسون في المطار ويتحكمون به، وهو نقطة الدخول والخروج الرئيسية في اليمن منذ أن قام التحالف الخليجي بإغلاق مطار صنعاء.
 
لكن أمثال خالد يوصفون من قبل اليمنيين كشخصيات قوية في الحركة الانفصالية، يتم تسميتهم بـ"مثيري الشغب".
 
إن اختياره لمثل هذا المطار الرئيسي مهم للغاية. عمرو البيض، الذي يأتي من الملوك الانفصاليين حيث إن والده هو علي سالم البيض، وهو سياسي بارز ، وكان رئيس اليمن الجنوبي المنفصل في التسعينات. يقول لي إن تقسيم اليمن ليس فقط أمرًا حتميًا ولكنه ضروري من أجل "استقرار المنطقة".
 
وقال: "بدون الإستقلال في الجنوب ستكون هناك دائما دائرة من العنف بين الجنوب والشمال".
 
واختتم "ستتأثر الخطوط التجارية الدولية، سيتأثر القتال ضد القاعدة. لا يمكننا بناء دولة مدنية مع الشمال. إعادة الوحدة فشلت".


التعليقات