من شرب الكاس باع العافية.
حوالي العام 1953 في المستشفى الحكومي في عدن (كريتر)، يدخل رجل يحمله الممرضين وهو يصرخ " والله ما أشرب أبو دُبالة"، ووسط صرخاته الهلعة استطاع أن يشرح أنّه تناول خلطة ما باستخدام أبو دوبالة، أمرت السلطات البريطانية (كانت عدن تحت الحكم البريطاني) بإجراء تحقيق عن دور هذا الـ"أبو دبالة" في آلام الرجل المبرحة؟
وأسفرت التحقيقات أنّ حوالي 40 رجلًا قاموا بتصنيع خمر محليّ (رغم أنّ تعاطي الخمور كان مسموحًا) باستخدام "سبيرتو" كان يُباع في دكاكين مواد البناء الموجودة في سوق البُهرة أسمّوه الأهالي بـ"أبو دُبالة" نسبة لشكل الفانوس الذي كان يُعبئه.
لم يُصدّق سكان كريتر عيونهم وهم يشاهدون الأربعين جنازة الواحدة تلو الأخرى في اليوم الحزين، وتمّ دفنهم متجاورين في مجنّة (مقبرة) العيدروس وكلما جاء زائر لذويه الأموات قال لهم حارس المقبرة: "أهيلك جنب أصحاب السبرتو".
وكانت تلك الحادثة الشهيرة سبب تأليف أغنية شعبية شهيرة تقول: "من شرب الكاس باع العافية"، وكانت هذه أول مرة يعرف أهالي كريتر معنى خلطات الخمور المحليّة المصنوعة بالسبيرتو.
مات تمباكي (صاحب الأغنية التي انتشرت في 2015) في عدن اليوم بسبب تناوله مع أصدقائه قبل يومين خمرًا محليًا مخلوطًا بالسبرتو، وقد دفعت هذه المناسبة شاهد العصر أن يحكي لي هذه القصة.
رحم الله أصحاب السبرتو، ورحمك الله يا تمباكي.
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك