قرابة العشر سنوات على ثورة فبراير، أرجعتنا آلاف السنين إلى الوراء، ففي خضم هذا الليل الأعمى وغياب الرؤية أصبحنا أكثر بلادة وحرصٍ على التبعية وخضوعٍ لديكتاتورية الفرد والجماعة على حد سواء...!
الاصلاح الذي تناولها إقصائية يريدها أن تستمر كذلك..
جماعة ما لنا إلا علي! لم يثنهم عن شعارهم انه مات وأصبح رميماً مجهول المكان، وإن عرف الزمان..!
جماعة الخروج على الحاكم جريمة لا تُغتفر حتى في سقر - كذلك؛ يندبون الماضي ويعيبون الحاضر ويبحثون بشوق أمَةٍ لمخدع دافء ـ في ليلة شاتية عن ديكتاتور جديد يجلد منهم الظهر ويسلبهم المال..
اما المنحدرون من قمة الجبل إلى قاع البئر، المساقون إلى بوار العصبية والمذهبية والعرقية، فقد راقهم ان يحكمهم نبي مزعوم بنسب موهوم يحسن اللواذ بجناح جبروته - ينعمون بالفتات ويرتضون بالحمى تتغلغل المفاصل عن ما يظنونه موت الحرية المحقق..
والألعن في هذا الواقع الشائه، جماعة النسخة المزيفة من ماضي ما قبل 2011 برئاسة الهالك حياً "هادي" الذي له من إسمه ما يفوقه إذ هو ليس هادـ فقط بل ميت يسوق البلاد والعباد إلى ما الله به عليم..
ومع كل هذا وذاك، الواقع يعج بأصوات النخاسة ومؤامرات النجاسة فصار الفأر ممثلاً في دويلة بائسة اسمها الإمارات يجترء على أسد الأوطان ومركز ثقلها المتمثل في #اليمن_الجريح.. والطامع التاريخي التوسعي الناهب #النظام_السعودي يفصل لنفسه من اديَم هذه الأرض البكر ثوباً فضفاضاً يُشبع رغباته في الثروة والجغرافيا...
دعونا نتجاوز الطارئ إلى الدائم الثابت، أعني أبناء الأرض والهدف الأساس المشتمل لكل أهداف ثورة فبراير التي أساء خصومها فهمهم لسلميتها فعابوها بها وتجرأوا عليها..
كان الهدف الذي لا يُعاب هو الانتقال بالشعب خطوة متقدمة في شكل نظام الحكم يؤدي إلى حكم الشعب نفسه بنفسه حقيقة لا مجازاً الخروج من عباءة الحاكم الفرد المتسلط إلى نظام المؤسسات الذي لا يتأثر بغياب المسؤول أو من يوكل إليه الأمر..
أيها المنادون بعودة الماضي أو الساعون لتمسيخ المستقبل وتدجينه، او أولائك الطامعون في مصادرة الوطن الأرص والإنسان..!!!
اسمعوا وعوا..
الحال لن يستقيم لأي منكم ولن تنتهي معاناة الجميع إلا بتحقيق خطوة واعية حقيقية تصحح المسارات المعوجة وتتدارك الأخطا القاتلة التي لا تزال سائدة..
: العالم تغيرت موازينه ومقاديره، مواصفاته وتوصيفاته؛ العقل الإنساني نضج بحيث صار يحكم نفسه بنعومة وأمان من خلال مؤسسات تدير شؤون الحياة بعدل ويظل الفرد، فرداً ذا سلطات محدودة لا تتأثر الحياة بغيابه او بحضوره، بل ما هو أبعد من ذلك - في زمن الحوكمة الألكترونية أصبحنا نتعامل مع شيء اسمه <Sistim> النظام المحوسب الذي يتساوى فيه البشر بلا تمييز وتدار به شؤونهم بيسر وبلا تأخير أو حاجة للوساطات والرشى.
الحياة اصبحت أكبر من أن نحصرها في علي ابن ابي طالب وعمر ابن عبد العزيز، أو ابي جعفر المنصور ومعاوية ابن ابي سفيان، أوالراحل عفاش والميت حياً او الحي ميتاً، هادي الفقمة، أو أي بعكوك ودعيِّ يُنصب نفسه حاكماً متسلطاً على شعب...
حتى يحين ذلك اعتقد أننا بحاجة الى التخلص من الفكر الَمروج للاستعباد والتبعية وتقديس العفن بكل صوره وأشكاله..