‏الشعوب العربية بين حضرنة الغرب وثقوب الذاكرة
الأحد, 22 أغسطس, 2021 - 05:58 مساءً

تمتلك الشعوب العربية، تاريخ عريقاً ،وتجارب ماضية مرة ،ومعانات شديدة، لقد تعرضوا للقمع والظلم ووشتأ انواع التمييز، بالإضافة إلى خذلان وخيبة أمل كبيران، من قبل المستمعر الغربي ،الذي وعدهم بجلب الحضرنة لبلدانهم ،وتقديم الرفاهية والعيش الرغيد لشعوبهم، اثناء الاستعمار الغربي، لمعظم البلدان الاسيوية، والافريقية ،وكانت النتائج عكسية تماماً ،حيث حرموا من خيرات بلدانهم ،التي أستأثر بها المستعمرين، ونقلوها الى دولهم.
 
لم يتعلموا من كل التجارب، التي مروا بها ،ومازالوا يصدقون كل شعارات الغرب، وامريكا، وايران، ويقتنعون بوجهات نظرهم، وافكارهم وتدليساتهم، ويؤمنون بوعودهم الكاذبه، فيصمتون عن إنتهاكاتهم، وجرائمهم بحق اخوانهم، في الدين والنسب، في العدد من الدول العربية.
 
يمتلك العرب اكبر ذاكره مثقوبة، وأكثر الشعوب تنطلي عليها خدعة الحضرنة، والتطوير، يوهمهم الغرب بزيف وسراب الدعم، والاسناد ، والخبرات والكوادر المتعلمة لصناعة التطوير والإزدهار ،للإلحاق بالشعوب المتقدمة، ومجارات الحضارات الغربية.
 
لقد جندوا من ابناء الأمة، أشخاص وضيعون، وكلفوهم بمهمة تزييف وعي الشعوب العربية، ليسهل ابتلاعها، كلاٍ على حدأه، لقد ابتلعت ايران لبنان، ثم العراق الذي استلمته من امريكا، وتلاها سوريا ،واليمن في طريقها لتلتحق بالعواصم الثلاث، مالم يهيئ الله اسباب النصر لليمنيين، ليسقطوا المشروع الايراني في بلدهم ،ويستعيدوا وطنهم وعاصمته السياسية صنعاء.
 
تدرك الشعوب العربية، ان الغرب قد زور تاريخها، عقب الحربين العالميتين الاولى والثانيه، يعرفون جيداً ان الطرف المنتصر ،هو من يكتب التاريخ، ولايقوى الطرف المهزوم، على الاعتراض، او الرفض للتدوينات المزور، والتلفيقات التاريخية، ومع هذا لم نجد غير القليل من العلماء، الذين انشغلوا بالتدقيق، والبحث في التاريخ القديم، لإعادة صياغة التاريخ الحقيقي، لشعوب الشرق الاوسط، وافريقيا، في ظل كثافة المصادر التاريخيه المزورة، التي نشرها العدوا بكثافة عالية، ليوهم الشعوب ان تاريخها الذي تحتفظ به في ذاكرتها، ليس اكثر من قصص خيالية ،ولا واقع لحضاراتهم وريادتهم ونهضتهم القديمة، في كافة المجالات على ارض الواقع.
 
من لا يمتلك تاريخ، ليس له مستقبل.

من لا يهتم بماضية، لانجاح له في مستقبله.

عندما لا تعرف من انت، ولا تستطيع الوصول لحقيقة من تكون، فإن إهتمامك بالمستقبل يكون ضئيل، واستسلامك لأمر الواقع كبير.
 
لقد اقنعونا، ان كل الاختراعات، والنظريات، والفلسفات، التي خدمة العالم، وساهمت في تطوره، هي من اختراعاتهم ،وثمرة جهود علماءهم ،وهذا زيف، وكذب، ومغالطات ، فالحقيقة التي لاريب فيها، انهم نجحوا في سرقة حضارتنا القديمة، واستخداموا ماورد في كتب العلماء العظماء المسلمين، ك ابن سيناء، وابن النفيس، وابن خلدون، والكثير من العلماء المسلمين ،لاتسعفني الذاكره حالياّ على سرد اسمائهم هنا ،بعد هدم حضارة المسلمين في الاندلس، وتدمير حضارتي دمشق الأموية ،وبغداد العباسية، وسرقة كافة الكتب النفيسه ،والبحوثات التطويرية، وسجلات الاختراعات المهمة ،وتطبيق ما ورد فيها من  افكار، وتنفيذ اختراعاتهم، وصناعتها كمنتجات خدمتهم ونحن من يتسوقها، وبالتالي نسبوها لعلماءهم، ومخترعيهم، وفلاسفتهم..
 
كنا خير أمةً، فهل سنعود لنصبح خير امة؟ ام انهم نجحوا في إقناعنا، ان القمة ليست المكان المناسب لنا، وإن بقائنا في ذيل قائمة الحضارات، هو المكان الأمن والموقع الأنسب لحياة شعوبنا؟
 
لقد طبعوا في عقولنا ،فكرة الضعف، والعجز، والحاجة لهم، لنظل عالةً عليهم، وبحاجة ماسة لهم، ولا يمكنا الاستغناء عنهم، وعن عقولهم، واختراعاتهم، ولا سبيل لنا في الحياة دون صناعاتهم ،فتلقتها عقولنا الباطنة، وترجمتها لتصبح، واقع حقيقي في  حياتنا.
 
ولذا لا يمكننا القول ان الشعوب العربية، قد تحررت من الاستعمار الأجنبي، في نهاية القرن التاسع عشر، لإننا مازلنا مستعمرون بل أكثر من الاستعمار  بصورته القديمة، الاحتلال العسكري الوجودي، لقد استعمروا قراراتنا ،وسيادتنا وتوجهاتنا، وتحركاتنا ،وطرق تعليمنا ،وكيفية تطورنا،وبناءحضاراتنا، مازلنا مستعمرون ،لانستطيع العيش كما لايرضونه لنا، فهم المتحكمين في كافة أمورنا، وطرق معيشتنا ،فقط لايستطيون أخذ وإعطأ الروح، لان هذه ليس بمقدورهم عليها، وهي بيد الله وحده.
 
 
 

التعليقات